قد تستصعب الجلوس لقراءة ثلاثة أجزاء في اليوم .. ولكن حرصك على الجلوس عشر دقائق قبل كل صلاة وعشر دقائق بعدها يجعلك تختم القرآن في عشرة أيام دون تعبٍ ولا نصب!!
قد تستثقل التسبيح ألف مرة! ولكن تقسيمك لهذه الألف على مشاوير العمل ومقاضي البيت وحوائج العيد سيجعلك تسبح ألفي مرة في اليوم دون أن تشعر!
فتِّتِ العبادة وقسّمها تسهل عليك بإذن الله.
وثالث أبعاد التخطيط العبادي في رمضان: تركينُ العباداتِ .. بمعنى أن تجعلها ركناً في برنامجك اليومي .. تدير عليها بقية الأشغال ولا تديرها هي حول الأشغال.
اختر عدداً من العبادات وحدد لها أوقاتاً واجعلها أركاناً في برنامجك اليومي .. تماماً كما تجعل وقت الدوام الوظيفي ركناً لا يجور عليه شيء من المشاغل.
عند يكون التبكير إلى المسجد للفريضة ركناً في برنامجي اليومي فإنني لن أتأخر عنه لأني عندي موعداً مع فلانٍ وأريد أن أصلي عنده! ولن أتأخر عنه لأنني متعب وأريد النوم! ولن أتأخر عنه لأن بين يدي عملاً ما أريد أن أفرغ منه!
وعلى ذلك قس.
بهذه الأبعاد الثلاثة يستطيع الإنسان أن يخطط لعباداته الرمضانية تخطيطا يدنيه بإذن الله من المراد، ويملّكه مفتاحاً من مفاتيح النجاح الرمضانيّ.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
= الخطبة الثانية:
بقي لنا مفتاحٌ من المفاتيح التي تحاول خطبتنا هذه أن تشرحها.
إنه المفتاح الذي سميناه (مكمّلات الزاد).
ومعناه أن يبحث كل إنسان عن تلك (المكمّلات) التي ترفدُه وتساعده في طريقه نحو النجاح الرمضانيّ.
فالبعضُ – مثلاً – ينتفع كثيراً بمواعظِ فلانٍ أو فلانٍ من المشايخ فليكثر إذن من الاستماع إليه.
والبعض – مثلاً – تهزه الصلاة خلف فلانٍ من أعماقِهِ فيبكي ويخشع فليحرص إذن على هذه الصلاة.
والبعض – مثلاً – ينتفع كثيراً بخلوةٍ بين يدي ربه ومولاه .. فليُدمن إذن على لحظاتِ الخلوة هذه.
والبعض – مثلاً – تهزُّهُ ركعاتُ الأسحارِ يترنّم فيها بالقرآن من محفوظه فليغتنمها ولا يفوتها.
وهكذا لتبحث أخي عما يحرك قلبك .. وينمي شوقك .. ويبعث همتك .. فتلك هي مكملات زادك في طريقك المشرق نحو النجاح الرمضانيّ.
وبعد ...
فعندي يقينٌ أنَّ كل واحدٍ منا لو توسّل بهذه المفاتيح فسوف يجد لرمضان طعماً آخر لم يكن يجده ..
وأرجو أن تكون درجاتُهُ في نهايةِ الشهر عاليةً جداً .. وأن يكون نجاحه مبهرا ً ... على نحو – ربما – لم يكن يتوقعه!
وحينها يذوق طعم النجاح .. ويحظى بلحظاتِ الوصلِ والقربِ .. ويقول مع ذي النون مناجياً:
أموت وما ماتت إليك صبابتي
ولا رَوِيت من صدق حبك أوطاري
مُناي المنى كل المنى أنت لي منى
وأنت الغِنى كل الغِنى عند إقتاري
وأنت مدى سؤلي وغاية رغبتي
وموضع شكواي ومكنون إضماري
ألست دليل الركب إن هم تحيّروا
ومنقذ من أشفى على جرفٍ هارِ
أنرت الهدى للمهتدين ولم يكن
من النور في أيديهم عشر معشارِ!!
[رائق الشهد: 105]
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 03:30 م]ـ
فتح الله عليك
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 06:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك فيك
نسأل الله العظيم أن يعيننا على أن تكون هذه المفاتيح
ضمن مخططاتنا لرمضان هذا العام فهي حقا جدا رائعة ومفيدة
اللهم بلغنا رمضان، اللهم اجعلنا من الفائزين برحمتك في رمضان
اللهم اجعلنا من المرحومين، والمعتوقين من النار.
اللهم آمين، وصل اللهم وبارك على نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[السلفي1]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 01:03 ص]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنت أيها الشيخ الكريم ,وبارك الله تعالى فيك , فقد أجاد لسانك ,وأفاد , ووفيت ,وكفيت.
ما ذكره الشيخ صحيح في جملته , وفيه من اجتهاده ,وقد أشار إليه بظنه , والحكم منوط
بالظن كما قرره الأصوليون ,
والحديث الأول عند ابن حبان وغيره , فهو عند ابن ماجه برقم 3925 و أحمد برقم 1403
والبيهقي عن الحاكم برقم 6768 وعند أحمد بن منيع وعند الضياء من طريق محمد بن
يحيى بن أبي عمر العدني ,
والأصل في العزو عند المحدثين أن نبدأ بالصحيحين ثم السنن ثم الصحاح ثم المسانيد ثم
المعاجم ثم المصنفات , وقد يُتساهل في الآخيرين.
وعليه: فالأصل عند عزو حديث طلحة بن عبيد الله أن نعزوه أولاً إلى ابن ماجه ثم ابن
حبان , ولا نقدم عليه ابن حبان امتثلا لنهج العلماء وقوة الأسانيد ,
وطريق ابن حبان رجاله ثقات إلا أنه منقطع , ففيه انقطاع بين أبي سلمة بن عبد الرحمن
و طلحة بن عبيد الله كما نص عليه ابن المديني وانب معين وغيرهما ,
وللحديث شواهد , حسنه بها بعضهم , وصححه بعضهم , فالحديث حسن لغيره ,
والعلم لله تعالى.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 09:35 ص]ـ
:):)
¥