(فالمرأة المسلمة إذن ليست من النساء الكاسيات العاريات اللواتي تغص بهن المجتمعات المعاصرة الشاردة عن هدى الله وطاعته ... والمرأة المسلمة التي نهلت من معين الإسلام الصافي لا تلتزم الحجاب الشرعي تقليدًا وعادة درجة عليها الأمهات والجدات، فورثتها عنهن ... بل تلتزمه وقلبها مطمئن بالإيمان أنه أمر من الله تعالى، ونفسها مفعمة بالقناعة أنه دين أنزله الله لصياغة المرأة المسلمة وتمييزًا لشخصيتها، وإبعادًا لها عن مزالق الفتنة ومهاوي الرذيلة، ومن هنا فهي تتقبله بنفس راضية، وقلب مطمئن، واقتناع راسخ، كما تقبلته نساء المهاجرين والأنصار، يوم أنزل الله فيه حكمه القاطع.
عن عائشة رضي الله عنها فيما عنها قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن (أي أزرهن) فاختمرن بها (أي تقنعن بها) [راه البخاري]) [شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد علي الهاشمي، ص (52 - 53)، باختصار].
دور الأم قبل بلوغ الفتاة:
(وهنا يأتي دور الأم قبل بلوغ ابنتها، فعليها أن تمهد للفتاة قبل البلوغ بوقت قصير لما سيحدث لها من تغيرات فسيولوجية، وما يحدث بعد البلوغ، وتبين لها الأم أنها بذلك قد بلغت مبلغ النساء، وأصبحت مكلفة شرعًا أمام الله بالتكاليف الشرعية مثل الصلاة والصيام ... وفريضة الحجاب، فالبنت في هذه السن تحتاج إلى صداقة الأم وإلى الإرشاد والتوجيه النفسي منها، ولا تكون العلاقة مع الابنة مجرد أوامر ونواهي وممارسة السلطات عليها) [كيفية التعامل مع المراهقين، عادل فتحي عبد الله، ص68 بتصرف].
اغلق الأبواب من فضلك:
إن تربية الفتيات على آداب الإسلام منذ الصغر، ضرورة ملحة ليقفن عند حدود الحلال والحرام، فلا تهاون ولا تجاوز لهذه الحدود.
(وقد وضع الإسلام ضوابط تحد من الانحرافات ـ وخاصة انحرافات الجنس ـ وجعل هناك تدابير توصد باب الغواية، وسن آداب الحجاب وغض البصر، وآداب الاستئذان ومنع الاختلاط ... ولو اتبعت هذه الآداب لحلت كثير من مشكلات المراهقين الجنسية) [تربية المراهق في رحاب الإسلام، محمد حامد الناصر، خولة درويش، ص (107)].
ومن أجل منع الإثارة الجنسية أوجب الإسلام على المرأة إذا بلغت سن التكليف الالتزام بالحجاب الشرعي عند خروجها من بيتها، فلا يظهر منها شيء من حسن أو جمال، وتمشي تفلة في الطريق، فتحفظ نفسها وتحفظ الرجال كذلك وهي تساعد بذلك على سمو الأمة، وبناء الحضارة ولا تكون معول هدم فتشغل بها الرجال في الطريق.
حتى هذا يريد المتدينة:
فأنت بحجابك درة مصونة لا يتقدم إليك إلا الزوج الصالح صاحب الخلق، واعلمي أختي الفتاة أن الشباب حتى غير المتدين منهم عندما يبحث عن عروس، يبحث عن ذات الدين لأنها هي التي تصونه وتحفظ عرضه.
(وها هو ذا الكاتب الروائي الشهير إحسان عبد القدوس الذي أغرق السوق الأدبية بروياته الداعية إلى خروج المرأة من البيت والاختلاط بالرجال ومراقصتهم في الحفلات والنوادي والسهرات، يقول في مقابلة أجرتها معه جريدة الأنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 18/ 1/1989م: أعتبر أن أساس مسئولية أي امرأة هو البيت والأولاد، وهذا ينطبق علي بالدرجة الأولى، فلولا زوجتي ما كنت أستطيع تحقيق الأسرة والاستقرار والنجاح، لأنها متفرغة للبيت والأولاد) [شخصية المرأة المسلمة، محمد علي الهاشمي، ص (57 - 58)، باختصار].
تلك هي مآربهم:
(يقول جلادستون: (لا بد لاختلال قوى الإسلام من رفع الحجاب عن وجه المرأة المسلمة ونغطي به القرآن).
هذه هي مخططات أعداء الدين، وهم يقومون بتنفيذ هذه المخططات بشكل منظم ومدروس، وبخطوات متباعدة، ولكنها مضمونة كما تحكيه عبارتهم "سلو بت شور" أي بطيء ولكن مضمون.
وهم يحققون خططهم تحت عناوين مختلفة منها: دعوى التحضر، ومنها الموضة، الاستقلال الذاتي للمرأة، ومنها دعوى تحرير المرأة.
¥