تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كم هي المواطن التي إن حافظ عليها المسلم تقيه عن مواطن الغفلة الكثيرة ومنها قوله تعالى من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:

(من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات؛ لم يكتب من الغافلين .... ) صححه الألبانيّ تحت رقم 657 في السلسلة الصحيحة.

ويشير صلى الله عليه وسلم إلى الصلوات الخمس التي كتب الله على المسلم أداءها في وقتها ...

فمنْ حافظ عليها كما كان صلى الله عليه وسلم يُحافظ عليها لم يُكتب من الغافلين, وبالمقابل منْ ترك واحدة منها لم يكنْ محافظا عليها وسيُكتب من الغافلين ...

وأصل المحافظة على الصلوات هو تحري وقتها الصحيح فقال تعالى (إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)

فكما أنّ الصائم في شهر رمضان لو أخّر صيامه إلى شوّال أو قدّمه فكان في شعبان فلنْ يُكتب من الصائمين للفريضة ولنْ يقبل منه صيامه للفريضة وهكذا الصلاة حدّدها صلى الله عليه وسلم بوقتين أوّل الوقت وآخره فحال منْ يصلي العصر في وقت الظهر كمنْ يصلي العصر في وقت المغرب فقال صلى الله عليه وسلم: (الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله) النسائي

و بعد ذا العرض الموجز وكنّا بينّا في رسائل عديدة تنصّ على توخّي الحذر من مواقيت سُطرت على وريقات تحت مسمّى (إمساكية) وغيرها من المسمّيات بعدما تبيّن لنا ما يعتيرها الخطأ ومجانبتها للصواب من حيث التوقيت أولا

وحثّ المؤذن للتخلي عن وظيفته التي يترتب عليها من الأجر ما هو مدوّن في كتب السنّة ومنها قوله صلى الله عليه و سلم (أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون)

لطول مكثهم في مراقبة طلوع الفجر الصادق من الكاذب عند الفجر وغياب الشفق الأحمر من الأبيض عند صلاة العشاء ثانيا ...

و تبيّن لنا البين الشاسع بين صلاة منْ يراقب الفجر بأمّ عينه ومنْ يراقبه بواسطة توقيتٍ مسطّر أمامه ...

فكانت عامّة المساجد تؤذن للفجر قبل بزوغ الفجر الصادق وكذلك يصلّون ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.

و فصّلنا حول ذه المسألة تفصيلا دقيقا تحت رسالتنا (توقيت الصلوات غير دقيق في الإمساكيات).

فالصلاة في وقتها هو عين المحافظة عليها وبالتالي لنْ يُكتب أهل المحافظة من الغافلين ... نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممّنْ يحافظون على الصلوات في مواقيتها وأنْ لا يكتبنا من الغافلين.

ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 06:13 م]ـ

الدرس الثالث:

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على المعبوث رحمة للناس أجمعين أمّا بعد:

فلو اقتصر القائم على فاتحة الكتاب لن يكتب من الغافلين ودون ذلك تتحقق الغفلة, و هذه من رحمة أرحم الراحمين إذ يجزي على العمل القليل الأجر العظيم و لو عجز الإنسان عن القيام لمرض ما فيُكتب ما كان يفعله وهو صحيح شرط أن يكون من أهل القيام بمعنى أنه يقوم كلّ ليلة أو نوى القيام تلك الليلة فمرض ومن ذلك المرأة الحائض والنفساء ...

و حتى يقترب القائم من الله تعالى يلزمه بداية ترك مقام الغفلة ثم التدرج إلى مقام القنوت ...

فعن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:

(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين .... )

و قال تعالى (وقوموا لله قانتين) البقرة 238

والقنوت طول القيام ويتحقق ذا الطول بمائة آية للحديث المذكور آنفا ...

و مدح الله القائمين القانتين بقوله:

(أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ... ) الزمر 9

و من بات قانتا كُتب من القانتين ومن باب أولى لا يُكتب من الغافلين إذ مقام القنوت أعلى وأرفع من مقام عدم الغفلة وبين عدم الغفلة والقنوت عموم وخصوص إذ كل قانتٍ ليس بغافل وعدم الغفلة لا تعني القنوت ومن انتفت عنه صفة الغفلة ليس من الضروري أن يكون من القانتين ...

فمنْ قرأ في القيام بسور ((المرسلات)) و ((الفجر)) و ((البلد)) كُتبَ من القانتين ...

فمنْ قرأ في القيام بسور ((النبأ)) و ((النازعات)) و ((العاديات)) و ((النصر)). كُتبَ من القانتين ..

فمنْ قرأ في القيام بسور ((المدثر)) و ((القيامة)) و ((قريش)) كُتبَ من القانتين ...

فمنْ قرأ في القيام بسور ((الواقعة)) و ((قل هو الله أحد)) كُتبَ من القانتين ...

فمنْ قرأ في القيام بسورتي ((الزخرف)) و ((القارعة)) كُتبَ من القانتين ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير