تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفدائي والسعي من أجل خلاص فلسطين وإعادة أبناءها إليها.

وعند تتبعنا للحدث السردي في الرواية، نلاحظ أنه يبدأ من نقطة مغلقة، يتسع شيئاً فشيئاً، حتى يصل إلا ما لا نهاية. فالرواية تبدأ من أريحا، تتسع مروراً بحرب الأيام الستة، وتنتهي إلى ما لا نهاية ممثلة بالأمل، وفعل المقاومة الذي وُلد بعد هذه الهزيمة.

أريحا حرب 67 ميلاد المقاومة (الأمل)

تحمل اللوحة النهائية في الرواية دلالات عدة. فارتباط محمود وندى بالزواج ورغبة الأب بإنجابهما الكثير من الأطفال، تشبه الارتباط والزواج الروحي الذي تم بين شطري فلسطين المحتل احتلت عام 48، والتي احتلت بعد حرب 67. وما خلَّف هذا الارتباط المقدس من ولادة الطفل الذي يمثل حركة المقاومة الفلسطينية التي أخذت زمام المبادرة وقادت آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بالتحرر من رقبة الدول العربية أولا وإسرائيل ثانياً. فصوت الطفل الذي يملأ الآفاق، هو البشرى بميلاد المقاومة الفلسطينية عام 67، التي كانت ضرباتها الموجعة في العمق الإسرائيلي، ولعللعة رصاصها الحل الوحيد للتحرر.

محمود و ندى = أهل فلسطين 48 وأهل 67

الارتباط/ الزواج (بعد خروج محمود من السجن) = الارتباط / الزواج الروحي (بعد انشطار دام 19 سنة)

صوت الطفل/ ميلاد الطفل = صوت الرصاص هو حركة المقاومة

البشارة / أمل المستقبل = البشارة / الأمل في التحرير

الأبعاد السياسية في رواية العشاق:

تشغل الأبعاد السياسية في رواية "العشاق" جانباً مهماً. بل نجزم القول أنها تؤرخ لهزيمة 1967. وتبين الظروف السياسية التي فُرضت على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع قبل هذه الهزيمة. إذ تفضح الشخصيات الروائية من خلال أحداث الرواية أسباب النكسة. ولا تقف عند هذا فحسب، بل وتفندها إلى 3 أقسام رئيسة. وهنا يترك أبو شاور لشخصياته العنان لتكشف عن هذه الأسباب. فنسمع صوت الأستاذ محمود وهو يميط اللثام عن تواطؤ الدول العربية مع إسرائيل، وتسهيل مهمتها في التهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. وذلك بزرعها بالعملاء والجواسيس والمارقين واللصوص الذين تسلَّطوا على رقبة الشعب الفلسطيني، وساهموا في طحنه، وتعطيل قواه الوطنية، وملاحقة الفدائيين والمثقفين أينما كانوا. كشخصية أبي صالح/ رئيس بلدية أريحا. وأحمد خطّاب / الضابط في السجن الأصفر. والمختار / خال الأستاذ محمود. وإدريس/ ضابط الشرطة في المقاطعة. فكل واحد من هذه الشخصيات كانت معولاً في ظهر الشعب الفلسطيني وأذاقه الأمرين. فأبو صالح لا يهتم بالسياسة. لكنه يجب أن يمثل الشعب في البرلمان. فالسياسة عنده مجرد وجاهة وليست مسؤولية وطنية، ومشروع مقاومة لطرد العدو. بل هي وسيلة:

"لاستدراج كبار المسئولين في النظام من أمراء وضباط مخابرات ووزراء، وبعد الاحتلال استقبل في المحفل كبار اليهود إخوته في الماسونية"ص17.

أما شخصية احمد خطّاب، الضابط الفلسطيني في سجن عقبة جبر كان سوطاً يُجلد به أبناء المخيم. ويفضح محمود أفكاره المتواطئة مع السلطة بالمونولوج الذي دار بينه وبين أحمد خطاب وقت خروجه من السجن.

"نحن جميعا نحب فلسطين. ولكن لكل أمر أوانه. ثم نحن لا نعرف من هم هؤلاء الذين يتسللون عبر الحدود. يدعون أنهم يقاتلون إسرائيل، حسناً، ولكن فليسفروا هؤلاء عن وجوههم. لماذا يتحركون في الظلام. يريدون جرنا إلى حرب لم نقرر خوضها بعد" ص37.

ولم يقف موقف العملاء على الوشاية والجاسوسية. لكن تعداه إلى اللصوصية والسرقة من قوت الشعب الفلسطيني، الذي يقبع في المخيمات ويلحقونه على "لحسة الحليب". فها هو الشيخ أبو نعمان ناطور المخيم، ومؤذن الجامع يتلقى الضرب المبِّرح على رأسه من الجواسيس واللصوص. لأنه كان يراقب تحركات كبار المسئولين والموظفين في مخازن الاونروا، ويعرف سرقاتهم ودسائسهم.

"هذا شقيقي، الشيخ أبو نعمان، لقد هاجمه مجهولون ليلة أول أمس وانهالوا بالعصي على رأسه، وظهره، كادوا يقتلونه ... ولكنه لم يخبر الشرطة ... الشرطة ورئيس المخفر ومدير المخيم، ومساعد مدير المخيم يشكلون عصابة، أما المخاتير فواحد منهم شريك في العصابة، لأنه قوي ويعرف قائد المقاطعة" ص 61.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير