تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعدما لم تستطع العيش بصورة طبيعية .. ).

سؤال-أي نوع من الحوار أجريته مع كنفاني في روايتك.؟؟

جواب- (لم أقم حواراً معه، وأنا لم أدخل في الكتاب إلى المشكلة الكبرى والمؤلمة لكلا الشعبين، لم أتبن مواقف كنفاني الذي يرى في نفسه المتضرر الوحيد في النزاع .. !).

سؤال-كيف أثّرت الانتفاضة على قرارك الخاص بكتابة حمائم في ترافلجار ... ؟.

جواب-الانتفاضة كان لها بالطبع أثرها على قراري، إن الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحوا متشابهين للغاية، لدرجة أن موجة العداء للساميّة تطولهم معاً .. والفلسطينيون مثل اليهود فلديهم الحيوية والوعي والتطلّع إلى الأمام، في حين أن العرب في معظمهم نائمون وغير منفتحين للمستجدات، أعتقد في النهاية إذا ما رجحت كفّة العقل من الجانبين فسوف ينشأ هنا اتحاد فيدرالي بين الشعبين وهو نفس المشروع القبرصي اليوتيبي الذي يتبناه زئيف بطل روايتي ..

سؤال-وهل هذه رؤيتك أيضاً؟ ..

جواب-إنني أحلم باتحاد فيدرالي بين الشعبين، المستشفيات تكون مشتركة والفلسطينيون مؤهلون لذلك، فالمسيحيون منهم فاقوا اليهود الشرقيين في إنجازاتهم، ومن الممكن تركيز العمل المصرفي هنا بدلاً من نقله إلى أوربا، وفيما يتعلق بالعلم لا يهمني في شيء، أي خرقة قماش يعلقونها فليكن هناك علمان وعملة واحدة .. انتهى).

ومن الغريب أن يتجاهل كاتب وأديب مشهور كسامي ميخائيل الذي يوحي بأنه ينادي بالفدرالية المعتدلة والإنسانية والأحقية لتكريس واقع مستجد وغريب وهو يضع السم في الدسم ويطلق لنفسه العنان بتعميق الفجوة بسرد أحداث الكارثة النازية (الهولوكوست المسوّرة بسؤالات وغرائب أكثر من أن تُحصى)، ليس لنا فيها ناقة ولا بعير لندفع نحن الثمن بفعل المُحدث على الأرض من خلال العنف والسطو والكراهية .. ! أن يتجاهل ذلك الأديب الألمعي مجرد الإشارة إلى تلك العلاقة بين الروايتين لتخرج علينا دار "عام عوفيد" للنشر بهذه المعلومة لتؤكد نظرية السطو التي تطال كل ما في حيواتنا من أشياء جميلة.

وسامي ميخائيل أديب يهودي، من مواليد 1926، ولد بإحدى ضواحي العاصمة العراقية بغداد، شيوعي هاجر إلى "إسرائيل" عام 1949، وأقام في ضاحية وادي النسناس في مدينة حيفا وتخرّج من جامعتها قسم علم النفس والأدب العربي، أصدر العديد من الروايات نشرت أولها في عام 1974 وحصد الكثير من الجوائز العالمية، والمرشح حالياً إلى جائزة نوبل.

وكل ما جاء تبريراً وحفظاً لماء الوجه هو ذلك الإعلان في صحيفة "هآرتس" عندما قال سامي ميخائيل: (إنه خلال المقابلة التي أجرتها معه الصحفية داليا كاربل بادر بالإشارة إلى العلاقة بين روايته الجديدة حمائم في ترافلجار وبين رواية غسان كنفاني عائد إلى حيفا لكن الصحفية "الإسرائيلية" جعلت من المعلومة التي أبلغها بها بخصوص العلاقة بين الروايتين على ما يبدو اكتشافاً لها، وأضاف ميخائيل أنه في كل المنابر الأدبية التي ظهر بها كان يشير إلى هذه العلاقة، وعندما أبلغت الصحفية دار النشر بهذه العلاقة عثر "وياللمصادفة الغريبة" على نص حديث كان قد أجراه مع الملحق الأدبي لصحيفة يدعوت أحرونوت في شهر إبريل قبل عامين جاء فيه على لسانه: "أنا الآن في المراحل النهائية من كتابة رواية جديدة ستكون بمثابة تكملة لرواية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، وأنا أقفز في هذه الرواية عشرين عاماً إلى الأمام". لذلك فإن أي ادعاء من جانب السيدة كاربل بخصوص إخفاء العلاقة يضرّ باسمي ولا يوجد له أي أساس من الصحة".).

ولو عدنا إلى ذلك الحوار الذي أجرته معه الصحفية داليا كاربل عندما سألته لماذا لا يرجع الفضل لأصحابه أجاب:

(إن كنفاني لم يكتب روايته بصورة جيدة .. ! .. وأنا لا أحكي قصة كنفاني، ولم يطرأ في ذهني أنه من الواجب الإشارة إليه في كتابي واكتفيت بذكر ذلك في مقابلاتي الصحفية .. ! ‍).

أليس من الغريب أن رجلاً معجوناً بالسياسة مثل ميخائيل لم يشر في كتابه لا من قريب ولا من بعيد إلى رواية الشهيد الأديب الفلسطيني غسّان كنفاني التي استند إليها وكانت مصدر إلهامه ولا يحمل مخطوط روايته أي إشارة إلى ذلك .. ‍!؟ ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير