تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولابد لي من باب الأمانة أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى الأستاذ حسين سراج نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر المصرية والباحث في الشؤون الإسرائيلية الذي أفرد صفحات لهذا الموضوع في مجلة أكتوبر العدد 1493 تاريخ 4/ 6/2005 تحت عنوان (عندما يقع الأديب "الإسرائيلي" تحت تأثير كاتب فلسطيني)، وليعذرني صديقي الأستاذ حسين فقد كنت أتمنى منه أن يتوخى الدقة عندما عرج بالقليل بالتعريف عن سيرة الشهيد غسان كنفاني وأجد من واجبي أن أصحح بعض ما ورد في مقالته من معلومات فقد جاء بأن غسان دفع حياته ثمناً لعضويته في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.؟ دون التنويه بأن غسان دفع حياته ثمناً لأنه لامس العمق الإنساني الذي شرد وتسبب في معاناة الشعب الفلسطيني والذي فرض بالتالي الفعل المقاوم المشروع للهجمة الصهيونية العنصرية الماحقة! .. وكان فلسطينياً وإنساناً وممثلاً عالمياً لضمير ووجع الفلسطينيين وقلماً عرّى فأوجع ..

وقال: "بأن غسان ظهر في الصور التي نشرتها الصحافة اللبنانية مع المشاركين في العملية الفدائية التي نفذها الجيش الأحمر بمطار اللد في شهر مايو 1972"، وهذا أيضاً ليس حقيقياً وإنما مستقى مما ادعته في حينه ماكينة الإعلام الصهيوني (وليس الإعلام اللبناني) لتبرير عملية الاغتيال لأن غسّان كان أديباً وكاتباً وصحفياً ولم يكن مقاتلاً بالبندقية ولا مشاركاً في أي عملية فدائية اللهم إذا كان العمل الصحفي الصادق والأدبي الإبداعي المقاوم عملاً قتالياً موجعاً جاء بسببه قرار تصفيته جسدياً.

كما أن الصبية التي استشهدت معه كانت لميس نجم ذات الـ17 ربيعاً وهي ابنة أخت الشهيد غسان وليست ابنة أخت د. جورج حبش .. ؟

ولم يحدث أبداً أن اقترحت السيدة آني أرملة الشهيد غسان كنفاني بأن يقوم أديب إسرائيلي وأديب فلسطيني بكتابة سيناريو يستكملان به رواية عائد إلى حيفا، بل هو ادّعاء باطل ليس له أي أساس من الصحّة ..

إن هذه الأخبار التي تصلنا تباعاً، وغالباً عن طريق الصدفة أو من أصل خلافات تجري هناك بين الصهاينة أنفسهم عن سرقة أدبية كانت أو تاريخية أو تراثية أو فنيّة تخصّنا لتصبّ في مصلحة العدو بكل الأبعاد والمفاهيم تفرض على مؤسساتنا الثقافية والإعلامية الرسمية والخاصّة، وعلى الأدباء والباحثين والمترجمين الحذر الدائم والعمل على ترجمة أي نتاج أدبي لنكون على مستوى الحدث والقدرة على التصدي وتبيان الحقائق.

إن هذا السطو البّين على الفكر الفلسطيني هو في الحقيقة تأصيل للتوّجه الصهيوني في السعي لتبرير وجود وتحقيق هوية وإعلان انتماء لا يحمل أي مشروعية لابد يضر بمصالحنا الوطنية والقومية العربية التي تعاني الآن ما تعاني من تغييب وإلغاء.

اخوكم ابو ميسرة من غزة (فلسطين)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير