فلا يظنن أحد أن أوروبا ستستسلم لهذا الوافد الجديد بسهولة، بل ستحشد كل طاقاتها، وغالبا ما يكون الدين ولو كان صوريا خير حاشد في مثل تلك المعارك، لا سيما أن هوية العدو: دينية، وحتى الدعوات القومية العنصرية في أوروبا لم تخل من طابع ديني فكان هتلر مع فرط عصبيته للجنس الآري يعتز بكاثوليكيته فقد جعل الصليب المعقوف شعاره مئنة من التزامه الديني الذي يوازي التزامه القومي.
وقد جاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قومه بخير مما نقدمه اليوم لأوروبا باسم الإسلام، فجاءهم بالإسلام الحقيقي ووعدهم عز الدنيا والآخرة ولم يجربوا عليه إلا صدقا وطهرا، ومع ذلك حطمه الناس حتى صلى قاعدا، كما في حديث عائشة رضي الله عنها، مع أنه ما أراد إلا استنقاذهم، أفلا تحطم أوروبا الجاليات المسلمة فيها؟!، فلنحمد الله، عز وجل، إذن، أننا ما زلنا نصلي قياما!.
ومن جهة أنهم نالوا هذه القيم بعد صراع مع ما قد زعم أربابه أنه دين بل وحي نازل من السماء من مقررات الكنيسة البالية، فلم يعرفوا النبوة الصحيحة يوما ما، فكان ما كان من توجسهم خيفة من أي مظهر من مظاهرها، فهي تذكرهم بالنبوة المحرفة التي قمعت عقولهم قرونا.
ومن جهة فشلنا في تقديم دعاية إيجابية عن الإسلام، وهذا راجع للوجه الأول، بل ليتنا كفينا الإسلام مؤنتنا! فهو في نفسه قادر على اكتساب الأتباع بمقرراته التي جمعت بين الوحي الصحيح والعقل الصريح، وهي الثنائية التي تصلح لمخاطبة العقل الأوروبي الذي يقيس الأمور بميزان العقل وإن كان قياسه ماديا بحتا، فإذا اطمأن بقياسه النقدي لصحة هذا الوحي في مقابل بطلان وحي الكنيسة وهو أمر قد انتهى منه من زمن!، ثم اطمأن إلى ملائمة هذا الوحي لكل مكلف في سائر شأنه: الروحي والجسدي، الفردي والجماعي، فإنه إن كان جاريا على سنن الإنصاف فسيتبعه لا محالة وارتفاع نسب الإسلام في أوروبا خير شاهد على ذلك.
ونحن في الشرق المسلم نحتاج ولو إلى جيل لا يخجل من انتمائه إلى الإسلام فضلا عن أن يفخر بذلك فالهزيمة النفسية قد طالتنا بنسب متفاوتة، فصرنا فتنة لهم، بل قد صرنا فتنة للأقليات غير الإسلامية في بلادنا فاستطالت علينا ولعل استطالة نصارى مصر مع قلة عدهم على السواد الأعظم من أهلها شاهد عدل على ذلك فكيف بحال الأقليات الإسلامية في الخارج؟!.
والسنة كونية قاضية بفناء هذا الجيل الذي لم يتأهل للقيادة، فغايته إن تاب وأصلح أن يكون حاضنا لجيل يتولى قيادة البشرية التي تفتقر الآن إلى منهاج النبوة عملا فعلمها محفوظ ولكنه لا يجد من يحمله وإن وجد من يحفظه.
وسقف الطموحات الإسلامية، الذي أبانت عنه أحداث من قبيل ما وقع مؤخرا بين الشقيقتين المسلمتين: الجزائر ومصر، يوضح كما قال بعض الفضلاء المعاصرين أن الطريق ما زال طويلا، وحسب السائر أن يخطو أول خطوة فيه، فرحلة الهجرة إلى الله، عز وجل، تبدأ بخطوة، فإن أبلغه الرب، جل وعلا، مأمنه، ففضل عظيم، وإن شاء قَبْضه فليجتهد ليكون كقاتل المائة فيكون أقرب إلى بلوغ المأمن وإن لم يبلغه بالفعل، فلعل الله، عز وجل، أن ينزله منزلته.
والحمد الله أن تعبدنا ببذل الأسباب ولم يتعبدنا بتحصيل النتائج فإن كثيرا مات وسيموت دون أن يرى ما تقر به عينه من ظهور أعلام الملة.
والله أعلى وأعلم.
وفي هذا الرابط مشاركة لأحد الفضلاء من أعضاء المنتدى طالعتها فأحببت أن أحاكي صاحبها من باب: إن التشبه بالرجال فلاح.
منع المآذن في سويسرا ساءني:: شعر:: صبري الصبري - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=52360)
وهذه مقالة ممتازة لأحد الفضلاء على موقع مفكرة الإسلام:
ط³ظˆظٹط³ط±ط§ ط ط° طھظ„ط*ظ‚ ط¨ط§ظ„ط³ط±ط¨
( http://www.islammemo.cc/Tkarer/Tkareer/2009/12/01/91148.html)
ـ[صبري الصبري]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:38 م]ـ
شكرا جزيلا أخي المهاجر
مقالة جميلة جمعت من الحسن ما جمعت
جعلها الله في موازين حسناتك
تقبل تحياتي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 02:04 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: مهاجر
جزاك الله خيرا .... صدقا مقالة جميلة .... جعلها الله في موازين حسناتكم .... اللهم آمين
ما عسانا نقول إلا ...... لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 03:15 م]ـ
::: قال الله {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نورهِ ولو كره الكافرون}، وقال رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -: «سيبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار»
منعوا أم لم يمنعوا فالأمر سواء
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 01:29 ص]ـ
كنت أنتظر هذا المقال مذ سمعت الخبر
لا حرمك الله رؤيته
ـ[الخطيب99]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 02:38 م]ـ
بوركت أناملك أيها المهاجر على هذا الموضوع و أبشرك أن الطريق ليست بعيدة فثم جيل يترفع عن المشاحنات و المهاترات ولديه أهداف واضحة وهو يسير قُدماً نحو هدفة في أن يكون الإسلام أسلام تطبيق لا إسلام شعارات وصور
¥