تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التنويم المغناطيسي]

ـ[الكاتب الأول]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 10:09 م]ـ

شكركم على التفاعل

سيكشف الستار، بعد طول انتظار:

بسم الله الرحمن الرحيم

كثير منا رأى ذلك الشخص الذي يدعي أن دماغه يصدر إشعاعات كهرومغناطيسية و أنه يستطيع تنويم أي شخص يقف أمامه، و يقف أمام الجمهور يسألهم عن متطوعين فيتطوع بعض الأشخاص ليقفوا بين يديه و من ثم يتمتم ببعض الكلمات و يطلب منهم تنفيذ بعض الحركات و يحرك يده موهماً إياهم بأنه يوجه إشعاعاته نحوهم ... فينام التمطوعون ((مغناطيسياً))؛ و تظهر المفاجأة الكبرى حين يقول ((آه، الآن أستطيع التحكم بهم)) و من ثم يمسك بيد حد المتطوعين و يأمره بالقيام بحركات معينة فيقوم المتطوع بتنفيذها حرفياً و دون تردد - و هو في حالة نوم! و بعد انتهاء العرض تتبادر إلى أذهاننا التساؤلات و الإستنتاجات: فالبعض قد يذعن بأن هذا الشخص لديه قدرات و ((إشعاعات مغناطيسية)) و الآخر قد يكذب الأمر برمته و يقول ((إن هؤلاء المتطوعين ما هم إلا شركاء له في العرض)).

الحقيقة و التي قد تكون غير مستساغة للبعض هي أن ظاهرة التنويم المغناطيسي ظاهرة علمية حقيقية!

سأحاول في الأسطر التالية شرح كيفية ((عمله)).

فيلم the-matrix:

سأخرج من جو النص قليلاً، لنفترض أنك تشاهد برنامجاً أو فيلماً - لعله the-matrix، البطل الآن يقوم بضرب تلك النسخ المتعددة من agent smith و فجأة تدور الكاميرا بشكل ليس له مثيل و صوت الموسيقى يزيد الطين بلّة و تعابير وجه البطل توحي بقوة اللكمة التي سيوجهها .. فتفكر - بل و قد تصرخ! - يالها من حركة! و تندمج نفسيتك مع الفيلم و مع البطل و تعطي كل تركيزك و انتباهك للفيلم حتى ظهور الكتابة التي تعلن عن نهاية الفيلم! آآه، لقد نسيت أن هذا كله مجرد تمثيل و أن هذه ليست سوى قصة مبتكرة من المستحيل وقوعها، و لكن لماذا كل هذا التأثر و الانجذاب للفيلم و الاندماج معه؟؟؟ إن ظاهرة الاندماج هذه سنسميها بظاهرة ((النوم المغناطيسي الجزئي))، فالحقيقة العلمية تقول إنك عندما تشاهد الفيلم و تندمج معه فإنك تنام مغناطيسياً بشكل جزئي و لعل عدم إحساسك بما حولك يثبت لك صحة هذه الحقيقة، فإن اتصالك بالعالم الخارجي أثناء مشاهدتك للفيلم يكون ضعيفاً، و مقدار هذا الضعف يعتمد على مدى انجذابك للفيلم. و هنا يتبادر إلى ذهنك السؤال: لماذا يا ترى أنجذب للفيلم؟ إن المؤثرات و التمثيل و الصوت و التصوير و العامل النفسي يؤثران في عملية الانجذاب للفيلم، فإن أنت ((اقتنعت)) بما تراه من المؤثرات و الصوت .. فإنك ستنجذب إلى الفيلم، أما إذا ((لم تتقتنع)) بجو الفيلم فسوف لن تحس بأي انجذاب نحوة بل و تبدأ بنقد الفيلم ...

حسناً، إن أهم نقطة أريد التوصل إليها هو أنك كيف ((انجذبت)) إلى الفيلم - مع سابق علمك بأن كل ما تراه تمثيل × تمثيل؟ هنا تأتي النقطة الثانية في الموضوع.

العقل الداخلي و العقل الخارجي:

لتفسير هذه الظاهرة قام العلماء بتقسيم العقل - من أجل توضيح الفكرة - إلى قسمين: العقل الداخلي و العقل الخارجي. العقل الداخلي هو منشأ الأفكار الخيالية - أي أنك مثلاً تفكر بأنك تستطيع الطيران أو تستطيع اختراق الجدران، بينما العقل الخارجي يعمل عمل الـ ((فلتر)) للأفكار الناشئة عن العقل الداخلي، فيرد على العقل الداخلي قائلاً: دعك من أفكارك الغبية! و لكن العقل الخارجي يمر أحياناً بأوقات راحة فيأخذ العقل الداخلي فرصته و يبدأ بطرح أفكاره الخيالية عليك، و الوقت الذي يتوقف فيه العقل الخارجي عن العمل هو وقت النوم، و الدليل على ذلك هو عندما تحلم، فلعلك أثناء الحلم تجد نفسك محلقاً فوق المريخ بدون أجنحة و فجأه تقابل مخلوقاً فضائياً يقول لك أن اسمه ((*&&^%$))! .. و الغريب في الأمر أنك أثناء الحلم تصدق الأحداث الواقعة فعلاً و تجزم بأن هذه حقيقة، و لكن عندما تصحى من النوم يبدأ العقل الخارجي في العمل ليخبرك أن مارأيته لا يتعدى حدود الأحلام.

الآن و بعد أن اتضحت لك هذه النقاط، سأحدثكم عن قصة الشخص الذي ينوم مغناطيسياً - و هو من سأسميه ((المنوم)).

المنوم المغناطيسي:

هو إنسان عادي لا يمتلك أية مقدرات أو اشعاعات دماغية كما قد يدعي، و لكن كيف يقوم بتنويم الأشخاص مغناطيسياً؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير