[لقمان الحكيم]
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 02:33 م]ـ
[لقمان الحكيم]
اللهم صلِّ وسلم على حبيبنا المصطفى محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً
لا حول ولا قوة إلا بالله ولا منجى من الله إلا إليه
اسمه: لقمان بن باعوراء، ولقمان اسم أعجمي، وكان عبداً أسود حبشياً من سودان مصر، عظيم الشفتين والمنخرين، قصيراً أفطس مشقق القدمين،
وليس يضره ذلك عند الله عز وجل؛ لأنه شرفه بالحكمة بقوله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة،
وقيل: خير السودان ثلاث رجال: لقمان بن باعوراء، وبلال بن رباح المؤذن الذي عُذب في الله وهو يقول: أحد أحد، والنجاشي: ملك الحبشة.
وقيل: كان مولاه يقامر، وكان على بابه نهر جار، فلعب يوماً بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه! فقمر سيد لقمان، فقال له القامر: اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه؟ قال فسلني الفداء؟ قال: عينيك افقأهما أو جميع ما تملك؟ قال: أمهلني يومي هذا؟ قال لك ذلك.
قال:فأمسى كئيباً حزيناً، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده، وكان سيده إذا راه فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه، فلما جلس إليه قال لسيده: ما لي أراك كئيباً حزيناً؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه، فقال له: أخبرني فلعل لك عندي فرجاً؟
فقص عليه القصة، فقال له لقمان: لا تغتم فإن لك عندي فرجاً، قال: وما هو؟ قال: إذا أتاك الرجل فقال لك: اشرب ما في النهر، فقل له: اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين، فإذا قال لك ذلك فقل له: احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد، وتكون قد خرجت مما ضمنت له. فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه، فأعتقه.
وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني!
وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.
قال له سيده: اذبح شاة، واِتني بأطيبها بضعتين فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بذبح شاة، وقال له: ألق أخبثها بضعتين، فألقى اللسان والقلب، فقال: أمرتك أن تأتيني بأطيبها بضعتين فأتيتني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها بضعتين، فألقيت اللسان والقلب، فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا شيء أخبث منها إذا خبثا
وهذه بعض من نصائح ومواعظ لقمان:
يا بني: إياك والدين، فإنه ذل النهار،وهم الليل.
يا بني: كان الناس قديما يراؤون بما يفعلون، فصاروا اليوم يراؤون بما لايفعلون.
- يا بني: إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه.
يا بني: كذب من قال إن الشر يطفئ الشر، فإن كان صادقا فليوقد ناراً إلى جنب نار فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟ وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار ..
يا بني: لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.
يا بني: إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك، وإن كنت على الطعام فاحفظ حلقك، وإن كنت في بيت الغير فاحفظ بصرك، وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك.
يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله تبارك و تعالى ليحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.
يا بني لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
يا بني: احذر الحسد فإنه يفسد الدين، ويضعف النفس، ويعقب الندم.
يا بني: أول الغضب جنون، وآخره ندم.
يا بني: الرفق رأس الحكمة. اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.
يا بني: اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.
يا بني:إياك وصاحب السوء فإنه كالسيف يحسن منظره، ويقبح أثره.
يا بني:لا تطلب العلم لتباهي به العلماء، وتماري به السفهاء، أو ترائي به في المجالس.ولا تدع العلم زهاده فيه ورغبة في الجهالة،فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم، فإن تك عالماً ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يعلموك.ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم ..
يا بني: ألا إن يد الله على أفواه الحكماء لا يتكلم أحدهم إلا ماهيأ الله له. اعتزل الشر يعتزلك فإن الشر للشر خلق.
¥