تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كلمات بين الأمر والنهي]

ـ[الخطيب99]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 08:00 ص]ـ

قد نلاحظ في كثير من الأحيان يصيب الناس

الإنكماش عندما يطرح موضوع يخص

الدين سواء في نقاش أو توجيه أو أي أمر

آخر.

وقد تلاحظون ذلك حتى على الأطفال إذا

ما حاولنا إعطاءهم بعض النصح والموعظئ

فإن التذمر يبدو عليهم واضحا

وهذا الأمر قد يكون طبيعيا وقد يكون مَرَضيا

بحسب الحالة التي نتصدى لها

والسبب الأكبر لذلك هو طريقة طرح الموضوع

وإسلوب الناصح و الواعظ

فكثير منا يتصور أن الأمر بالمعروف والنهي

عن المنكر لابد أن يؤخذ بالشدة ويتوهم أن كلمة

(أمر) و (نهي)

...........

تعطي فاعلها حق التشدد في

إلقاء الكلام وما على السامع إلاّ الطاعة بل ويرى

أن لا حاجة لبذل جهد المودة في الإقناع على اعتبار

أنه يقوم بفعل هو في النهاية برضى الله وتوفيقه!!

ولا أدري لماذا يتصور البعض منا أن الدعوة إلى

الدين هي حمل لابد من الخلاص منه ببضعة كلمات

والذي يرغب أهلا وسهلا ومن لايرغب

(يضرب رأسه بالجدار)

أليست هي كما أمر ربنا سبحانه وفعل الرسول

صلى الله عليه وسلم

(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم

بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو

أعلم بالمهتدين)

ثم لماذا هذا التجهم والعبوس على الوجه حين التحدث في

الدين؟ هل هو الوقار!!

ولقد تعودنا حتى من الممثلين عندما تكون القصة

عن الإسلام يكون الصوت رخيما وخشنا جدا وحركات

الأشخاص ثقيلة وبطيئة!! وأنا هنا لا أدعو للفكاهة والمرح

الزائد وإنما أدعو للإعتدال والتصرف على طبيعة الإنسان

المحترم.وبطريقة لا يشعر الإنسان بغرابتها وكأنها من كوكب

آخر ولا صلة لها به وبما يستأنس له من

أقوال وأفعال

ومن الاسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإنكماش بل والإنجماد

ثم الشعور بالضيق هو أن المتلقي غير مستعد لسماع ما تريد

منه سماعه، أما لشغل يشغل فكره أو بسبب الإلحاح منك

أو عدم معرفة الحل لمشكلته أو قد يكون هو مخالف أصلاً

ويعلم بمخالفته ويشعر بالذنب ولكنه في نفس الوقت

مستمتع بمعصيته فلا يريد

نصحاً يقلب متعته إلى غم ونكد كما يقال

فالإنسان الذي يبحث عن معصية يتضايق

إذا ما مرّ عليه كلام يذكره بالله وبعقابه فذلك يفسد عليه

مزاجه وما كان مستحضرا منه في خياله.

وآخرون اتخذوا طريقا يعتقدون أنه وسطا فهم يفعلون ما نهى

عنه الشرع ولكنهم ملتزمون بالصلاة والحج وغيره، وهؤلاء

هم من اختاروا من الدين ما يلائم الهوى عندهم، فيتم

تعويض الحجاب بالصدقة والفساد تمت معالجته بالحج

وهكذا يعيشون الوهم

الذي إذا ما حاولت كشفه بالحقائق أفسدت حياتهم

وشوهت أحلامهم حتى كأنهم انطبق عليهم

قوله تعالى

(يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض).

وأيضا من الناس من يجامل على حساب دينه فهو يمتلك

المرونة في الدين فقط.

وبحسب زعمه لايحب أن يدخل في نقاش وجدال

وكل أمر عنده مباح ويجد له المبررات

وما أكثر المبررات لديه

فهنا استهانة بالدين أوجبتها ضرورة!!

وهنا تجاوز على الأمر الشرعي أوجبتها ضرورة!!

وهنا تشبيهات محرمة لكنها أوجبتها ضرورة!!

وما هي الضرورات؟

قد تكون ضرورة شعرية!!!

تخيل معي هذه الضرورة

وقد تكون حاجة بسيطة كمن يأكل الربى

بحجة عدم امتلاكه سيارة.فسرعان مايجد الحجة والتبرير

لفعله وما أسهل خداع النفس لمن أراد خداعها حتى

إذا نهيته وصفك بالتشدد وذهب يستجدي الفتوى ويتوسلها

والمصيبة الكبرى في من يجامل أو يسكت

بحجة واهية فلا ينصح بل هو يتضايق ممن نصح

وراح يكيل له التهم وأخذ منه موقفا غير سليم

قال تعالى

(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة

واعلموا أن الله شديد العقاب)

ونصيحتي لنفسي أولا ثم لغيري من الأحباب

أن لاتهاون في الدين ولا تعسير

وإن السكوت عن الخطأ هو إقرار له

والمسالمة لا تعفينا من المساءلة.

أن ننصح بوجه طلق وبكلمات محببة للسامع لا تخدش

مشاعره

وأن نظن به الجهل اعتذارا وعدم المعرفة أو التأويل الخطأ

لبعض النصوص فلا نتهجم عليه باللوم والعتاب والتكفير

حتى يعلم الصحيح

أن لانمل ولا يردنا عن النصح سماع كلمة مؤذية

فالصبر هاهنا فيه عظيم الأجر من الله تعالى والتزكية

وأن ننبه على الخطأ ولو بإشارة بسيطة فلا يكون الله سبحانه

أهون عندنا من أصدقائنا، واعلم أن من استحييت منه أو

خشيته أو خشيت أن تفقد محبته واحترامه إذا ما نبهته

فإن قلبه بيد الله وهو قادر على جعلكما

أشد الناس عداوة وبغضا.

قال تعالى

(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله

والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون

العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب، إذ تبرأ

الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم

الأسباب، وقال الذين اتَّبَعوا لو أن لنا كرّةً فنتبرأ منهم كما

تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم

بخارجين من النار)

فهناك تنقطع كل أسباب المحبة والوصل التي كانت في الدنيا

وتبرأ كل من الآخر وذهبت المجاملات وما بها من معاني

الإحترام والتوقير وكل يقول نفسي نفسي لما

رأوا العذاب الشديد

نسأل الله العافية لنا ولكم في ديننا ودنيانا

وأعاذنا من غضبه وعقابه وعذابه

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وآخر دعوانا

أن الحمد لله رب العالمين

منقول للفائدة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير