تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خاطرة مِنْ ثنايا القلب، للأحبة .. عنِ (القلب) .. !

ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 01:27 ص]ـ

قد لا يُدرك أحدنا عِظَم وجلال نعمةٍ من النعمِ حتى يُسلبها، حينها فقط يَعظُم قدرها، ويَري تقصيره في عدم شُكرها، ويتجلى قدر فضل الله عليه بمنحه إياها ..

وإن من أعظم نعم الله، أن يُرزق العبد قلبًا موحدًا لله طاهرًا، خاليًا من شوائب الشرك وآفاته، نقيًا من آلام الهوى ومُعضلاته ..

فإنها من أعظم النعم التي تُوجب الشكر في كُلِّ وقتٍ وحين ..

وتتجلى قدر تلك نعمة بدخول مُفسداتها، فمتى ما دخل القلب الهوى أفسده، واصطحب معه كلَّ همّ وغمّ، وبدخوله - أعني الهوى - فُتح باب المعاصي على مصراعيه، وإن شئت فقُل كُسر، فتراها تنهمر على صاحب الهوى تترى؛ لتحكمه به وسيطرته عليه، إلا من رحم الله ..

فالمحبُّ - في غير طاعة الله - يُعذَّب بمحبوبه، والعذاب أنواع ودرجات، يزيد وينقص على قدر التعلق بالمحبوب ..

أنت القتيل بكل من أحببته ** فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي

ومما تورثه الهموم، فمتى ما دخلت الهموم القلب انعكس ذلك على إخوانه؛ فإن صلاح الجسد قد قُيّض بصلاح سيد الأعضاء ..

" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب " رواه البخاري و مسلم

وإن في كلام الحبيب لدرر، لمن أبصر وأمعن النظر، واعتبر ..

فيا من أشرب قلبه كؤوس الهوى، حتى صار عبدًا لها من دون الله،

أما آن الأوان لتفيق من سكرتك؟!

وتتهيأ للقاء محبوبك الحق وآخرتك؟!

يقول الإمام ابن القيم في الفوائد (يا بائعًا نفسه بهوى من حبُّه ضنى، ووصله أذى، وحسنه إلى فناء، لقد بعت أنفس الأشياء بثمنٍ بخس، كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خِسَّة الثمن)

خلِّ قلبك ممن سواه، فالتخلية قبل التحلية، يقول ابن القيم في الفوائد (قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده) إلى أن قال (والقلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه من تعلّقه بغيره) اهـ

وإنما تكون التخلية بالمجاهدة والصبر، مع لزوم فعل الأمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، والتحبب إليه بالطاعات و النوافل والقربات، "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "

وأفرض الجهاد جهاد الهوى والنفس كما صرّح بذلك العلماء ..

فإن خُلّي القلب من دنس الهوى، صار متهيئًا لاستقبال المحبة العظمى، إلا وهي محبة الحق الأعلى ..

أما من رزق هذه النعمة، نعمة القلب الموحِّد الطّاهر من دنس الهوى، فاحمد الله على نعمه، وتفانى في عبادته وشكره، فشكرك موجبٌ للزيادة، مستجلبٌ لعطاء الذي خزائنه لا تنفذ، ونعمه لا تُعد ..

كتبته أختكم / ربوع الإسلام

22/ 12/2009

والله المستعان ..

ـ[رحمة]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 02:30 م]ـ

حياكِ الله أختي و سلمت إبداعاتكِ

ـ[التهنفل]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 07:13 م]ـ

أختي ربوع الإسلام

بارك الله فيك و سلمت أناملك

دامت ابداعاتك

ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[10 - 01 - 2010, 04:00 م]ـ

الأخوات المُكرمات ..

رحمة .. التهنفل ...

أضاءت الصفحات بمروركنَّ .. وأنارتْ ..

أسعدني مُروركنّ غاية الإسعادِ ..

وفقكن الله ..

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[10 - 01 - 2010, 10:06 م]ـ

فالمحبُّ - في غير طاعة الله - يُعذَّب بمحبوبه، والعذاب أنواع ودرجات، يزيد وينقص على قدر التعلق بالمحبوب ..

[يقول الإمام ابن القيم في الفوائد (يا بائعًا نفسه بهوى من حبُّه ضنى، ووصله أذى، وحسنه إلى فناء، لقد بعت أنفس الأشياء بثمنٍ بخس، كأنك لم تعرف قدر السلعة ولا خِسَّة الثمن)

والله المستعان ..

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

أختي الحبيبة .... ربوع الإسلام

جزاك الله خيرا .... على هذا الطرح الوعظي الجميل والمفيد ..... جعله الله في موازين حسناتك .... وكتب الله لكِ بكل حرف أجرا تجدينه في صحائف أعمالك .... اللهم آمين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك .... اللهم آمين

ودمتِ موفقة

ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 02:24 ص]ـ

مروركِ أسعد الفؤاد يا أخية .. زهرة ..

بارك الله فيكِ وفي دعواتكِ، وأقول آمين ..

ولكِ بمثلٍ، بل وأكثر ..

والله يرضى عنك ويُرضيكِ أخية ..

ـ[الخطيب99]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 12:26 م]ـ

السلام عليكم

جزيت خيراً وزادكِ الله علماً

تقبلي مروري

باقة ورد

ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 07:17 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله

حياكم الله أخي الكريم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير