تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يخصص آخر العام بعبادة أو استغفار؟]

ـ[العصيماء]ــــــــ[10 - 12 - 2009, 02:12 ص]ـ

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/9/02/2bljtjxur.gif (http://www.tobikat.com)

هل يُوصَى بختم العام بالاستغفار والصيام؟

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/9/02/2bljtjxur.gif (http://www.tobikat.com)

مع اقتراب نهاية السنة الهجرية تنتشر رسائل الجوال بأن صحيفة الأعمال سوف تطوى بنهاية العام، وتحث على ختمه بالاستغفار والصيام؛ فما حكم هذه الرسائل؟ وهل صيام آخر يوم من السنة، إذا وافق الاثنين أو الخميس بدعة؟ 0

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/9/02/mq5oddkus.gif (http://www.tobikat.com)

الحمد لله

قد دلت السنة على أن أعمال العباد ترفع للعرض على الله عز وجل أولاً بأول، في كل يوم مرتين: مرة بالليل ومرة بالنهار:

ففي صحيح مسلم (179) عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري: r قَالَ:

قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ:= بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ:

(إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ، وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ)

قال النووي رحمه الله:

الْمَلائِكَة الْحَفَظَة يَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ اللَّيْل بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل النَّهَار ,

وَيَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ النَّهَار بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل اللَّيْل.

وروى البخاري (555) ومسلم (632) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: r أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ:= قَالَ:

(يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

فيه:

أَنَّ الأَعْمَال تُرْفَع آخِرَ النَّهَار , فَمَنْ كَانَ حِينَئِذٍ فِي طَاعَة بُورِكَ فِي رِزْقه وَفِي عَمَله، وَاَللَّه أَعْلَم، وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ حِكْمَة الأَمْر بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا وَالاهْتِمَام بِهِمَا – يعني صلاتي الصبح والعصر -) " انتهى.

ودلت السنة على أن أعمال كل أسبوع تعرض ـ أيضا ـ مرتين على الله عز وجل.

روى مسلم (2565) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ:= قَالَ:

(تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا).

ودلت السنة أيضاً على أن أعمال كل عام ترفع إلى الله عز وجل جملة واحدة في شهر شعبان:

روى النسائي (2357) عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟!!

قَالَ:

(ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)

حسنه الألباني في صحيح الجامع.

فتلخص من هذه النصوص: أن أعمال العباد تعرض على الله ثلاثة أنواع من العرض:

• العرض اليومي، ويقع مرتين كل يوم.

• والعرض الأسبوعي، ويقع مرتين أيضا: يوم الاثنين ويوم الخميس.

• العرض السنوي، ويقع مرة واحدة في شهر شعبان.

قال ابن القيم رحمه الله:

" عمل العام يرفع في شعبان؛ كما أخبر به الصادق المصدوق ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل، وعمل الليل في آخره قبل النهار. فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع في العام، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله وطويت صحيفة العمل " انتهى باختصار من "حاشية سنن أبي داود".

وقد دلت أحاديث عرض الأعمال على الله تعالى على الترغيب في الازدياد من الطاعات في أوقات العرض، كما قال:= في صيام شعبان:

(فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم).

وفي سنن الترمذي (747) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ:= قَالَ:

(تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)

صححه الألباني في "إرواء الغليل" (949).

وكان بعض التابعين يبكي إلى امرأته يوم الخميس وتبكي إليه، ويقول: اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل!! [ذكره ابن رجب في لطائف المعارف].

ومما ذكرناه يتبين أنه لا مدخل لنهاية عام ينقضي، أو بداية عام جديد، بِطَيِّ الصُّحف، وعرض الأعمال على الله عز وجل، وإنما العرض بأنواعه التي أشرنا إليها، قد حددت النصوص له أوقاتاً أخرى، ودلت النصوص أيضا على هدي النبي:= في الإكثار من الطاعات في هذه الأوقات.

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن التذكير بنهاية العام في نهايته:

" لا أصل لذلك، وتخصيص نهايته بعبادة معينة كصيام بدعة منكرة " انتهى.

وأما صيام الاثنين أو الخميس، إذا كان من عادة الإنسان، أو كان يصومه لأجل ما ورد من الترغيب في صيامهما، فلا يمنع منه موافقته لنهاية عام أو بدايته، بشرط ألا يصومه لأجل هذه الموافقة، أو ظنا منه أن صيامهما في هذه المناسبة له فضل خاص.

والله أعلم.

منقول من الإسلام سؤال وجواب

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/9/02/mq5oddkus.gif (http://www.tobikat.com)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير