[وقفة مع عاشوراء]
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 06:59 م]ـ
ثلاثون وقفه مع عاشوراء
تمر الأمة الإسلامية هذه الأيام بحدث عظيم يرجع إلى الأمم الماضية، وهو يوم عاشوراء، فنذكر على عجالة أهم الوقفات مع يوم عاشوراء،
ومصدرها كتاب الله، والسنة النبوية تجاه هذا اليوم:
1 - يوم عاشوراء حدث تأريخي في حياة البشرية، ونقطة تحول في حرب الإيمان مع الكفر؛ ولذلك كانت حتى الأمة الجاهلية تصومه، كما قالت عائشة رضي الله عنها: "إن قريشًا كانت
تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية" [1]. بل حتى الأمة الكتابية كانت تصوم هذا اليوم، وتتخذه عيدًا كما ثبت في الصحيحين.
2 - يوم عاشوراء ربط بين أهل الإيمان بعضهم البعض ولو اختلفت الأنساب واللغات بل والأزمنة، فأصله ارتبط بموسى ومن معه من المؤمنين، ثم امتد لكل من شاركهم في الإيمان.
3 - يربي في قلوب المؤمنين المحبة بينهم ووحدة الهم، فبصيامه يتذكر الإنسان ذلك الحدث التأريخي الذي مر على إخوانه في الدين مع موسى u من محاربة لهم وإيذاء على أيدي
أهل الكفر.
4 - يوم عاشوراء يدل على أن الأنبياء بعضهم أولى ببعض، كما في رواية "أنا أولى بموسى منكم". وهذه الولاية لاتحادهم في الدين والرسالة.
5 - صيام يوم عاشوراء يدل أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم، ويدل على ذلك رواية الصحيحين "أنتم أحق بموسى منهم". وهذا من مميزات الأمة
المحمدية عند الله؛ ولذلك يكونون شهداء على تبليغ الأنبياء دينهم يوم القيامة.
6 - يوم عاشوراء يربي المسلم على أخوة الدين فقط؛ ولذلك قال r: " أنتم أحق بموسى منهم". وما ذلك إلا لرابطة الدين التي بيننا، وإلا فإن أهل الكتاب أقرب لموسى u من حيث
النسب.
7 - يوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض عامة بنصرة الله لأوليائه، وهذا يجدد في النفس كل سنة البحث عن هذه النصرة وأسبابها.
8 - يوم عاشوراء تذكير لأهل الأرض عامة بهزيمة الله لأعدائه، وهذا يجدد في النفس الأمل ويبعث التفاؤل.
9 - يوم عاشوراء دليل على تنوع النصر بالنسبة للمسلمين، فقد لا يكون النصر على الأعداء بهزيمتهم والغنيمة منهم، بل أحيانًا يكون النصر عليهم بهلاكهم وكفاية المسلمين شرهم،
كما حدث مع موسى u، وكما حدث مع النبي r في الخندق.
10 - يوم عاشوراء تأكيد على وجوب مخالفة هدي المشركين حتى في العبادة، ويدل على هذه المخالفة ما يلي:
أ- لما قيل للنبي r: " إن اليهود والنصارى اتخذوه عيدًا، قال: صوموه أنتم".
ب- أمر النبي r أن يصام يوم قبله أو يوم بعده. رواه أحمد في المسند، وفيه مقال.
11 - من تأمل الأحاديث في يوم عاشوراء تبين له أن أصل مخالفة المسلمين للمشركين أمر مقرر عند الصحابة، ويدل على ذلك أنهم لما علموا صيام أهل الكتاب مع صيامهم مباشرة
سألوا رسول الله r، فقالوا: "إن اليهود والنصارى يصومون هذا اليوم". فكأنهم قالوا: أنت يا رسول الله علمتنا مخالفة اليهود والنصارى، وهم الآن يصومون، فكيف نخالفهم؟.
12 - يوم عاشوراء دليل على أن اتخاذ المناسبات أعيادًا عادة لليهود خاصة منذ القديم؛ ولذلك اتخذوا يوم عاشوراء عيدًا كما في حديث أبي موسى t قال: "كان أهل خيبر يصومون
عاشوراء ويتخذونه عيدًا، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم" [2]. وأما هذه الأمة فجعل الله لها عيدين لا ثالث لهما.
13 - يوم عاشوراء دليل على التناقض في حياة اليهود والنصارى، حيث كانوا يحرصون على صيام عاشوراء وهو ليس بواجب حتى في ملتهم، وإنما اقتداءً بموسى u وتركوا مع ذلك أهم
المهمات فيما يتعلق بأصل الدين وعبادة الله واتّباع رسوله r.
14- يوم عاشوراء دليل على أن الواجبات في الشريعة لا يعدلها شيء من حيث الفضل والمنزلة؛ ولذلك لما شرع الله لهذه الأمة صيام رمضان جعل الأمر في يوم عاشوراء اختياريًّا،
ولذلك قال r في الحديث القدسي: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه" [3].
15 - يوم عاشوراء دليل على أن النوافل بعضها فوق بعض، وبيان ذلك: أن من صام عرفة كفّر عنه سنة قبله وسنة بعده. ومن صام يوم عاشوراء كفر عنه سنة قبله، والمؤمن بدوره
يسعى للأفضل والأكمل.
16 - صيام يوم عاشوراء دليل على يسر الشريعة؛ ولذلك قال r: " فمن شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يترك فليتركه" [4].
¥