[تكاتف المجتمع وتعاونه [قصة]]
ـ[الجنيبي]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 02:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين، وبعد ...
السلام عليك ورحمة الله وبركاته:
يقول عز وجل في كتابه العزيز: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، ويقول ايضاً: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، ويقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات واتم التسليم: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضا"، كثيراً ما نجد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يحثنا على مبدأ التعاون والتضامن الإسلامي، والإنسان بطبيعته إجتماعي مطالبه وغيرها من المصالح لا تتم إلّا بالتعاون مع غيره، فيجب أن يكون شأن المسلم كما شأن النحل فلن نستخلص الشهد إلا بالأدوار الجماعية التي تقوم بها الملكة والشغالة والذكر والعمال.
اذكر في أحد سنواتي الدراسية حادثة وإن دلت هذه الحادثة على شيء فإنها تدل على مدى تكاتف المجتمع وتعاونه فيما بينه، حيث كان لي زميل في صفّيَ الدراسي يدعى أحمد، نادراً ما تجده لا يشاركنا الشرح، فقد كان طالباً لامعاً في دراسته، لا تكاد تمر عليه حصة دراسية دون أن يضع بصمته فيها، قلَّ ما تجده يفعل عكس، وقد كان محبوباً من قبل معلمينا والطلاب، ولكن فجأةً كثرت غياباته من دون فهم الأسباب، وقد كان معنا في نفس الفصل قريبٌ له سألناه ما سبب غياب أحمد؟. رد علينا قائلاً: أحمد ذهب رفقة والده ليعمل معه وليعينه على سداد ديونه، في تلك اللحظة قرر مجلس الفصل الإجتماع لعرض مشكلة أحمد على الإداريين والمعلمين، وبالفعل قد قمنا بذلك راجين أن نجد الحل المناسب لهذه القضية.
بالفعل اجتمعنا مع ادارة المدرسة وبعض المعلمين وقد اتفقنا على إنشاء صندوق التعاون المدرسي يساهم في تمويله الطلاب والمعلمين والإدارة وبعض أولياء الأمور، من خلال هذا الصندوق جمعنا التبرعات وحصلنا على مبلغٍ من المال لا بأس به راغبين في تفريج كربة أخينا لأننا متيقنين أنه من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عليه كربة من كروب الاخرة، ذهب بعض الطلاب رفقة أحد الإداريين إلى بيت أحمد، وطرقنا عليه الباب ليخرج أحمد إلينا فرحب بنا وادخلنا بيته، قررنا خوض غمار الحديث معه وعرضنا عليه المساعدة ولكن انفة أحمد وعزته ابت أن يقبل منا المساعدة رافضاً تماماً للفكرة المطروحة، في ذلك الوقت اقترح علينا أحد الطلاب أن نفتح مشروعاً صغيراً لوالد أحمد ويرجع لنا بعد ذلك ما اقترضه منّا متى تحسنت الظروف وبالفعل تمت الفكرة ورحب بها أحمد ووالده وسعد الطلاب ومن معهم بتلك الفكرة، وبالفعل عاد أحمد إلى سابق عهده، فكان أكثر نشاطاً من ذي قبل، ويذكر أن الصندوق تطورت قيمته وأسهم كثيراً في حل مشاكل الطلاب.
حقيقةً استخلصت من هذه القصة كثيراً من مبادئ التعاون والتضامن فمن الحقائق الثابتة أن الإنسان مدني بطبعه، يعيش داخل جماعة ومجتمع وأمة، ويصعب عليه أن يعيش منفردا عن الناس. كما يصعب عليه أن يستقل بنفسه، في تحصيل مطالب الحياة، فهو بحاجة إلى المساعدة لأن القصور في طبعه، والعجز من شأنه (وخلق الإنسان ضعيفا).ولسد هذا القصور شرّع الإسلام مبدأ التعاون والتكافل والمشاركة، لاسيما في حل المشكلات والأزمات الكبيرة كما رأينا ما حدث لصاحبنا.
ملاحظة: كتبت بقل الرصاص.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا على عملكم الطيب
سأنقل الموضوع إلى منتدى الأعضاء للاستفادة.
ـ[رحمة]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 07:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي
فعلاً (من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله عليه كربة من كروب الاخرة)
اللهم تقبل من الجميع و بارك العمل الطيب دائماً
ـ[الكاتب الأول]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 07:24 م]ـ
التعاون خصلة رائعة يتحلى بها المسلمون
أدامها الله لنا , و بارك الله بك , القصة جميلة جداً