تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاهتمام جذوة الإبداع]

ـ[محمد الحازمي]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 10:37 م]ـ

الاهتمام توهج إلى حد السطوع في سماء الإبداع فيُحتفى بك مع المبدعين، والعناية تركيز يرقى بك إلى مصاف النابهين والخاصة من الناس الذين يراهم باريتو نخبة وصفوة.

أن تبحث وتفتش في اهتمامات الناس، وما هم به يعتنون، وما الذي يلفت انتباههم ستجد نفسك أمام إجابة لم تسمع بها سوى عند من عبد المال وأخلص في عبادته، اهتماماتهم قد توزعت بين عناية بأسواق العالم، والبورصات العربية أو المحلية، اكتتابات ومساهمات، وحفاوة بكل ما هو من هذا القبيل.

فمن تعلق بشيء وكل إليه، ومن هام في حب أخلص لمن عشق، وسهر الليالي وأرعد وأزبد؛ كي يبقى ذلك المحبوب صورة مثالية، بل ملاكاً لا يمكن أن يمس.

الناظر بعين الفاحص فيما يهتم الناس ويعتنون به دون تلميع ومواربة، ودون أن نردد: كان أبي؛ ليعجب مما يرى ويسمع، فمعظم اجتماعاتنا الدورية مخصصة لتشريح أدواء المجتمع، وأكل لحوم البشر بدون أدنى فائدة تذكر سوى تزجية الوقت، وتسلية النفس.

وقفت في يوم من الأيام لأسأل مجموعة من أبناء الجيران، ومن قبلهم أبنائي عن اهتماماتهم، فما برحت متابعة أخبار الأندية والفن، وملاحقة أدق التفاصيل في حياة النجوم كما يسمونهم.

لمّا استهواهم ذلك استغرقوا فيه فأبدعوا، لكنه إبداع لا يدرّ علينا خيراً، ولا يجلب إلى تقدمنا الحضاري قِيد أنملة.

اهتمام أعقبته عناية فتركيز فاستغراق وهيام فإبداع في جمع معلومات وصور ورواية حكايات، لا تقدم لصاحبها سوى ضياع في الوقت والدين والمروءة، فالمهتم بالأمر معتن به، ومستغرق في تجويد أدنى تفاصيله.

حسبنا أننا قد عرفنا الخلل دون زيف ولا تحييد، فكفانا عن مغبة السؤال والبحث والتقصي عمّا قد تعرف نتيجته مسبقاً.

فانطفاء الحس الحضاري نتيجة لكل ذلك الصدود المتعمد عن كلّ ما هو سبيل إلى النهضة والترقي، والوصول إلى مصاف العالم الأول، عالم الصناعة والتقدم التقني.

صدود لأن الهوى قد شغل بما هو دون، فلم يرقَ به التفكير إلى ما يستحق الترقي، ولأنّ جذوة الاهتمام قد توجهت في غير طريقها الصحيح فتاهت في ظلمات تغيّر المفاهيم، واختلاطها.

فإغفالنا لدور الاهتمام في تنبيه العقل، وتوجيه النشاط، وبلوغ أعلى درجات الإبداع جعلنا نعاني من القحط العلمي والعملي في شتى مناحي الحياة.

فالاهتمام جذوة في القلب تحرق كلّ ما يقابلها من العراقيل، فإن وجهته للخير ظفرت في الدنيا، ونلت في الآخرة، ظفرت بمتاع زائل، لكنّه شاهد على أنّك إنسان تحمل روحاً متقدة وثّابة لكل تَرَق.

الحديث قد يطول ولكن أعود وأقول عرفنا الداء فمن ينهض بالدواء الناجع الذي يعيد إلى الأمة هيبتها، ويوقظها من سباتها العميق.

من يزرع في نفوس المثقفين ناهيك عن الناشئة بذرة الاهتمام؛ علّنا ننهض من ذلك السبات؟

فمؤسسات التربية مسئولة بكافة جهاتها ومستوياتها عن تكوين الاهتمامات النافعة لدى كل إفراد المجتمع، لكن هيهات فما دورنا نحن في ذلك؟

نلتقي عندما تتفق الاهتمامات، ونتباغض ونتنافر عند اختلافها، وبقدر حظنا من ذلك الاهتمام يكون حظنا من التقدم والترقي أو التخلف أو التقهقر.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 11:04 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

جزاك الله خيرا.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 01:36 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

مقال جميل وتحليل موفق لمشكلة لا يراها مشكلة إلا القليل ولم يع مجتمعنا بعد هذه المشكلة ولا يريد أن يعرف أنها مشكلة

مشكلتنا أننا لا نرى كل هذا الانفلات الحضاري المستنسخ الذي انتقى جيناته إعلامنا ومثقفونا انتقاء للسيء وابتعادا عن الجيد

الحديث قد يطول ولكن أعود وأقول عرفنا الداء فمن ينهض بالدواء الناجع الذي يعيد إلى الأمة هيبتها، ويوقظها من سباتها العميق.

من يزرع في نفوس المثقفين ناهيك عن الناشئة بذرة الاهتمام؛ علّنا ننهض من ذلك السبات؟

فمؤسسات التربية مسئولة بكافة جهاتها ومستوياتها عن تكوين الاهتمامات النافعة لدى كل إفراد المجتمع، لكن هيهات فما دورنا نحن في ذلك؟

دورنا هو البحث عن أسباب نعلق عليها فشلنا بحيلة دفاع واه , نسينا شرط تغيير الحال واستبدلنا به محاولات الدراسة العلمية والنظرية للأسباب ومن ثم اقتراح حلول معدة قبل

حتى يغيروا ما بأنفسهم سيظل قومنا منحدرين

ـ[أحمد39]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 02:10 م]ـ

فالاهتمام جذوة في القلب تحرق كلّ ما يقابلها من العراقيل، فإن وجهته للخير ظفرت في الدنيا، ونلت في الآخرة، ظفرت بمتاع زائل، لكنّه شاهد على أنّك إنسان تحمل روحاً متقدة وثّابة لكل تَرَق.

نعم إمتلكوا هم هذه الروح المتقدة الوثابة لكل ترق فرأينا تقدمهم (المتاع الزائل) ووعدنا نحن بتحقيق هذا المتاع مع نوال الأجر بالآخرة إذا أحسنا نياتنا فلم نلقي بالاً فالله المستعان.

لك مني كل تقدير علي موضوعك الرائع أستاذ محمد الحازمي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير