تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل ما زلتم تذكرون؟!]

ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 04:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هل مازلتم تذكرون؟!!!!!

عام كامل مر على بدء العدوان العسكري على قطاع غزة , ففي صباح يوم السبت السابع والعشرين من ديسمبر 2008 وتحديدا فى الساعة الحادية عشرة حيث كانت البداية المؤلمة والصدمة التى تعمدها جيش الاحتلال حيث هاجمت الطائرات الحربية ستين هدفا فى آن واحد وضربت أهدافا أمنية ومدنية من شمال القطاع وحتى جنوبه , ولم يعد أهل غزة يسمعون سوى صوت الطائرات الخاطف والانفجارات فى كل مكان , وكانت هذه الخطوة الدموية صفارة البداية لحرب لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من حيث سرعة وحجم الضربات وتركيزها على البقعة الجغرافية الصغيرة لقطاع غزة والذي يعد من أكثر بقاع الأرض ازدحاما بالسكان , وفي ذلك اليوم الأول سقط المئات من الشهداء والجرحى بحكم عنصر المفاجأة الذي أصاب الجميع , وبدا الخوف من المصير المجهول الذي توقعه الكثير من أهل قطاع غزة , وكان السؤال المطروح حينها: هل سيكتفي الكيان الإسرائيلي بضرب المواقع الأمنية فقط؟ وهل الهدف هو إسقاط حكم حماس فى غزة أم إعادة احتلال القطاع من جديد؟ , ولكن الأحداث كانت أسرع وأقسى من التفكير فى كل ما سبق , ولم يترك جيش الاحتلال مجالا للتفكير وكان الجواب الواضح المغموس بدم الشهداء أن الهدف أكبر من ذلك بكثير , وكان الهدف هو الانتقام من أهل قطاع غزة وارتكاب المجازر ضد المدنيين لإثارة الرعب والخوف الذي لم يعد شعبنا يعرفه من ذلك الجيش الذي يمتلك كل مقومات القوة العسكرية بأنواعها كافة الحديثة التقليدية وغير تقليدية , وإعادة الاعتبار لذلك الجيش بعد الانتكاسات التي أصابته خلال حربه ضد لبنان , واعتبرها البعض ساحات لتدريب أكبر عدد من قوات الاحتياط وتجريب أنواع من الأسلحة المحرمة دوليا وكذلك التخلص من أسلحة لم تعد ذي قيمة لآلة الحرب الصهيونية فأرادت التخلص منها مقابل ضرب وتدمير قطاع غزة.

ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 04:01 م]ـ

واستمرت الحرب اثنين وعشرين يوما متواصلة ليلا ونهارا دون توقف , وحدثنا أجدادنا أنهم لم يعايشوا مثل هذه الحرب أبدا ولم تستمر حربا على فلسطين كل تلك المدة , ولكن السؤال الذي لازال يطرحه الكثيرون من المراقبين بعد عام من نهاية العدوان العسكري على غزة هل حقق جيش الاحتلال الأهداف التى من أجلها قرر هذا العدوان , وبعيدا عن التحليل العاطفي نقول أن هناك أهدافا نجح فى تحقيقها وأخرى لم ينجح فيها.

أما الأهداف التى نجح فى تحقيقها فهو حجم الدمار الهائل الذي ألحقه فى الممتلكات العامة والخاصة والذي يحتاج الى سنوات من العمل والترميم والإمكانيات الهائلة لتجاوز آثاره وإضافة ملف جديد للمعاناة الفلسطينية وهو ملف إعادة الإعمار , وكذلك حجم الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان ولم يستثن طفلا أو شيخا ولم يفرق بين مدنِيٍّ أو أمنيٍّ وهذا فى سياسة مقصودة ومخطط لها وليس صدفة أو خطأ , ومن هنا أراد تحقيق عنصر الخوف وإثارة الرعب بين صفوف المواطنين ليس من خلال هذا العدوان فحسب بل هو رسالة ليفهمها سكان القطاع خلال الحروب القادمة , وشطب من الذاكرة مقولة إنسانية الجيش الإسرائيلي فى الحروب وبالتالي تنفيذ الأوامر الصادرة عنه بجدية فى الجولات القادمة ومنها مثلما حدث خلال هذا العدوان حيث أصدر الجيش الإسرائيلي نداءات متكررة عبر الإذاعات المحلية التى تمكن من اختراق ذبذباتها أو عبر البيانات التى أطلقتها الطائرات والتى طلب فيها من كافة السكان ترك المناطق المحاذية للحدود الإسرائيلية والتوجه الى مراكز المدن فى قطاع غزة , ولم يمتثل الكثيرون من السكان لهذه النداءات بحجة أنهم مدنيون ولم يرتكبوا جريمة حتى يتركوا بيوتهم , فكانت النتيجة هو التدمير الكامل لكل تلك المناطق فوق رؤوس ساكنيها بشكل جنوني لم يسبق له مثيل دون الاستماع الى صرخات العجائز أو الأطفال ولعل منطقة عزبة عبد ربه ستبقى قصة مأساوية تروى للأجيال ولا يكاد يصدقها عقل من هول ما حدث وغيرها من المناطق المتعددة , وهنا نجح الاحتلال بإرسال هذه الرسالة المغموسة بالدم بأنهم لا يفرقون بين فلسطيني وآخر عند القتال , ونجحوا فى دفع المواطنين للرحيل من بيوتهم والتوجه الى مركز المدينة , ونجح الاحتلال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير