تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من الحدود مع قطاع غزة]

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 09:43 ص]ـ

أحداث مؤسفة شهدتها الحدود المصرية مع غزة قتل فيها مجند مصري يبلغ من العمر 21 سنة، رحمه الله وغفر له، فهو من جنس المغلوبين على أمرهم في مصر وما أكثرهم لا سيما في قطاعي الجيش والشرطة القائمان على مبدأ الطاعة العمياء ولو في معصية أو أمر يوجب على أقل تقدير التحري لقوة الشبهة، فكيف إن كان قطعا لمدد إنساني عن نحو مليون ونصف مليون مسلم في عامهم الثاني في ظل الحصار.

وهو أمر سيستغله الإعلام المصري ذو الأداء المتدني، في هذه الآونة، إلى حد الإسفاف في بعض الأحيان، سيستغله في تنفير المسلمين في مصر من إخوانهم على الجهة المقابلة دون اعتبار لأي بعد ديني، بل حتى قومي، وقيادات مصر من العسكر من لدن ابتليت بهم مصر في منتصف القرن الماضي ما انفكوا لا سيما زمن البطولات الميكروفونية التي سبقت فضيحة 67، ما انفكوا يتغنون بعصبية العروبة الجامعة التي تولوا كبرها، وأهازيج وإن شئت الدقة أراجيف القومية العربية لا زال صداها في الآذان، بل حتى بعد إنساني، لو نظرنا إلى أهل غزة على أنهم شعب من الجياع لا نقول من العرب إن ارتقينا شيئا ما، أو المسلمين لو كنا أصحاب رؤية شرعية سديدة.

والظلم لا يبرر الظلم، فقتل النفس محرم، ولكن إغفال النظر عن الملابسات التي تكتنف هذا الحادث من: أزمة إنسانية شديدة تثير أعصاب أي عاقل فإذا ما تأخر إدخال المعونات مع كونها كما يقول النائب البريطاني: جورج جالوي، قطرة من بحر، فلا تفي إلا باحتياجات محدودة لأبناء القطاع، إذا تأخر مرارا من يوم 25 ديسمبر إلى يوم 6 يناير، فضلا عن منع السلطات المصرية دخول عدد من الشاحنات عبر معبر رفح وإصرارها على إدخالها عن طريق كيان يهود ولا أدري ما الحكمة في ذلك طالما أنها ستدخل من هنا أو هناك، فلتدخل من عندنا ولو ذرا للرماد في العيون فقد بلغ سيل الانتقادات على كافة المستويات الزبى، فضلا عما صرح به ذلك النائب في برنامج بلا حدود في حلقة الأربعاء 6 يناير، والعقل والقلب يميل إلى تصديقه من تعسف السلطات المصرية وهو أمر معهود منها وصل إلى حد إلقاء الحجارة على مركبات القافلة مما ساهم في زيادة التوتر ووقوع اشتباكات أدت إلى مزيد من الإصابات ومزيد من الإحراجات للمسلمين في مصر وقد ظهر في هذه المرة مجددا عجزهم شبه التام عن تقديم أي دعم حقيقي لإخوانهم فهم في بلاء لا يعلمه إلا الله، عز وجل، ويعلم طرفا منه من له اطلاع على الشأن المصري: الديني والاجتماعي والاقتصادي فهي باختصار أزمة إنسانية عامة تذهل صاحبها عما حوله، وهي نتاج أخطاء متراكمة ظهر أثرها بعد استنفاد المسكنات من معونات ونحوه أدت إلى وقوع الحكومة المصرية تحت ضغوط كبيرة من القوى العظمى بعد أن فرطت في استقلالية قرارها السياسي فلم يعد لها قرار تقريبا، قتقضى كثير من أمورها دون أن تستفتى وهي صاحبة الشأن، وهذه لمحة من لمحات كامب ديفيد المشئومة وتلك هي وعود الرخاء في ظل معونات أمريكا التي صارت ثمن القرار المصري وليته كان ثمنا مجزيا!.

أرجو ألا يغضب مني إخواني من المصريين من أعضاء المنتدى، فلم أقصد إساءة إلى بلدي وإنما هذا أمر يلمسه كل مصري في عامة شئونه، فالعقوبات الربانية مرسلة علينا تترى بعد أن قعدنا عن نصرة إخواننا في غزة، فاستبدلنا حروبنا في وسائل النقل وأمام أفران الخبز بحروب كان ينبغي علينا أن نخوضها أو نعد العدة الإيمانية والمادية على أقل تقدير لخوضها، ولكن الأجيال المتأخرة وجيلنا تحديدا قد نشأ في مناخ سلام كامب ديفيد الذي حيد مصر وأجبرها بمقتضى بنود المعاهدة أن تصبح دولة ذات سيادة منزوعة السلاح تقريبا على أراضيها فهي سيادة كلا سيادة باستثناء مئات من أفراد الشرطة يسهرون في هذه الآونة على حصار المسلمين والتضييق عليهم بحجة أن المعبر لن يفتح إلا بعد تسوية الخلاف بين عصابة رام الله وحكومة القطاع الشرعية حتى بقوانين اللعبة الديمقراطية المزعومة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير