تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن ((أسلوب الإقناع)) هو الذي يتبعه المنوم ليثبت لك بأنه يستطيع تنويمك، فهو يقوم بتحديث عقلك الداخلي ((صاحب الأفكار الخيالية)) و يقول له - بأسلوب مقنع جداً - بأنه يستطيع تنويمك و يحاول حشد جميع الكلمات الممكنة ليثبت لك ذلك - وطبعاً مؤثرات الصوت و حركة يده تلعبان دوراً مهماً، و هنا يصبح تفكيرك بين خيارين: إما أن تصدقه أو لا تفعل، فإن صدقته تقع في شباكه و يتوقف العقل الخارجي ((الفلتر)) عن العمل و ((تنام مغناطيسياً))، و بما أنك صدقته فإنك - بالتأكيد - أجزمت بأنه يستطيع التحكم بك، لذا فإنك بعد أن تنام تفعل كل ما يأمرك به. هنالك بعض النقاط التي أريد توضيحها كذلك، أولاهما أن المنوم سوف لن يستطيع تنويمك إذا لم تقتنع بكلامه أو لم تلق له بالاً، و ثانيهما هي أنك سوف لن تنفذ أوامره في الأشياء التي يستحيل عليك عملها أثناء حياتك الاعتيادية - مثلاً إذا طلب منك الانتحار و أنت في حالة النوم المغناطيسي فسوف لن تفعل ذلك، إلا في حال أنه جاء بك على سطح عمارة مثلاً - و أنت منوم مغناطيسياً - و أخبرك بأنك تقف على طاولة و طلب منك القفز فستقفز - إلى حتفك - دون تردد!!

إن التأثير الذي قام به المنوم لا يختلف كثيراً عن تأثير الفيلم فيك، فالفيلم استطاع أن يثبت لك - أثناء العرض - بأن ماتراه حقيقة مع أنه خيال، و المنوم المغناطيسي استطاع أن يثبت لك بأنه يستطيع تنويمك فنمت .. و هذا هو ((النوم المغناطيسي الكلي)).

لعلي أستطيع قراءة الاستنتاجات في ذهنك و التي تقول ((أن ظاهرة النوم المغناطيسي ظاهرة طبيعية ملازمة لنا في كل يوم))

رأيته بأم عيني!!!

صدق ضارب الأمثال إذ قال ((العين ما تكذبش!))، فلقد رأيت منوماً مغناطيسياً قام بتنويم صديق لي؛ إذ قام في البداية بإجلاسه و من ثم شرع يخبره بأنه يستطيع تنويمه مغناطيسياً و أن ظاهرة التنويم المغناطيسي ظاهرة حقيقية و أن ... ثم طلب منه ن يغمض عينيه و يشابك بين أصابعة، و أكمل حديثه حتى نام الصديق، و من ثم أمسك بيد صديقي - و كان نائماً - و أحضره إلى وسط المسرح مغمض العينين و أخبره ((إنك تقف على الشاطئ و لديك عدة الصيد و تصطاد السمك)) فلوح صديقي بيديه كأن لديه عود صيد في يده، و رمى الصنارة في البحر! ثم قال له المنوم ((هه! هذه سمكة علقت في الصنارة!)) فلوح بيديه مرة أخرى متوهماً أنه يسحب الصنارة و يمسك السمكة بيده، و ارتسمت ابتسامه في وجهه!!! سألته بعد انتهاء العرض: ما الذي حصل؟؟ قال: لقد أقنعي بكلماته أنه يستطيع تنويمي، و هذا آخر ما أذكر!

لقد نومتك مغناطيسياً!!!

صدق أو لا تصدق، كيف؟ إنك عندما كنت تقرأ الموضوع ضعف اتصالك بالعالم الخارجي، و اندمجت مع الموضوع فأصبحت منوماً مغناطيسياً - هذا طبعاً في حال كونك أعجبت بالموضوع، وقس على ذلك أي حالة يذهب فيها اهتمامك نحو شيء معين: فأنت عندما تدرس، تتحدث باندماج، تسمع الأخبار، تشاهد التلفاز، تجلس أمام شاشة الكمبيوتر؛ كل هذا فإنك تكون نائماً مغناطيسياً، و هذا - طبعاً - يعتمد على مدى انجذابك إلى هذه الأشياء.

هذا كل ما يتعلق بالتنويم المغناطيسي - و لعلك لاحظت بأنني حاولت إقناعك بالفكرة بأسلوب سلس حتى يتسنى لك تصديق الموضوع برمته، فلو أنني استخدمت طريقة الإلقاء العادي لما صدق الكثير من القراء هذا الموضوع. إنني أحاول أن أوضح لكم مدى أهمية السلاسة و الأسلوب من أجل جعل الطرف الآخر ((يقتنع)) و ((ينام مغناطيسياً!)).

نوماً مغناطيسياً هنيئاَ!

-= ((مجهود شخصي)) =-

تحياتي؛

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 12:17 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

تجارب قيمة ومفيدة .... جزاكم الله خيرا عليها ....

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير