الحمد لله القائل في كتابه " ونبلوكم بالشر والخير فتنه "، و قال سبحانه:
" وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً "
وقال عزّ من قائل: " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوَ أخباركم "
والصَّلاة والسَّلام على من كان قلبه معلقاً بالله فلم يضره خذلان من خذله ولم بعد ذلك الخذلان منهم مكالمات لم يُرد عليها، ذلك لأنه يعلم علم اليقين أن ما أصابه من شيء إنما هو بأمر الله،، فيرضى ولا يلوم بشراً أو قدراً،
كيف ... والله حكيم عليم؟؟!، هو القائل عليه الصَّلاة والسَّلام " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلاَّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً "
وتأمَّل قوله:= في الحديث: " شكر " أي لله، وكذلك صبره يكون لله؛ لأن الله هو مسبب الأسباب، ومقدر الأقدار يبتلي بها عباده، فإذا أصاب العبد سراء على يد أحد من عباد الله، فإنما هي من الله ساقها الله على يد هذا الإنسان، وكذا الضراء ...
فليس الشغل بالناس أعطونا أو منعونا - والعطاء يكون معنوياً كما يكون مادياً محسوساً - وإنما الشغل بالله وبحكمته من هذا الابتلاء 0
فعندما ينزل عليك البلاء قف و فكر من أين أُوتيت؟ لماذا ابتليت؟
- فإنه ليس على القيد ذنب فيُلام فانشغل بمن قيَّدك -
تُرى هل كنت مخلصاً لله في عملي ... وتعاملي مع الآخرين ... مراعياً ما أمر الله به في ذلك، بعد معرفة مراد الله منا في كل أمر،، " ونبلوَ أخباركم "
وإلاَّ فلا تشتغل بالناس عن ربِّ الناس،
لنصرف همنا إذن في معرفة الحكمة التي أرادها الله في ابتلائنا بعدم مساندة الآخرين لنا عند الحاجة وخذلانهم لنا، وبكل أمر يصيبنا ...
القضية فينا نحن وليس في الناس، فالناس لا يملكون لأنفسهم - فضلاً على أن يملكوا لنا - نفعا أو ضراً،
فإذا أصلحت ما بينك وبين الله أصلح الله ما بينك وبين الناس،
إذا فهمنا ذلك فلن يكون هناك مكالمات لم يُرد عليها في هذه الحياة،
وإنما هي ابتلاءات يبتلي الله بها عباده لحكمة يريدها وهو الحكيم الخبير،
وأعلم أخي القارئ علم اليقين: أن الله يبتلي ليصطفي ويهذِّب لا يبتلي ليعذب، وللننظر لماذا ابتلينا بهذا أو ذاك، ولا بد أن يكون هناك سبب علمه من علمه وجهله من جهله،
إذا وصلنا لهذا الفهم عن الله فلن نلوم أحداً، ولكن نشتغل إلاَّ بأحد أمرين عند الابتلاء:
أحدهما: الحكمة من هذا الابتلاء 0
فإن لم تكن ظاهرة: فبعملي، ما الذي جنيته حتى يحصل لي ما حصل " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "
وليكن توجهنا حينما نصرخ لله وحده فسنجده سميعاً .. مجيباً .. مسخرناً لنا من يشاء من عباده، وقد يبتلينا بإعراض الناس عنا يريد منا صدق التوجه إليه، وألا نلتفت لغيره لا في صغير ولا في كبير 0
فإذا سخَّر الله لك من بستمع إليك فهذه نعمة من الله لك وليست من فلان من البشر - وإن كان الشكر له مما أمرنا الله به - وإن لم يسخر فهو قضاؤه فلا نلوم أحداً، فمقاليد الأمور كلها بيده سبحانه، ومنعه عطاء ,,,
فقط نحتاج أن يرزقنا الله الفهم الصحيح عنه 0
همسة: في أحاين كثيرة نُفسِّر الأشياء التي نراها بناء على قاعدة البيانات الموجودة في عقولنا من خلفياتنا السابقة 0
وفقنا الله وإياكم لإخلاص التوكل عليه،، وصدق اللجئ إليه، ورزقنا الإستغناء به عن خلقه مع حسن التعامل معهم عملاً بأمره، وابتغاء وجهه، إنه ولي ذلك ومولاه، واستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين، والله أعلم0
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/12/16/11/nlqmejhzf.jpg (http://www.tobikat.com)
يقول ابن الجوزى في صيد الخاطر:
(ليس فى التكليف أصعب من الصبر على القضاء، و لا فى التكليف أفضل من الرضا به) 0
إضافة رائعة و قيمة جزاكِ الله خيراً أختي
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 07:02 م]ـ
عندما يُنادى بصوت عال، أيها المسلمون هبوا لاستنقاذ المسجد الأقصى، وانصروا إخوانكم المستضعفين، ثم لا مجيب فتلك مكالمة لم يرد عليها.
جزاك الله أختي الرحمة على هذا الموضوع الرائع.
نعم تلك فعلاً مكالمة لم يرد عليها
و كم أتمنى أن يرد عليها يوماً
بارك الله فيكم أخي الكريم
ـ[التهنفل]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 08:08 م]ـ
عندما ينهار جدار استندت إليه طيلة حياتك ..
....
فتلك مكالمة لم يرد عليها ...
...
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 08:29 م]ـ
بابه مفتوح أمامك بالليل قبل النهار, وبالنهار قبل الليل يفرح لإقبالك عليه ,.
وقع سهوا
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 08:59 م]ـ
وقع سهوا
لا عليكم أستاذي
بارك الله فيكم
ـ[الكاتب الأول]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 10:57 م]ـ
لقد حان الوقت للرد على كل تلك المكالمات التي فاتت ... و نقف في وجه أي مشكلة اعترضت درب الحياة الطويل .... و الصبر هو مفتاح الفرج