17 - صيام يوم عاشوراء دليل على عظم كرم الله سبحانه، وأنه يعطي الجزاء الأوفى على العمل القليل، فتكفير سنة كاملة بصيام يوم واحد.
18 - صيام يوم عاشوراء دليل على إثبات النسخ في شريعة هذه الأمة المحمدية قبل وفاة النبي r، وذلك لأنه كان واجبًا ثم نسخ إلى الاستحباب.
19 - إثبات النسخ في صيام يوم عاشوراء أو غيره من الأحكام دليلٌ على حكمة الله I، وأنه –سبحانه- يمحو ما يشاء ويثبت، ويخلق ما يشاء ويختار.
20 - صيام يوم عاشوراء دليل على أن الشكر يكون بالفعل كما هو بالقول حتى عند الأمم السابقة، فقد صامه موسى u شكرًا لربه سبحانه، وهذا منهج الأنبياء كما فعل داود u وختامًا
بالنبي r في صلاته بالليل، فلما سُئل عنها قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" [5].
21 - من تأمل الأحاديث تبين له أنه لا ينكر على من تركه، فقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يترك صيامه، إلا إن وافق عادته في الصيام [6]. ومع ذلك لم ينكر عليه بقية الصحابة y.
22- صيام يوم عاشوراء تربية للناس على فتح باب المسابقة والتنافس في الخيرات، فقد دل النبي r على فضل عاشوراء، ثم ترك الأمر راجعًا إلى اختيار الشخص حتى يتبين
المسابق للخيرات مع غيره.
23 - صيام يوم عاشوراء تربية للناس على اختلاف الأفعال مع عدم إنكارهم على بعضهم البعض ما دام أن الأمر فيه مندوحة في الاختلاف؛ ولذلك كان بعض الصحابة يصومه والبعض لا
يصومه، ولم ينقل تخطئة بعضهم لبعض، أو اتهام بنقص الإيمان أو غيره.
24 - صيام يوم عاشوراء فيه سرعة الاستجابة لله ولرسوله r في الأوامر؛ فقد جاء في الصحيحين من حديث سلمة t أن النبي r بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء "أن من أكل
فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل". فاستجاب الناس لذلك، ولم يستفصلوا أو يناقشوا وبادروا للعمل، وعلى هذا يجب أن يكون سلوك المسلم في تطبيقه أوامر الله.
25 - كان الصحابة y يربون صبيانهم على صيامه، كما في حديث الربيع بنت معوذ -رضي الله عنها- قالت: "فكنا نصومه ونصوم صبياننا" [7].
26 - في تعويد الصحابة y صبيانهم على صيام يوم عاشوراء دليلٌ على أنه ينبغي إظهار بعض شعائر الدين في المجتمع حتى عند غير المكلفين؛ حتى يتربى لديهم الانتماء لهذا الدين
وأهله.
27 - التربية الجادة على التحمل والصبر؛ ولذلك كان الصحابة y يعودون صبيانهم على الصيام حتى قالت الربيع بنت معوذ رضي الله عنها: "فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه اللعبة
من العهن" [8].
28 - يوم عاشوراء دليل على قبول خبر أهل الكتاب ما لم ينفه شرعنا، ويدل على ذلك أن يوم عاشوراء يوم أنجى الله فيه موسى من الغرق إنما هو خبر أهل الكتاب، ويحتمل أن النبي r
أوحي إليه بصدقهم، وفي ذلك من العدل حتى مع الأعداء ما لا يخفى.
29 - نحن أحق بموسى u من أهل الكتاب الذين كذبوه من عدة أوجه:
1 - أننا صدقنا به وآمنا به ولو لم نره، بخلاف من كذبه من قومه.
2 - أنه دعا لتوحيد الله كما دعا إليه نبينا، بل لا يختلف عنه شيئا في هذه الجهة.
3 - أننا نشهد أنه بلغ دين الله وأدى حق الرسالة.
4 - أننا لا نؤذيه u بسب أو قدح، بخلاف من آذوا موسى u فبرأه الله مما قالوا.
5 - أننا نشهد أنه لو كان حيًّا زمن النبي r لما وسعه إلا اتباع النبي r.
6- أننا نؤمن بما جاء به u في باب العقيدة، ولو لم نقرأه أو نطلع عليه.
7 - أن نشهد أن كل من كان من أمته ولم يتبع النبي r أن موسى u منه براء.
8 - أن الذي جاء به النبي r، والذي جاء به موسى u يخرج من مشكاة واحدة، كما قال النجاشي [9].
هذه بعض الفوائد والوقفات، أسأل الله أن ينفعنا بها، وأن يتولانا بحفظه، وأن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه r.
1] متفق عليه.
[2] رواه مسلم.
[3] متفق عليه.
[4] متفق عليه.
[5] متفق عليه.
[6] رواه البخاري.
[7] متفق عليه.
[8] الحديث السابق نفسه.
[9] متفق عليه.
ـ[رحمة]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 09:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم
ـ[الكاتب الأول]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 10:06 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم
على المعنى الرائع و الكلمات البدائع
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 10:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 12:39 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا ... وجعله الله في موازين حسناتكم .... اللهم آمين
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 01:51 ص]ـ
جزاني وجزيتم كل الخير. بارك الله لكم أعماركم وتقبلكم في أهل السعاده
آمين
ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 02:41 ص]ـ
رواى الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال
"إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً"
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 11:00 ص]ـ
لا حرمنا الله واياك فضل أيام الله. تقبل تحياتي أخي الفاضل
¥