نجاحا مميزا فى ترسيخ حالة الانقسام والدفع بها الى مستوى لم يتوقعه أحد فلأول مرة فى تاريخ الصراع مع هذا العدو الصهيوني لم ينجح الدم فى تحقيق الوحدة وذلك من خلال نشر إشاعات واستخدام الحرب النفسية بأن هناك من سيستغل هذه الحالة لإثارة تصفيات فلسطينية داخلية , وبالرغم من الدم الذي سال ولم تميز طائرات العدو بين العائلات الفلسطينية ونال الجميع ما ناله من القتل والدمار إلا أن هذا لم يدفعنا للتوحد وتناسي الخلافات على عكس المراحل السابقة من عمر مواجهتنا للاحتلال وقد يكون هذا من أهم الأهداف التى حققها الاحتلال من عدوانه.
أما الأهداف التى لم يتمكن من تحقيقها فهي النيل من عزيمة شعبنا وإرادته ودفعه للاستسلام وإثارة الفوضى بين صفوفه , بل أبدى شعبنا بالرغم من فداحة المصاب قدرة هائلة مخزونة فى أعماقه على الصمود والتكيف مع الواقع الرهيب خلال الحرب وحدث التكافل الاجتماعي فى أبهى صوره وتنادى الجميع للمساهمة فى إيواء وعلاج المصابين والمرضى , ولم يحقق العدوان هدفه الأمني فى وقف إطلاق الصواريخ حتى أثناء العدوان – بالرغم من قلة عددها وتأثيرها – ولكنها كانت رسالة مهمة أن شعبنا قادر على فعل كل شيء يمكن فعله , وكذلك لم ينجح فى إخفاء حجم جرائمه التى ارتكبها , وتم فضحه فى كافة المحافل الدولية ولازالت هذه القضية تتفاعل – وستبقى كذلك – حتى يتم محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة , ولم تعد صورة الكيان الإسرائيلي حتى لدى حلفائه كما كانت قبل العدوان على غزة ولم يستطيعوا الدفاع عنه وأصبحت إسرائيل وحلفاؤها فى حالة من العزلة الدولية بعد أن فضحتهم أحداث العدوان على غزة.
وبعد مرور عام على قرار وقف العدوان العسكري المباشر على قطاع غزة نؤكد من جديد أن العدوان بصوره المختلفة لم يتوقف , ولا زلنا نكتشف بعض نتائج استخدام الكيان الإسرائيلي لأسلحة محرمة دوليا على أرضنا فى القطاع ولعل بعض التقارير التى تحدثت خلال الأيام القريبة الماضية حول رصد إشعاعات سامة تؤثر على صحة الإنسان الفلسطيني تنبعث من أماكن القصف لابد من معالجتها , وهذا يستدعي التوجه بنداء الى كافة المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الصلة للتحرك السريع لإنقاذ الأوضاع الصحية فى القطاع بعد الحديث عن ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان والتشوهات الخلقية للكثير من المواليد , ولازال الآلاف من السكان الذين تم قصف بيوتهم ينتظرون تنفيذ الوعود لإعادة إعمار بيوتهم وهؤلاء يعتبرون أن الحرب لم تتوقف حتى يتمكنوا من العودة الى بيوتهم وتعود حياتهم الى وضعها الطبيعي.
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 04:03 م]ـ
وبالرغم من حجم التداعيات والنتائج التى رافقت العدوان والتي تتطلب موقف فلسطيني موحد وقوي وصلب لمواجهة كافة احتياجات شعبنا وتضميد جراحه وتجاوز تلك المحنة الرهيبة التى تحتاج الى جهد وإمكانيات لن تتمكن جهة مهما بلغت تحملها وحدها إلا أن هذا للأسف حتى الآن وبعد مرور عام لم يحدث ما يتطلع إليه أهل الشهداء والجرحى الذين توقعوا أن يكون ذلك العدوان دافع قوي ومحرك رئيسي لتجاوز كافة الخلافات الداخلية والتوحد فى مواجهة العدوان وتأمين حاجة المواطن الفلسطيني ودعم مقومات صموده على الأرض لأن الكيان الإسرائيلي لن يكتفي بما ارتكب بل لازال يهدد ويتوعد ولازالت الأرضية والظروف تساعده بشن حرب جديدة على شعبنا وما يشجعه لذلك هو حالة الانقسام التى لازالت قائمة , ومن هنا فى هذه الذكرى يجب أن تتوجه الجهود من أجل تجاوز كافة الخلافات الباقية لتوقيع وثيقة المصالحة المصرية وإعادة الاعتبار لشعبنا واستعادة الثقة المفقودة , وتقديم المصلحة الوطنية العليا لأنها الباقية على المصلحة الحزبية الضيقة لأنها زائلة.
منقول
ـ[رحمة]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 04:06 م]ـ
الآن ذكرنا الأحداث بالرغم من عدم حاجتنا لذكرها فالجميع يعلمها
ما أريده منكم إخوتي أن لا تمروا من هنا لمجرد القراءة أو قول جزاك الله خيراً
أود أن يقول كل منا ما يريد قوله في هذا اليوم (فضلاً لا أمراً إخوتي الكرام)
و الله المستعان
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 04:10 م]ـ
قال ربي سبحانه (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)) الأنبياء
¥