تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقيل أن الرواية لا تَثبت لأنها تاريخ والتاريخ متضارب.

ويقال أن القول الراجح هو أنه:

ذهب أغلب المؤرخون أنّ الشعر أزدهر وكان في أوج تألقه في عهد عادٍ وثمود ولكنّ الله محاهم وأهلكهم ولم يصلنا شيءٌ من شعرهم ولكن وصلنا أن الشعر كان في عهدهم على أفضل حال ...

ويذهب أغلب المؤرخون والنقّاد إلى أنّ الشعر بدأ في العصر الجاهلي قبل بعثة النبي صلّى الله عليه وسلم بحاولي مئتي عام وكان على شكل أراجيز

أي أنّه على بحر (الرجز) العربي

وكان يشيع ذلك في سجع الكُهّان ولم تبلغ أبياتهم أكثر من عشرة أبيات

ولكن نشأة الشعر الحقيقي هي في عصر حرب البسوس حين قتل جسّاس كليبًا فتأججت نيران الغضب في نفس أخيه سالم (الزير) ونطق بأول قصيدة طويلة عدّها النقاد أول قصيدة جاهليّة وأوّل ما قِيل من الشعر والتي يقول في مطلعها:

أهاج قذاء عينيَ الادكارُ

هُدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ

وصار الليل مشتملاً علينا

كأن الليلَ ليس له نهارُ

وبتُّ أراقبُ الجوزاء حتى

تقارب من أوائلها انحدارُ

إلى آخر هذه الرائعة

وللفائدة:

توالى الشعر بعد ذلك وأتى شعراء المعلّقات المشهورين الذين سمَوا بالشعر ووضعوا أساسه وأفقَه واحترفوه ولم يبلغهم أحدٌ إلى الآن

بُعث المصطفى صلى الله عليه وسلم وأتهمه كفّار قريش بأنّه شاعر.

ونفى الله عزّ وجلّ عنه ذلك بقوله تعالى (وما علّمناه الشّعر)

إذًا هنا تعريف للشعر في هذه الآيه الكريمة بأنّه عِلم

وبأنه من الله عز وجل يهبه من يشاء.

فكلمة علّمناه تقتضي أنّه علم ومَلكة يؤتيها الله من يشاء

وفي هذا إشارة إلى أنّ الشعر- مطلقًا- لا علاقة له بالجنّ

وما يشيع في ذلك هو من ردة فعل العامّة تجاه إمر يعجزون عنه فيحيلون ذلك إلى من لديه قدرة خارقة وهم الجنّ.

وما يشيعُ بين النّاس من أنّه كان لكل شاعر تابع فهذا خرافة وليس له أصل

فهناك من يقول أنّ لإمري القيس تابع يُسمّى (لافظ بن لاحظ) تابع أي: شيطان أو جنّي

ولعبيد بن الأبرص تابع يسمّى (هاذر بن ماهر)

وللنابغة الذبياني تابع يسمّى (مدرك بن واغم)

فهذا محضُ خرافة وأساطير ابتدعها من هم في عصرهم وأوكلوا ذلك الأمر إلى وادٍ اسمه وادي عبقر

والحقيقة أنّه لا يوجد هناك أصلٌ لهذا الوادي إنّما هو مجازي في عقول من ابتدعه ومن أتى بعدهم جعلوه حقيقة.

لقد كان كبار الصحابة رضوان الله عليهم من الشعراء ويقرضون الشعر

فكان أبو بكرٍ شاعرًا، وعبدالله بن رواحة شاعرًا، وعمرو بن العاص شاعرًا

وكان من أعلام المسلمين وفقهائهم شعراء مثل الشافعي رحمة الله عليه،

فهؤلاء أشخاص محفوفون بالطاعات وبذكر الله فهل للشيطاين أو للجن عليهم سلطان؟

هم شعراء بأمر الله وقد وهبهم الله ذلك، لكن قد يكون هناك إنسان به مسّ من الجنّ وفوق ذلك يكون شاعرًا بأمر الله فيرى النّاس أن الجنّ هو من علّمه الشعر ....

نأتي الآن للنوابغ من الشعراء وتقريبًا أشهرهم ذاك الذي كان يُنصب له خيمةً أو قبّةً حمراء ويحكّم بين الشعراء وهو النابغة الذبياني

فقد كان من أشعر الناس وكان هو الناقد والمحكّ الأساسي للشعر آنذاك.

سمّي النابغة لأنّه نبغ وأصبح شاعرًا بعد سنّ الأربعين فلم يكن يقرض الشعر قبل ذلك إنما نبغ وأوتي هذا العلم بأمر الله.

هناك أيضًا النابغة الجعدي الذي دعى له الرسول صلى الله عليه وسلم وكان أيضًا نابغَا في الشعر بعد عمر طويل ولم يكن شاعرًا من بدايته بعكس طرفةَ بن العبد الذي كان يقرض الشعر منذ نعومة أظفاره

نأتي إلى كيف أصبح هؤلاء وغيرهم شعراء ..

كان النابغة الذبياني يحفظ الكثير من الشعر ويردّده وكان يميل إلى سماعه من غيره وبذلك تولّدت عنده موهبة الشعر وأصبح شاعرًا

الزير سالم لم يكن يقرض الشعر ولكن الموقف العصيب الذي مر عليه من قتل أخيه كليب جعل موهبة الشعر تتفجّر لديه وهذا أكبر المؤثرات

فقد يمر على الإنسان حالة نفسية عصيبة ويتفجّر منها إبداع إما بكتابة أو بشعر وهذا هو الأفضل دائمًا في عصرنا الحاضر.

ويُروى أنّ الشاعر العباسي الكبير أبو نوّاس ذهب لأبي العلاء المعرّي فقال له:

يا أبا العلاء إنني أريد أن يكون لي شأن وأريد أن أصبح شاعرًا فكيف السبيل إلى ذلك.

فقال أبا العلاء: احفظ الكثير من الشعر.

يقول أبا نوّاس: فعكفت على الشعر أحفظه حتى حفظت آلاف الأبيات منه حتى تفجّرت عندي موهبة الشعر؛ وأصبح ابا نوّاس من رموز الشعر العربي المجدّدين.

وقد يكون الشعر أمرًا وراثيًا وليس هذا حتميًا ولكنّه غالب الأحيان يكون كذلك كما هو الحال بالنسبة للمرقّش وغيره ممن ورثوا الشعر من آبائهم أو أجدادهم أو أخوالهم.

منقول للاستفادة والمعرفة والله أعلم بالصواب، مجرد محاولة.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[14 - 02 - 2010, 03:43 م]ـ

تحيتي أخي عز الدين

تحيتي لكم جميعا

من أول من بدأ قولَ ووزنَ الشعر عند العرب؟؟

أول من قال شعرا أو كلاماً موزن هو: (يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح صلوات الله عليه)

أو: (جرهم بن قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح صلوات الله عليه) ..

مغوغل

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير