إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بكلية اللغة العربية وهي تقيم فعاليات ثقافية وعلمية وأدبية لطلابها بالتزامن مع ذلك اليوم العالمي لهي تؤدي واجبا شرعيا، فاللغة العربية هي وعاء هذا الدين من الكتاب الكريم والسنة المطهرة، وما جاء في تراث هذه الأمة الخالدة على مدار التاريخ المجيد من روائع النظم، وجميل البيان، أيصح بعد هذا أن نتخلى عن هذه اللغة الحاملة لهذا الرصيد الهائل من البيان والجمال والكمال!!؟
والجامعة وهي تهتم باللغة العربية تدريسا وتعليما وتشجيعا إنما تتمثل التوجيهات السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني وفقهم الله تعالى؛ الذين يصدرون أوامرهم الكريمة بالاهتمام باللغة العربية والتزامها في المخاطبات الرسمية، والاجتماعات الثقافية، وفي وسائل الإعلام بشتى أنواعها: المقروءة والمسموعة والمرئية، بل إن بعضها نص على التحذير من تفشي اللحن ومن الأساليب غير الصحيحة في بعض المكاتبات الرسمية.
ومن هنا فيجب على جميع القطاعات العامة والخاصة وجميع وسائل الإعلام أن تلتزم بهذه التوجيهات، وتجعلها في مقام التنفيذ، ولا مجال للتساهل في ذلك، أو التلكؤ في تنفيذه وكل عام ولغة الضاد بحماية الرحمن، ثم رعاية أبنائها المخلصين.
وأكد الدكتور محمد بن سليمان القسومي رئيس قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الاحتفاء باللغة العربية والتذكير بفضلها لا يمكن أن يكون في يوم واحدٍ فقط، بل يجب علينا أبناء هذه اللغة أن نحتفي بها على الدوام كيف لا وهي لغة القرآن الكريم التي أودعها الباري عز وجل معجزاته، مشيراً إلى أن تخصيص الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر 2010م الموافق 13محرم 1432هـ للاحتفاء بالعربية هو اعتراف بفضلها ومكانتها وأهميتها، فهي بادرة إيجابية من قبل هيئة الأمم ستعطي ثمارها في المستقبل القريب إن شاء الله.
كما نوه الأستاذ الدكتور خالد بن محمد الجديع أستاذ اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأهمية هذه المناسبة بقوله: إن تخصيص اليونسكو يوما للاحتفاء باللغة العربية ينبغي ألا يمر دون وقفة تأمل لواقعنا اللغوي الذي نعيشه، هذا الواقع الذي نشهد فيه تراجعا - لا نستطيع إنكاره - على مستوى المفردة العربية، فكثير من مثقفينا - مع بالغ الأسف - فهموا أن الانفتاح على الآخر واكتساب لغة جديدة يعني ذوبان اللغة الأم فصاروا يتبارون في التحاذق بإدخال عبارات أجنبية أثناء حديثهم في إشارة مبطنة إلى أن عربيتنا غير قادرة على حمل الأفكار وعلى التعبير عن المفاهيم.
ومع أننا لا ننكر وجود هزيمة خارجية تعرضت لها لغتنا، ذلك أن كوكبة من اللغات الأخرى أضحت هي لغة الثقافة والمعرفة والتقنيات الحديثة، لكن أخطر من يواجه المثقف العربي هو الهزيمة الداخلية، فانتماؤه اللغوي منتهك، وهو بسبب ذلك يبدو مستلبا تماما أمام لغات أخرى يراها أكثر بريقا.
على أن الاعتزاز بالعربية لا ينبغي أن يكون هو المناص الوحيد، لأنه لن يقود في النهاية إلى عبارات جوفاء ستسهم في حراسة نسق التخلف والتراجع الذي نعيشه، ومن هنا فإن علينا أن نضم إلى هذا الجناح جهودا علمية رصينة تمثل الجناح الآخر الذي سنستطيع به التحليق إلى آفاق العالمية.
من جهة أخرى أوضح الدكتور صالح بن عبدالعزيز المحمود وكيل قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن تخصيص الأمم المتحدة يوم 18ديسمبر2010م الموافق 13محرم 1432هـ من كل عام يوماً للاحتفاء باللغة العربية خطوة إيجابية وفعالة في سبيل تنشيط التواصل الثقافي بين الأمم والمجتمعات وفي التعريف أيضاً بالثقافة العربية والإسلامية، مشيراً إلى ما في ذلك من ترويج للمساواة في استخدام لغات العالم الست الرسمية في الأمم المتحدة، داعياً أبناء هذه اللغة إلى تفعيل هذه المبادرة لتكون على الدوام وطوال العام حافزاً للاحتفاء بالعربية وبالتعريف بمكانتها.
كما أشار الدكتور عبدالله الحيدري الأستاذ المشارك بكلية اللغة العربية إلى هذه المناسبة بقوله: تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً عزم الأمم المتحدة تخصيص يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للغة العربية؛ نظراً للأعداد الكبيرة من الناطقين بها؛ ولكونها من اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
¥