تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن عمرو بن عبسة السلمي (قال: سمعت رسول الله (يقول: «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يَقُرِّبُ وُضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ. ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ الله إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ. ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ. ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ. ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ. فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى?، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى? عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لله، إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» رواه مسلم. (12)

وفي «الصحيحين»: «مَنْ صامَ رَمَضانَ إيماناً، واحْتِساباً، غُفِرَ لهُ ما تَقدَّم مِنْ دَنْبه»، (13) وفي رواية: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، (14) وفي رواية: «من قام ليلة القدر». (15)

وسئل (عن صوم يوم عرفة فقال: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ». وسئل (عن صيام يوم عاشوراء فقال: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيةَ». (16)

والأدلة في هذا كثيرة من القرآن والسنة، وهذا أمر معلوم لدى كل مسلم، فعلى كل أحد أن يكثر من الأعمال الصالحة قولية كانت أم فعلية.

رابعاً: اجتناب السيئات والذنوب:

قال تعالى: وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ [النجم: 31 - 32].

وقال تعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً [النساء: 31].

فهذا وعد من الله لعباده أنهم إذا اجتنبوا كبائر المنهيات غفر لهم جميع الذنوب والسيئات، وأدخلهم مُدخلاً كريماً ـ كثير الخير ـ وهي الجنة المشتملة على ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

ويدخل في اجتناب الكبائر: فعل الفرائض التي يكون تاركها مرتكباً للكبائر، كما أخرج الإمام مسلم في «صحيحه» من حديث أبي هريرة (قال: قال النبي (: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ. وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ. وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ. مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ. إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ». (17)، فاجتناب السيئات والذنوب بشتى أنواعها سبب لغفران الذنوب.

خامساً: الإحسان إلى الناس وكف الأذى عنهم:

قال تعالى: وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 22].

سبب نزول هذه الآية أن أبا بكر (كان يتصدق على مسطح بن أثاثة, فعندما حصل منه ما حصل تجاه عائشة رضي الله عنها امتنع من الإحسان إليه، فنزلت هذه الآية الكريمة، كما في «الصحيحين» من حديث عائشة رضي الله عنها. (18)

وعن أبي هريرة (عن النبي (قال: «بينما رجل يمشى بطريق ـ وفي رواية امرأة بغياً ـ أشتد عليه العطش فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له» قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في هذه البهائم لأجر. فقال: «في كل كبد رطبة أجر». رواه البخاري. (19)

فغفر لهذه المرأة بسبب إحسانها لهذا الكلب، فكيف بمن يحسن إلى الناس، ويسعى إلى تفريج كربهم؟!

وعن حذيفة بن اليمان (قال: سمعت رسول الله (يقول: «ماتَ رجُلٌ، فقيلَ لهُ: ما كنتَ تقولُ؟ قال: كنتُ أُبايِعُ الناسَ، فأتجوّزُ عنِ الموسِرِ وأُخَفّفُ عنِ المُعسِرِ. فغُفِرَ لهُ». رواه البخاري (20)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير