تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول جل وعلا: {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم، صراط الله} [الشورى52 - 53]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي) [صححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2934 المجلد3 - 4) ويقول: (أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، و شر الأمور محدثاتها) [صحيح الجامع برقم (1365) المجلد 1 - 2]، ويقول أيضا: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) [صحيح الجامع برقم (6274) المجلد5 - 6].

3 - القدوة: إن كلامك لن يكون مقبولا إلا إذا صدَّق فعلُك قولَك، يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} [الصف 2]، ويقول سبحانه على لسان شعيب عليه السلام {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} [هود 88]، ويقول أيضا: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.

وتقول عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم: (كان خلقه القرآن) [صحيح الجامع برقم4687 المجلد3 - 4].

فلقد كان صلوات ربي وسلامه عليه يدعو الناس للعمل بالقرآن وكان هو أول من يتخلق بأخلاق القرآن، فهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الدعاة المخلصون.

4 - وضوح اللغة: يجب أن يكون الإلقاء باللغة التي تناسب المستمعين فبالنسبة لنا نحن العرب يجب أن يكون إلقاؤنا باللغة العربية الفصحى، مع ضرورة تجنب اللهجات الدارجة إلا في أضيق الحدود. يقول الله تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} [يوسف2]، ويقول: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين} [الشعراء195]، ويقول جل من قائل: {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته} [فصلت 44]. إن مراعاة النطق السليم وقواعد اللغة له أكبر الأثر في تقبل الجمهور لما يلقى إليهم. كما أن استخدام المحسنات البديعية دون ما مبالغة يضفي على الإلقاء جمالا وقبولا لدى المستمعين.

5 - التوقيت المناسب: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا) [البخاري فتح الباري المجلد الأول كتاب العلم رقم الحديث 68]، أي كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، كما نقله ابن حجر رحمه الله في الفتح عن الخطابي. فهذا يتضمن اختيار الوقت المناسب للمحاضرة ابتداءً، كما يتضمن عدم الإكثار في عدد مرات الإلقاء ومراعاة الفارق الزمني بين كل محاضرة وأخرى.

أما بالنسبة لطول المحاضرة فهو أمر في منتهى الأهمية، حيث ينبغي مراعاة الحال سواء بالنسبة لنوعية الإلقاء أو نوعية المكان أو نوعية المستمعين. وعلى كل حال فإن الأصل هو عدم الإطالة والالتزام بوقت محدد مما يضمن عدم تسرب الملل إلى المستمعين. ولعل المتخصصين في مجال التربية والتعليم يحبذون أن لا تطول المحاضرة أو الدرس أكثر من (45) دقيقة.

6 - الوسائل المناسبة: السبورة - الشفافيات - الشرائح - الفيديو - الكمبيوتر ... الخ، مما يساعد على توضيح المعاني، ويؤدي إلى جذب انتباه المستمعين.

ولعل لاستخدام هذه الوسائل التعليمية أصلا في الشريعة حيث ثبت في صحيح البخاري (أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خُطُطاً صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال: (هذا الإنسان؛ وهذا أجله محيط به - أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخُطُط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وان أخطأه هذا نهشه هذا) [رواه البخاري فتح الباري المجلد الحادي عشر برقم6417].

7 - تنويع الأساليب: كالتقرير والاستفهام والتعجب وكضرب الأمثال وقص القصص وغيرها مما يكثر استعماله في القرآن والسنة المطهرة. كما أن من أعظم الأساليب المؤثرة في المستمعين هو الاستدلال على أقوالك بنصوص القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

8 - مراعاة حاجة المستمعين للموضوع:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير