تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يشير محمد مفتاح إلى أن خصائص الخطاب تعترضه عدة إشكالات، منها إشكال التفرقة بين الخطاب والنص والمتن، ومنها إشكال التمييز بين أجناس الخطاب وأنواعه واصنافه، ومنها إشكال الخصائص المحاثية والخصائص المشيدة، ومنها إشكال استجابة القارئ للبنيات النصية وكذا اختلاف القراءات والتأويلات، وكل هذا شغل بال المهتمين بنظرية الأدب ونظريات القراءة.

وسيقتصر المؤلف عل الوقوف عند إشكال مداره، دفع الأغلوطة الأنطلوجية والأغلوطة التشييدية المتطرفة، والخطوات في طريق حله هو تفاعل النص والقارئ، وإلقاء الضوء على بعض خصائص الخطاب متبعا الخطوات التالية: تحديدات واستراتيجيات وتنويعات وماهيات ورهانات، فبالنسبة للتحديدات يتوقف مفتاح عند التعريف اللغوي والخطاب لينتقل إلى المعنى الاصطلاحي حيث يخلص إلى أن الخطاب يشمل النص عند الأصوليين، فالخطاب أعم من النصن أما اقتراحه لتعريف النص والخطاب فيعتبر النص عبارة عن وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة، وأن الخطاب عبارة عن وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة منسجمة.

وبخصوص الاستراتيجيات، فعلى أساس التعريفين السابقين أي الاكتفاء بتحليل بنية الخطاب او الجمع بين تحليل البنية والوظيفة، أنجزت مقاربات عديدة، منها الاستراتيجية الفرنسية والاستراتيجية الإنجليزية الألمانية، فالأولى تشمل تحليل الخطاب بالمنهاجية الكريماهية ومن خصائصها: السردية والدينامية والانغلاقية أو الدورية وانسجام الخطاب. كما تشمل منهاجية تحليل الخطاب السياسي ثم تفاعل المنهاجيتين. أما الاستراتيجية الثانية (الإنجليزية الألمانية) فسعت إلى وصف ترابط الخطاب مهما كان جنسه واسترساله وعلائقه الدلالية ونمو موضوعاته وخاصائه، ويمثل "سيغفريد شميت" أحد رواد هذه المدرسة الذي اعتمد على نظريات رياضية وفلسفية واجتماعية ولسانية وجمالية، دون أن ننسى أعمال كل من "ياوس" وإيزر" حيث دعي نموذجهما ب"النموذج النسقي" الذي ينطلق من افتراضين حول التماسك:

أ-التماسك يعبر عنه خلال تنظيم طبقي للغة.

ب-التماسك النصي جزء من المكون النصي للنسق الدلالي.

كما اعتمدت هذه المدرسة على نموذج الذكاء الاصطناعي، على أن أهم ما ركز عليه هذا الاتجاه في التحليل هو الاستدلال والاستنباط.

وفي هذا الصدد يقترح مفتاح استراتيجية تسعى لدفع أغلوطين: أغلوطة أنطولوجية تجعل اللغة نفسها تحتوي بالضرورة على خصائص معينة، وأغلوطة تشييدية متطرفة.

-بعض خصائص الخطاب:

1 - تداخل الخطاب:

حيث يقترح مفتاح التعريف التالي:"وجود علاقي خارجي بين أنواع من الخطاب وداخلي بين مستويات اللغة، وتتراوح درجة العلاقة من (1) إلى عدد ما. والوجود العلاقي قد يكون إيجابا وقد يكون سلبا".

2 - التنسيق:

ويقدم تعريف شميت للنسق:"نسمي شيئا ما نسقا حينما نريد أن نعبر عن أن الشيء يدرك باعتباره مكونا من مجموعة من العناصر أو مجموعة من الأجزاء يترابط بعضها بعض حسب مبدأ مميز"

3 - الإضمار:

إن اللغة الطبيعية تضمر اكثر مما تعبر وتلبس أكثر مما توضح وتقتطع أكثر مما تستوفي، وجاء ذلك من خلال تلك البياضات وفراغات النص.

4 - الدينامية:

إذا كان النسق منغلقا من حيث عدد عناصره المحدودة، فإنه دينامي من حيث الانطلاق من بنية ثابتة لتحقيق بنيات صغرى، وهي من بنات البنية الوالدة، وهو دينامي أيضا من حيث إنه يمكن بناء بنية مجردة من عنصر واحد أو عنصرين أساسيين.

5 - خصيصة الخصائص: تعدد القيم:

حيث اختلاف قراءات الفرد الواحد، أو قراءة مجموعة أفراد عن مجموعة أفراد آخرين، ولكنهم مهما اختلفوا فإن ما يجمعهم هو المواضعة الجمالية.

6 - الوظيفية:

إن من يتتبع تأريخ الأدب العالمي والعربي يجد وظائف متعددة أسندت للخطاب الأدبي عبر العصور المختلفة حسب تعالقات الخطاب الأدبي بانواع الأنساق الأخرى.

ويختتم محمد مفتاح هذا الفصل برهانات حيث يشير إلى أن عملية القراءة والتأويل ليست واحدة موحدة، فقد تثوي وراء كل قراءة وكل تأويل استراتيجية معينة وغايات مقصودة وقد حاولت الاستراتيجية المقترحة أن تستثمر بعض مفاهيم القراءة الطبيعية والقراءة الاصطناعية فركزت على نسقية الخطاب بما يعنيه من انغلاق وانفتاح، كما اعتمدت على مفاهيم بيولوجية وفيزيائية وجمالية.

الفصل الثاني: الانتظام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير