وهذا البيت أيضا لذلك الزاعم أن الشعر فيه غرائز:
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
أرجو ألا تتركوا فيه ظاهرا أو باطنا من القبح والضعف والتخبط إلا كشفتم عنه.
ولمزيد من البيان، هذان بيتان من نفس قصيدة البيت أعلاه، يكشفان شيئا من نفسية شاعر الغريزة!!، الشاك الحيران:
إن كانَ ثم إلهٌ نحنُ صورتُه * فليرفقنَّ بأهلِ البؤس والجلدِ
للطيرِ حَبٌّ وأوكارٌ وأفرخةٌ * أليسَ للمرءِ ما للطائر الغرد
بورك فيكم.
ـ[سادين]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 07:47 م]ـ
لعمرُك إن الشعرَ فيَّ غريزةٌ * وما شعرُ غيري من نتاجِ الغرائز
لا أدري أين كانت غريزة (والغريزة: الطبع والخلق) هذا الشاعر وهو يقول هذا البيت، فقد جمع ركاكة المعنى وثقل الكلمات (فيَّ، غريزة، نتاج، غرائز)، وثقلا في المعنى (إن الشعر في ... وما شعر غيري)، وأضاف إلى ذلك تكرارا في الألفاظ والمعاني، كأنه لما قاله تجلى له في خياله شعرُ غيره، وشعر غيره الذي تجلى له في خياله لا وجود له إلا في عقله، فهو يتجول فيه كيف يشاء ويحكم فيه بما يشاء، وهذا كما ذكرت الأستاذة أم سارة،
ثم لا يكتفي بذلك، فيؤكد هذا الثقل والتكرار والسماجة بالقسم (لعمرك إن)، كأنه يقول، والله إن غيري لا يحسن أن يقول مثل هذا الشعر السمج الذي هو من أخلاقي وطبائعي، وهذا نقد لاذع لنفسه كما ذكر الأستاذ الباز.
شكر الله لكم أيها الأحبة، وإلى بيت جديد.
:
اسمحوا لي أن أشارككم
:
في البداية أنا لست بناقدة متخصصة وهذه رؤية شخصية وتحليلكم السابق أدهشني لما فيه من تقصي كل كلمة ومحاولة البناء عليها ومعرفة المعني العام ولكني استشعر أن هناك معني آخر ..... لم أقرأ هنا شاعرا ينقد نفسه بقدر ما قرأت شاعرا يصف أن الشعر لديه كالغريزة والغريزة لها معني إيجابي كما أن لها وجه سلبي فاعتقد أنه لم يقصد أنه رجل يتحدث بغرائزه وإنما شاعر فطر علي الشعر حتي وكأنه يقوله بالسليقة والفطرة دون عناء وهذا هو الفارق بين ما هو موهوب به وما هو معني به كمهنة وحرفة لا موهبة ولا سليقة فيها .. هو رأي خاص بي مع العلم إني لم الجأ لمصدر قديم ولعل أحد الأعضاء يستطيع إفادتنا عن مصدر تلك القصيدة في الكتب النقدية الجامعة مثل الأغاني وغيرها ودمتم سالمين
ـ[أبومصعب]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 08:29 م]ـ
:
اسمحوا لي أن أشارككم
:
في البداية أنا لست بناقدة متخصصة وهذه رؤية شخصية وتحليلكم السابق أدهشني لما فيه من تقصي كل كلمة ومحاولة البناء عليها ومعرفة المعني العام ولكني استشعر أن هناك معني آخر ..... لم أقرأ هنا شاعرا ينقد نفسه بقدر ما قرأت شاعرا يصف أن الشعر لديه كالغريزة والغريزة لها معني إيجابي كما أن لها وجها سلبيا فاعتقد أنه لم يقصد أنه رجل يتحدث بغرائزه وإنما شاعر فطر علي الشعر حتي وكأنه يقوله بالسليقة والفطرة دون عناء وهذا هو الفارق بين ما هو موهوب به وما هو معني به كمهنة وحرفة لا موهبة ولا سليقة فيها .. هو رأي خاص بي مع العلم إني لم الجأ لمصدر قديم ولعل أحد الأعضاء يستطيع إفادتنا عن مصدر تلك القصيدة في الكتب النقدية الجامعة مثل الأغاني وغيرها ودمتم سالمين
مرحبا بالأستاذة سادين، وبارك الله فيك على مشاركتك القيمة،
كان ذلك هو المعنى الذي يطمح أن يصل إليه، لكن حالت دونه الركاكة والإطناب والثقل، فهو يقول (ما الشعر فيّ)، كم هي ثقيلة كلمة (فيّ) على السمع، ثم يتبعها بقوله الثقيل أيضا: (إلا غريزة)، وهو لا يقنعُ بهذا ويقف عنده، بل يضيق به اللفظ، ويضطره التعبير حتى ألجأه إلى عموم كان في غنى عنه، (خاصة عند قوله لهذا البيت السمج)، فيقول: (وما شعر غيري من نتاج الغرائز) فهذا عموم في غير محله، أدخل فيه شعر فحول الشعراء، وقد كان يغنيه عن ذلك كله أسلوب القصر والحصر، فيقول (ما شعرُ الغريزة إلا في): مثلا، على ثقل فيه أيضا، أو (شعر غيري ليس غريزةً)، دون اللجوء إلى تكرار المعنى وإعادة اللفظ،
ولما كان العيب في شعره، -وفي هذا البيت بالخصوص-، لا في شعر غيره، كان ذمه لشعر غيره ذمًا له، وهو يقسم على ذم شعره -كما تقرر- ويؤكده فيقول: (لعمرك إن الشعر).
نفع الله بك، وكلنا هنا نحاول ...
ـ[سادين]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 08:34 م]ـ
شكرا لردك الوافي ومعذرة علي الأخطاء التي وردت في الفقرة ... تحياتي
ـ[أبومصعب]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:42 ص]ـ
شكر الله لك وبارك فيك أستاذة سادين، ولا داعي للاعتذار فكلنا نخطئ ...
وإلى البيت الجديد:
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
يقول: إنه لما بدأ يبحث عن المجد ويسعى أن يجِده، عاكسه الدهر فرده إلى المكان الذي ابتدأ منه، فأبصره العدو في هذه الحال، فقال عنه: هو غير مجتهد.
ما رأيكم؟
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 02:22 ص]ـ
شكر الله لك وبارك فيك أستاذة سادين، ولا داعي للاعتذار فكلنا نخطئ ...
وإلى البيت الجديد:
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
يقول: إنه لما بدأ يبحث عن المجد ويسعى أن يجِده، عاكسه الدهر فرده إلى المكان الذي ابتدأ منه، فأبصره العدو في هذه الحال، فقال عنه: هو غير مجتهد.
ما رأيكم؟
هذا شاعر متكلف و في رأيي أنه أراد تقليد قول أبي فراس:
و ما الذنب إلا العجز يركبه الفتى = و ما ذنبه إن حاربته المطالب
ففضح نفسه
لكن مع ذلك له حق الاجتهاد في تكلفه:)
شكرا لك أخي أبو مصعب
¥