ـ[أبومصعب]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:08 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الأستاذ الباز وبارك فيك ونفع بك، و أضحك سنك
وقد أحسنت أيما إحسان بوصفه بما يستحقه من التكلف، وقد أجاد من قبل بوصف نفسه بشاعر الغرائز، أليس أصدق الوصف ما وصف الإنسان به نفسه؟، فهو الذي يعرف قدرها ومكانتها وظاهرها وباطنها، وقد أخبرنا، فقال: - ونحن لا نشك في صدقه - "وما الشعر فيّ إلا غريزة"، وهو شاعر، والشعر فيه غريزة، وشعر غيره ليس من نتاج الغرائز، أما هو فشاعر، والشعر فيه غريزة، وهو شاعر الغرائز ...
ولي عودة إن شاء الله.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:08 ص]ـ
هذا شاعر متكلف و في رأيي أنه أراد تقليد قول أبي فراس:
و ما الذنب إلا العجز يركبه الفتى = و ما ذنبه إن حاربته المطالب
ففضح نفسه
لكن مع ذلك له حق الاجتهاد في تكلفه:)
شكرا لك أخي أبو مصعب
وما قولك أخي الباز في بيت محمود سامي البارودي:
عَلَيَّ طِلابُ الْعِزِّ مِنْ مُسْتَقَرِّهِ = وَلا ذَنْبَ لِي إِنْ عَارَضَتْنِي الْمَقَادِرُ
وما قولك في بيت ابن عنين:
مِكَرّ مِفَرّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً = كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:28 ص]ـ
وما قولك أخي الباز في بيت محمود سامي البارودي:
عَلَيَّ طِلابُ الْعِزِّ مِنْ مُسْتَقَرِّهِ = وَلا ذَنْبَ لِي إِنْ عَارَضَتْنِي الْمَقَادِرُ
لا أرى إلا أن محمود سامي البارودي أخذه من قول أبي فراس:
عَلَيَّ طِلابُ المَجدِ مِن مُستَقِرِّهِ=و لا ذَنبَ لي إِنْ حارَبَتْني المَطالِبُ
فما رأيك أنت؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 03:30 ص]ـ
أما ابن عنين فلا يهمني أمره لأني لا أعرفه أصلا
و ما أراه إلا سطا على قول امرئ القيس
ـ[أبومصعب]ــــــــ[14 - 12 - 2008, 07:17 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الأستاذ الباز وبارك فيك ونفع بك، و أضحك سنك
وقد أحسنت أيما إحسان بوصفه بما يستحقه من التكلف، وقد أجاد من قبل بوصف نفسه بشاعر الغرائز، أليس أصدق الوصف ما وصف الإنسان به نفسه؟، فهو الذي يعرف قدرها ومكانتها وظاهرها وباطنها، وقد أخبرنا، فقال: - ونحن لا نشك في صدقه - "وما الشعر فيّ إلا غريزة"، وهو شاعر، والشعر فيه غريزة، وشعر غيره ليس من نتاج الغرائز، أما هو فشاعر، والشعر فيه غريزة، وهو شاعر الغرائز ...
ولي عودة إن شاء الله.
وهذا تمام ما وعدت به
الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني * فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد
يقول: إنه لما بدأ يبحث عن المجد ويسعى أن يجِده، عاكسه الدهر فرده إلى المكان الذي ابتدأ منه، فأبصره العدو في هذه الحال، فقال عنه: هو غير مجتهد
لا أريد أن أتعرض إلى الدهر والتعريض به، فالنهي عن سبه وتحريم ذلك معلوم لدى كل مسلم، وحسب المسلم ما جاء في سبه من التحريم، وأن الساب مقترف لذنب كبير، ففي صحيح مسلم عنْ أَبِي هرَيْرةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ، فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ"، وفيه عنه رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رَسُول اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: يَسُبّ ابْنُ آدَمَ الدّهْرَ، وأَنَا الدّهْرُ، بِيَدِيَ اللّيْلُ وَالنّهَارُ". وفيه وفي صحيح البخاري، واللفظ لمسلم عنه رضي الله عنه، قال: قَال رَسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدّهْرِ _فَلاَ يَقُولَنّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدّهْرِ_ فَإِنّي أَنَا الدّهْرُ، أُقَلّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا".
فالأولى بالمسلم أن يأتمر بأوامر الله ورسوله وينتهي عما نهى الله عنه ورسوله، ولا يغرن أحدا كثرة ما أتى من ذلك في الشعر فإن الوعيد عام لكل ساب ما لم يتب، ومع كثرة ذلك في الشعر لم يأت أحد بمثل ما جادت به قريحة هذا الشاعر الطالب للمجد، وصدق الشاعر: إني وإن كنت الأخير زمانه * لآت بما لم تأت به الأوائل
قال: " الدّهرُ لما طلبتُ المجدَ عاكَسني "، فالدهر المتهم الوحيد عنده في كل ما حصل وما سيحصل له، نعم الدهر، ففي الوقت الذي بدأ يبحث فيه عن المجد عاكسه الدهر فأعاده الدهر!! من حيث بدأ، والمسكين ما يزال في بداية بحثه عن المجد يطلبه، لكن الدهر علمَ طلبه فعاكسه قبل أن يدرك مراده وهو بداية البحث، فإذا كان في بداية بحث عن المجد وهو لم يتحرك من مكانه بعد، والدهر عاكسه من بداية أمره، فواضح أن هذا لم يكن غير مجرد حلم و تفكير، لم يشرع في تنفيذه بعد، فكرَ بأن يطلب المجد فإذا بالدهر يعاكسه في تفكيره، فيالها من نفسية محبطة متواكلة فاشلة، تلقي بالتهم على غيرها، وترمي بها بعيدا، وتتخيل أعداء وأوهاما تلقي عليهم اللوم وتنسب إليهم الفشل و الإحباط ...
فقالَ عني عدوّي غير مُجتهد: هو هنا بالخيار، فإما أنه يتوهم عدوا آخر، يرصد حركاته وسكناته ومحاولاته الفاشلة ويسمع منه أشياء لم يقلها قط (غير مجتهد)، وكل ذلك من خيال الشاعر وأوهامه، كما تبين من الشطر الأول، وإما أن يكون هذا العدو حقيقيا، لكن الشاعر المسكين ينتظر إشفاق عدوه عليه وعطفه، وأن يقول له: أنت مجتهد، أنت مُمّجد، وهذه من عجائب العجائب، فمتى كان العدو مصدر تقويم لعدوه، ومتى كان قول العدو معتدًا به وهو عدو، وإنَّ هذا الذي يقول لإنسان فاشل محبط "أنت غير مجتهد" لأقرب للصديق منه إلى العدو، حين يقول لشاعر الغرائز وهو في بداية الطلب يحيط به من الإحباط والفشل ما عجز لسانه أن يخفيه حتى عن أعدائه: "أنت غير مجتهد" أليست هذه نصيحة ذهبية لا تكون إلا من صديق حميم؟، سلمنا بأنه عدو حقيقي، فلماذا يريد أن يظهره في صورة الصديق الحميم؟، ولماذا لما كان الدهر عدوا وهميا ألبسه كل التهم والجنايات "عاكسني"؟ ولما كان العدو حقيقيا ألبسه ثوب الواعظ الناصح الأمين "أنت غير مجتهد"؟
وإلى بيت جديد إن شاء الله ...
¥