فالهمُّ ما غارت عليَّ فلولُهُ
أنَّى , وقلبي كانَ أزهرَ أنورا
وهنا براعة انتقاء اللفظ التي وفرها مخزون وافر من الألفاظ وخبرة قوية في الاشتقاق إن صدق ظني في اشتقاقك أنور من النوار
أوَّاهُ يا زمنَ الطُّفولةِ كيفَ لي
بسويعةٍ فيها أزورُكَ مُسفِرا
أحيي بهاِ جدثَ السعادةِ بعدما
أضحى رميماً كي يعادَ ويُنشَرا
وأخُطُّ للأيَّامِ أجملَ قصَّةٍ
كانت لها صفحاتُ وجهِكَ دفتَرا
سأرقص هنا!!
فثم الشعر ورب الكعبة سهل ممتع ومأخذ ممتنع
كم قد تَلتكَ من السُّنونِ نظائرٌ
في كُلها كَلُّ الحياةِ تَسمَّرا
سنةٌ إلى أخرى تَقاذَفُني , ولي
فيهِنَّ أن يغفُو الهناءُ وأسهَرا
لي في مفاوزها سِباعُ خطيئتي
ولها عليَّ الروحُ أجعَلُها قِرى
إن من البيان لسحرا
سنةٌ إلى أُخرى , وفي أغوارِها
سوقٌ يُباعُ بها العَناءُ ويُشتَرى
سنةٌ إلى أخرى وفي أرجائها
طُرقٌ بها الخِرِّيتُ يبقى أحْيراَ
ليحُطَّ في بابِ الثلاثينَ التي
تَمحو ندى الأعمارِ منهُ فمَا يُرى
الله الله طرب وملامسة إحساس يعرفه من ولت ثلاثينه
هذي ثلاثونَ ابتنيتُ بنبْضِها
بيتاً من الأملِ الهَنِيِّ مُعمَّراَ
بيتٌ فرشتُ بهِ بقِيَّةَ مُهجَةٍ
يقتاتُ منها الحُبُّ سِراً مُضمَرا
حبٌّ كضوءِ الفجرِ يلتهِمُ الدُّجى
ما كانَ دعْوى أو حديثاً يُفتَرى
شهِدت بهِ شفَتانَ جازَ ببابها
لحنٌ عليهِ تمايلتْ سُقُفُ الذُّرى
شهدت بهِ عينانِ ليتَ لجفنِها
قلمٌ يُنَمِّقُ من غَراميَ أسطُرا
شهِدت بهِ زفراتُ نفسٍ حرُّها
رقَّ البِعادُ لهُ فضاقَ بما جَرى
شهِدَ الفؤادُ وكانَ أصدقَ شاهدٍ
أنِّي مُسَامريَ النسيمُ إذا سَرى
فلهُ أبُثُّ من الغرامِ شؤونهُ
وشُجونهُ , وفنونهُ , مُستَأزِراَ
فإليكِ , أو فعليكِ , أو فلديكِ , أو
بسناكِ , أو بهواكِ , شِعريَ أزْهَراَ
يا من تمَلَّكَني هواهاَ حُلوُهُ
فوجدتُّ حُبَّيها لبَوحي مَصدَرا
ماذا عسايَ اليومَ أفصحُ, إنَّني
أرسلتُ بُدَّنَ أحْرُفي والمُضمَرا
فعجَزتُ عن لفظٍ يُكوِّنُ جُملةً
تُنبي وتُعرِبُ عن هوايَ وما اعتَرى
لكِنَّني سأبُوحُ يا أمِّي فما
ضَرَّ الثُّرَيا أنْ يُناجيها الثَّرى
هذي ثلاثونَ انقضَتْ وجمالُهاَ
وجلالُها , وصباحُها , بكِ أسفَرا
بكِ أنتِ وحدكِ كنتُ أغتالُ الأسى
وأقيمُ في وجهِ الشقاءِ مُعَسكَرا
فكَستكِ أيامُ الهناءِ لَبُوسَها
وسقَتكِ عافيةُ المُهَيمِنِ كوثرا
وأذاقكِ العفوَ الإلهُ , وكنتِ في
وجهِ الرياحِ الهُوجِ أثبتَ من حِرا
صلى عليكِ اللهُ خَيْرَ صَلاتهِ
تغدو , تروحُ عليكِ مِسكا أذفَراَ
وتكونُ دافعةَ البلاءِ بمَنِّهِ
وتصيرُ تيسرَ الذي قد أعسَرا
وقطعني عن المواصلة قاطع لكن سأعود إن شاء الله
ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[02 - 03 - 2010, 07:23 م]ـ
عند الولوج لسن الثلاثين ينظر المرء لعمره مندهشا!
كيف مضت السنون وولجت للثلاثين
مع أنها من سني الشباب
وأعمار أهل الجنة ثلاثا وثلاثين
وكأني بواصل الثلاثين يقول
قف أيها العمر
قصيدة راقت لي وإن كنت لست من أهل الشعر
بورك قلمك
ـ[أحاول أن]ــــــــ[03 - 03 - 2010, 01:34 ص]ـ
هل كانت حقا نجوى؟!
لا، بل هي مشهد عال الحس، معلن الشعور، يستوقف العابرين، ويستدعي من وقعت عليهم المواقف ..
من شعروا بهدوء النص في البيت الأول الذي سبق عاصفة السؤال في البيت الثاني ولعل المطلع والخاتمة هما ما يوحيان بهدوء النجوى رغم الصخب والضجيج في ثناياها:
أماه، هل حقا ثلاثون انقضت
عجلى! سراعا! أم بُنيك ما درى!!!
من سيحفظ تاريخ ميلاده جيدا سواها – حتى وإن لم يدر هو -؟
إجابة يعرفها لكنها مواربة خلف الأهداب تحتمي من فيض المشاعر القادم ..
تساءلت ُ عن نوع الطاقة الهائلة التي تسري وتنتقل إلينا في هذا النص:
هل هي طاقة كيميائية أم حركية أم ضوئية؟
فوجدت الأقرب أنها طاقة حرارية، تلك التي تتحول أنواع الطاقة إليها ولكنها – كما يعرفها أهل الفيزياء – لا توجد في الطبيعة بصورة سهلة ومباشرة – فقط – في "مصادر الحرارة الجوفية "!!
وبحثت عن مصدر هذه الطاقة؟
أهو " العطف " المنبعث من عيني أمه، أم " العطف " المنبثق بين كلماته.؟
فأجبتُ أُمِّي , والسُّنونَ , ومُهجتي
والأرضَ , والألمَ الذي حلَّ العُرى
. . .
فلهُ أبُثُّ من الغرامِ شؤونهُ
وشُجونهُ , وفنونهُ , مُستَأزِراَ
¥