بلى كذلك. والحياة كلها سفر، وفي خلال هذا السفر الكبير أسفار أخرى عدة. أنت عندما تخرج من بيتك لأي شأن أنت في سفر صغير حتى تعود. وكذلك صحبتك لمن تصاحبهم؛ أنت معهم في سفر حتى تترحل عنهم أو يرحلوا عنك. وعلى ذلك يكون المعنى: أحقا بعد رحلتنا هذه سيكون توقف رحلتنا وعودنا من حيث كان البدء، ورحيلنا من جديد؛ ولكن بعيدا عن بعضنا. معنى البيت باختصار: لقد انتهت رحلتنا معا، وبدأ رحيلنا متفرقين!
وهل هذه القصيدة في فراق معشوق ام في أخ تنكر لعهد الوفاء
فان كانت للمعشوق فكيف يسوغ وصفه بهوان الراي وقلة العقل
وان كان لصديق خائن فما وجه قولك (وأذكرُ بالجميل زمانَ وصلٍ ... وكلُّ زمانِ وصلكمُ جميلُ)
وقولك (وأرضى بالقليل على اصطبارٍ)
قولك
(ورُحْتَ تلومني حتى كأني ... أنا وحدي الملومُ بما تقولُ)
هل فارقك لانه يلومك على عيوب فيك ام لقوله (أصابنا منكم مَلالٌ)
ام ان قوله (أصابنا منكم مَلالٌ) يفسر قولك (ورُحْتَ تلومني) فان كان كذلك فانت أيضا مللته
لأنك تقول (حتى كأني ... أنا وحدي الملومُ بما تقولُ) فلم التأسف عليه إذا كنت مللته
لست أحبذ هذا الحصر، وعندما كتبت هذه القصيدة لم يكن خاطري متوجها لأي منهما. وبذلك تسقط استفهاماتك اللاحقة لأنك ربطتها بأحد هذين الغرضين!
قولك (ولو ثقّفتني لهززتَ نصلاً ... بكفِّكَ ليس يدركه الفُلولُ)
لعله ترككك لهذا العيب وهو أنك غير مثقف ولن ينتظر حتى يثقفك فكان عليك أن تكون مثقفا بنفسك
عجبا، وهل لا يحتاج أحدنا إلى غيره ليزيل عن عينيه غشاوة الوهم والشك .. على الأقل في وقت من الأوقات لا كل الأوقات! فكيف إذا كان ذلك الآخر ممن يجب عليه ذلك في ذلك الوقت! وهل يخرج أحدنا من بطن أمه إلا محتاجا لكل عون ومساعدة، أم أنه يلام في ذلك!
(سأرحلُ عن عيونكَ لا اضطراراً) لم أفهم هل تعني أنه يمكن أن تجبره على صحبتك
ههنا معاني كثيرة كلها تصلح للمقام، ليس منها ما فهمته أخي الكريم؛ ومنها ـ وهو ما قصدته هنا ـ أي: سأرحل عنك قبل حصول الوقت الذي يكون فيه الرحيل اضطرارا؛ لأحفظ ما بقي لك من الود عندي!
(وأرضى بالقليل على اصطبارٍ) لم أفهم معنى القليل الذي سترضى به
وإذا كنت سترحل عن عيونه فهل سيبقى قليل أو كثير
القليل ـ أخي الكريم ـ هو الذكرى
بارك الله فيك
وهل لا تكون الذكرى إلا بالتقاء العيون!
(ولستُ أقولُ سلوى أو عزاءً ... ستذكرني إذا عزّ الخليل)
لم أفهم علاقة السلوى بهذا القول
المعنى، أي: لست أقول تسليةً لنفسي وعزاء: ستذكرني ...
فإعراب (سلوى) هنا مفعول لأجله. ويمكن إعرابها حالا؛ أي: لست أقول حال كوني مسليا نفسي ومعزيا إياها: ستذكرني ... والله أعلم
أرجومنك المعذرة على التطفل وأن يتسع صدرك لي لأن فهمي ثقيل وربما دمي ايضا: d
حاشاك أخي الكريم؛ وإني أبرئك من ذلك، كما أبرئ نفسي من أن أدعي ما ليس لي؛ كيف ذلك والنقص مستولٍ علي من رأسي إلى أخمص قدمي، ولذلك فسيتسع لك ولغيرك صدري وإن رغم!
بارك الله فيك وشكر لك ومرحبا بك مرة أخرى
ـ[هلا787]ــــــــ[04 - 05 - 2010, 02:16 م]ـ
أخي الكريم أحمد بن يحيى لقد ملكتني بطيب خلقك ورحابة صدرك واستقبلتني بالإكرام والحفاوة حتى استحييت منك
وعجز لساني عن شكرك
أما قولك أن أول مشاركة لي كانت تفاعلا مع قصيدتك فلأني قرأت بعض القصائد في المنتدى وكانت قصيدتك
هي التي لفتتني وليس هذا غضا من باقي القصائد ولكن يمكن يكون ذوقي معقد وما يعجبني اي شي بسهولة
وقد أعجبني في قصيدتك جزالة لفظها وعذوبتها وحسن معانيها وإن خفي علي بعضها وسألتك عنه
وقد تكرمت علي بالإجابة عما سألتك وأوضحت وجهة نظرك فلك الشكر الجزيل وإن كنت لم أقتنع ببعض ما قلت
فعلى سبيل المثال
(ولو ثقّفتني لهززتَ نصلاً ... بكفِّكَ ليس يدركه الفُلولُ)
مازلت أرى أنك في هذا البيت ناديت على نفسك بعيب يسيغ لمن تخاطبه فراقك مع انك تسوق البيت في مقام
اللوم له والمدح لنفسك
وكذلك كلمة (بكفك) أرى أنها زائدة لإقامة الوزن فحسب والمعنى تام بدونها
ولكن لعل لها فائدة في المعنى خفيت على نظري القاصر فأرجو المعذرة
ولم أفهم أيضا قولك في شرح البيت الأول
"أحقا بعد رحلتنا هذه سيكون توقف رحلتنا وعودنا من حيث كان البدء، ورحيلنا من جديد"
فما هو البدء والرحيل الجديد
وقولك في (سأرحلُ عن عيونكَ لا اضطراراً)
"سأرحل عنك قبل حصول الوقت الذي يكون فيه الرحيل اضطرارا"
لم أفهمه لأنك تقول في أول القصيدة (أحقّاً ههنا وجب القُفُولُ) فإن كان قد وجب فلا مجال للاختيار بل هو اضطرار
فأرى تناقضا بين البيتين فكيف يجتمع اضطرار ولااضطرار
قولك
" (وأرضى بالقليل على اصطبارٍ)
القليل ـ أخي الكريم ـ هو الذكرى
بارك الله فيك
وهل لا تكون الذكرى إلا بالتقاء العيون! "
لم يتضح لي معناه أيضا لأنك تقول
(ودوماً كان يرضيني القليلُ) وهذا كما يظهر أنك تقصد أيام الصحبة والعشرة
فهل كنت تصاحبه تلك الأيام على الذكرى أم على الاجتماع والرؤية والمجالسة
أما بيت (ولستُ أقولُ سلوى أو عزاءً ... ستذكرني إذا عزّ الخليل)
فلست أسألك عن إعراب سلوى وإنما عن علاقة قول (ستذكرني إذا عز الخليل) بالسلو
لأن السلو حسب فهمي القاصر هو النسيان والتلهي عن المحبوب المفارق
ولست أرى قولك (ستذكرني إذا عزّ الخليل) من هذا الباب بل هو في نظري القاصر من باب الأمل في الاجتماع
أو قد يكون من باب التشفي والشماتة بالخل الخائن
وأكرر اعتذاري أخي الكريم فلست أقصد الجدل والأخذ والرد ولكني أسعد بالحوار مع أمثالك ولولا أن قصيدتك أعجبتني وأظهرت
محاسنها لي ما التفت إليها ولا دققت في معانيها فأكرر الاعتذار وأشكرك على سعة صدرك وكرمك ودمت بخير
¥