تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لولا الغريب يا أبا يحيى ...

على فَرَسَيْ شوقٍ يطيرُ بهِ الهوى

ألا يكفي فرس واحد حتى يكونا فرسين؟

دمت مبدعا أستاذي أبا يحيى

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[31 - 05 - 2010, 07:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله

حياكم الله أستاذي أبا وسن ومرحبا بكم

على فَرَسَيْ شوقٍ يطيرُ بهِ الهوى

فسائقهُ لَهْدٌ وشاهدهُ نَهْدُ

سبك الكبار أبا بشرى لا يجيده إلا الكبار

أحسنت لا فض فوك

فإن أردت وضح لي المراد بشاهده نهد

فربما يكون لقولك

فرائده لهد وشاهده نهد

نفس قوة المعنى والتناسب الموسيقي المكتمل باللام والنون

شكر الله لك يا أبا وسن هذا الثناء

ولستُ بكبير؛ بدليل وجع الرأس الذي سببه لي هذا البيت، وسأخبرك خبره:

عندما وقع خاطري على الشطر الأول:

على فرسي شوق يطير به الهوى

كدت أطير به جذلا، ولكني علمت أن له ما بعده؛ لأن الشطر الأول إذا كان حسنا بليغا؛ فإن الشطر الثاني يجب أن يكون أحسن وأبلغ، وهنا المشقة بعينها:

لولا المشقة ساد الناس كلهم

لأنه من المعلوم أن الشطر الثاني من البيت ـ كما تقتضيه الصناعة الشعرية ـ إنما هو تمام الأول ومكمله وتمام آلة بلاغته؛ فإذا سقط سقطا معا إلى الحضيض، وإذا علا علوا!

وقد نظر أخوك أبو يحيى في معنى الشطر الأول فإذا هو قد بناه على استعارة الأفراس للأشواق، مرشحا ذلك بالطيران، والطيران يقتضي غاية السرعة والقوة؛ فلزم من ذلك أن يكون الشطر الثاني في نعت هذين الفرسين من السرعة وتمام القوة؛ فوجد صفة أحد الفرسين ـ حسبما تقتضيه القافية: وهي (نهد) ـ للجواد المتين تام الأعضاء. وبقي نعت الفرس الآخر. ثم إنه لما قال: على فرسي شوق مجملا في الشطر الأول؛ اقتضت الصناعة كذلك أن يفصّل في الشطر الثاني؛ بجعل الأول منهما سائقا والآخر شهيدا؛ مستفيدا من البيان القرآني: (سائق وشهيد). ولكن الوزن لم يتح له تمام هذه الصناعة؛ فاستبدل بشهيد شاهدا. وأصبح الشطر كالتالي:

فسائقه ( .... ) وشاهده نهد

وبقيت الصفة الأخرى للفرس الآخر

وهنا أطلّت الصناعة البديعية برأسها؛ بين (نهد) والصفة الأخرى (.هد)؛ فقلبت حروف المعجم وأنا أقول: هل سيصدقني البديع ظنه؛ حتى مرّت بي لفظة (فهد) ـ وهي علم على الحيوان المعروف الموصوف بالسرعة، ولكني صرفت عنها النظر؛ لأني أريد صفة للفرس لا علما على حيوان آخر موصوف بالسرعة. فلم أجد أخيرا إلا (لهد)؛ فاخترتها على ظن مني أن أحد معانيها قد يكون في صفة الفرس وسرعتها. واعتمدت على حافظتي المهترئة في ذلك، ولم أتبين أن مدار معانيها في المعجم إنما هو للضعف والأدواء؛ وهو بضد المعنى المراد؛ فعدت من جديد إلى (فهد) وأنا ما زلت مستمسكا بالبديع ـ فهل هذا فعل كبير يا أبا وسن رحمك الله. وغيرت بالمرة السائق والشاهد، وقلت في نفسي هذه عاقبة البديع!

والآن البيت بين أيديكم ولن أعدم مشورة:

إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي نصيح أو نصيحة حازم

ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادم

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[31 - 05 - 2010, 07:50 ص]ـ

إيه أبا يحيى!

في قولك أخي:

فما هكذا قد توردُ الإبْلُ يا سعدُ

أنت هنا في مقام المتيقن في التحقق غير الشاك , فهل يصح أن تَسبقَ الفعلَ المضارع ب " قد " دون أن تفيد معنى التعليق , لأنك لو علقته؛ أفسدت المعنى؟

الرأي إليكم سادة النحو فانظروا؛ فنحن إنما نرد بكم، ونصدر عنكم.

بارك الله فيك أخي الحطيئة

وشكر لك هذه الملحوظة

ـ[شاعر الصحراء]ــــــــ[31 - 05 - 2010, 02:31 م]ـ

أقولُ لسعدٍ هلْ تُرَى أنتَ مُسْعِدِي

فما هكذا قد توردُ الإبْلُ يا سعدُ

نَدَامَايَ هذا الليلُ والنجمُ والسُّرى

لِزاماً وأصحابي على حالهمْ هُجْدُ

هذا هو الشعر أخي احمد لا فضّ فوك ..

أدامك الله ذخرا للأدب وبارك في قلمك ..

لا زال ذهني مشتتا وروحي سابحة في حنايا جمالها فاعذرني إذا لم أحسن التعليق عليها ..

مودتي ...

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 05 - 2010, 02:41 م]ـ

] قد نرى تقلُّبَ وجهكَ في السماء [(البقرة 2/ 144)

[قد نرى]: الأصل أن تجيء [قد] مع الفعل المضارع للتقليل، نحو: [قد نسافر]. لكن لما كان فاعلُ الفعل المضارع في الآية هو اللّه تعالى - وكان تقليل الرؤية وكثرتها مما لا يجوز على الله!! - كان معنى [قد] في الآية، التحقيق. وتزداد المسألة وضوحاً بالتوقف عند قوله تعالى:] قد يعلم اللهُ الذين يتسلّلون [(النور 24/ 63)

فإنّ [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق، استرشاداً بالقرائن.

· ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى] قد يعلم ما أنتم عليه [(النور 24/ 64)

فالتقليل هاهنا ممتنع محال، واعتدادها للتحقيق، هو الموافق للعقل والمنطق، استرشاداً بالقرائن.

· قال الشاعر (ديوان امرئ القيس /225):

قد أشهدُ الغارةَ الشَّعواءَ تحملني جرداءُ معروقةُ اللَّحْيَيْنِ سُرحُوبُ

هاك المخرج

فاحتل لنفسك وجد قرينة أبا يحى:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير