[مفخرة الإنسانية]
ـ[عمران المعمري]ــــــــ[12 - 07 - 2010, 01:49 م]ـ
المقدمة
على ذكر الحبيب هوى بكائي ** وشوّقني المصاب إلى الفناء ِ
وهيّج داخلي شوقاً و روحاً ** تذوب محبة ً وعلى صلاءِ
وأورى الوجد أكبادي وقلبي ** تبخّر بالدعاء إلى السماء ِ
تمنيت اللقاء به و إني ** لأرجو الله يمنحني رجائي
أحب محمدا ً حبّا ً عظيماً ** فيا ربّاه ألهمْني وفائي
وخذ بيدي لتسْطُر ما بصدري ** وخالط أعظمي من غير داء ِ
ومازج أدمعي مع كل قطر ٍ ** وأضرم خافقي وغشى دمائي
إمامي قدوتي شمسي وبدري ** ونهجك كان في الدنيا ضيائي
حمل آمنة للنبي (صلى الله عليه وسلم)
تزكّى رحم آمنة بحبل ٍ ** وضمَّك في غشاء من سناء ِ
سقاك الله من نورٍ وروْح ٍ ** وتغذوك العناية بالصفاء ِ
تحيط بك الملائك و البرايا ** حيارى في الخوارق والبهاء ِ
وتحملك الكريمة بنت وهب ٍ ** وتغبطها السماء على اصْطفاء ِ
ترى بمنامها قبساً عظيماً ** يغادر جسمها ملء الفضاءِ
تضيء به الرقاب بأرض بصرى ** و لجّ َ قصور شام ٍ بالضياءِ
وألقت بعد يسر ٍ دون عسر ٍ ** إلى الدنيا السقيمة بالشفاء ِ
فلا ألم المخاض به أحسّت ** ولم تشعر بجهد ٍ أو عياء ِ
أحوال الناس والعرب في الجاهلية
أتى و الأرض مظلمةٌ وفيها ** بنو الإنسان غرقى في الدماء ِ
أتى والإنس تقطع كل برِّ ** وترمي ذا المبادئ بازْدراء ِ
أتى والعُرْب تطعن نحر عُرْبٍ ** وتذبحها القياصر بالدهاء ِ
أتى والعُرْب تنهش لحم عُرْبٍ ** وتأكلها الأكاسر كالشواء ِ
أتى والقوم في جور ٍ وجهل ٍ ** وشرٍّ مستطير ٍ ذي مضاء ِ
وتقتل حربة الطاغين بغياً ** ولم تُسْلِمْ ضعيفا ً للبقاء ِ
وما رحمتْ أيادي الجُهْل طفلاً ** و لا شيخاً سقيما ً ذا بلاءِ
وتُوؤدُ في التراب بنات حوّا ** و وجه القوم أسود في اسْتياءِ
أتُدْفنُ حيةٌ من غير ذنب ٍ ** خلا أن القلوب ذوات داء ِ
وجاء الجنس أنثى ليس إلا ** وظنوا العار فيهم من نساء ِ
تهان هنا النساء بكل دارٍ ** وما عُرفت حقوق ٌ للنساء ِ
تورّث كالبهائم أو كزرع ٍ ** وتأخذها الفحول على اكْتواء ِ
تصيح دموعها هل من شفيق ٍ ** وهل من منقذ ٍ لي من شقائي
ولا عِرْض الفتاة يصان كلاّ ** ومكرهة ً تساق إلى البغاءِ
وطافوا بالمشاعر في مجون ٍ ** وبيت الله مهتوك الفناء ِ
أتعبد حوله هبلٌ وعزّى ** ودين الحق يرمى للوراء ِ
ضلالاتٌ و أهواء ٌ وشركٌ ** وتقليد ٌ لسالفة الشقاء ِ
بعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
خوارقه تحدّت كل عات ٍ ** فيعرض عن عمىً أو كبرياء ِ
وأمّا البعض قد عرفوا ولانوا ** فجاؤوا بالمحبة والولاءِ
ينطّق فوق راحته حصاه ** يسبّح حامدا ً ربّ السماء ِ
يصدّق قوله شجرٌ ثلاثاً ** يشهِّده فيشهد ذو اللحاء ِ
كذاك الضبُّ يشهد في جهارٍ ** يكلّم جاحداً للحق نائي
وحنّ إليه منبره وجذعٌ ** فيسمع نوحه مثل البكاء ِ
يهدأه بلمسٍ ثم َّ ضم ٍّ ** فيهدأ حزنه بعد الرضاء ِ
يسلم إن رآه الصخر يسري ** بليل ٍ في الطريق إلى حراء ِ
وجاء إليه يشكو الربَّ باكٍ ** بعيرٌ بعد َ تنكيد ِ الغذاء ِ
يفجِّر مثل موسى حين ألقى ** عصاه على الصخور عيون ماء ِ
وفاق محمدٌ في ذاك موسى ** فمن بين الأصابع في إناءِ
سقى جيشا ً به حتى ارْتواء ٍ ** فما بين الصحابة من ظماء ِ
أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
هو الهادي إلى دين حنيف ٍ ** يقود العالمين إلى الضياءِ
هو الماحي به الرحمان يمحو ** ضلال الكفر أوشك بانْتهاءِ
وخيرُ الرسلِ محمودٌ طهور ٌ ** ومسك ٌ خاتمٌ للأنبياء ِ
وتحشر عند أخمصه البرايا ** و أعظم ْ حاشرا يوم القضاء ِ
بشيرٌ بالجنان إلى أناس ٍ ** نذيرٌ بالعذاب على السواء ِ
سراجٌ للهدى مشكاة نور ٍ ** منيرٌ رحمة ٌ عند البلاءِ
رؤوف ٌ شاهدٌ في يوم فصلٍ ** علينا حين نعرض للجزاءِ
وسطِّر أحمدٌ عند النصارى ** وجاء بوصفه كتب السماءِ
أحداث الميلاد وإرهاصات النبوة
تشقّق عرش كسرى ثم خرَّتْ ** على إيوانه شُرَفُ البناءِ
فأصبح خائفاً في ظل جندٍ ** تحيط به وحرّاس الفناء ِ
تجلّد ساعة ذهبت ببشرى ** ونار الفرس باءت بانْطفاءِ
فيجمع قومه ليروْا بأمر ٍ ** فقالوا إنه نُذُرُ انْتهاء ِ
وغاضت ساوةٌ فأتت لتروي ** أناسيًّا فلم تسعف بماء ِ
وأحباشٍ بأفيلة ٍ عظام ٍ ** تهزُّ البيد مفزعة الرعاءِ
فكيف بأهل مكة حين جائت ** تزلزل دورهم بعد الحواءِ
¥