تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صياغة الكُفرانِ بألسنةِ الدّخانِ

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 11:09 م]ـ

الكفران ضد الشكران، كما أن الإخفاء ضد الإظهار، فالكفر إخفاء للحق وتغطية له، والشكر إظهار للإحسان ونَشْرٌ لعَرْفه، وكل ساتر للحق أو ناكر للفضل والإحسان فهو كافر، وكل لاهج بحق المحسن أو ناشر لإحسانه فهو شاكر ..

وإذا قصّر الإنسان فلم يشكر، فلا أقل من أن يبتعد عن الكفر، أما أن يَتجاوز الجحودَ والكفرانَ إلى الإساءة بالفعل واللسان، فذلك مستحقٌّ أن يدعى عليه بالثبور والخسران، كيف لا وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أُرِيَ النار فرأى أكثر أهلها النساء، لكفرانهن العشير، وجحدهن الإحسان، فكيف يكون جزاءُ من تجاوز الكفران، فآذى المحسنَ إليه بالكذب والافتراء والبهتان؟

وبين الكفران والدخان أسباب وثيقة ووشائج عريقة، فالدخان ساتر فهو كافر، وهو يصدر عن النار وحطبها، وهي جزاء الجاحد الناكر، واللسان ناقل للكفر ناطق به ومناصر. ولا يعدم الإنسان في دار الابتلاء أن يبتلى بناكر مسيء أو ناكرة تجاوزت الكفر فطغت وبغت، ولمثلها يقول القائل:

تقول ناكرتي والنكْرُ من فمها

دخانُ محرقةٍ من أجْزلِ الحَطبِ

إنَّ الحروف التي أرسلْتَها سُرُجا

تهفو بضوءٍ همى من ديمة الكُتُبِ

غَشّيتُها بضباب النُّكْرِ عامِدةً

كي لا تُرى أبدا للنّاظر الأرِبِ

ولن تَرى من بهيج الشعر غيرَ صُوًى

عَفَتْ ورانَ عليها النكرُ بالكَذِبِ

ولن تَرى غيرَ ليلٍ لا ضياء به

وتحته مَهْمَهٌ من ظُلمة الكُرَبِ

فقلت مهلا فإنَّ الليلَ منكشفٌ

عمّا قليلٍ وتبدو الشمسُ من كَثَبِ

لا يَحْجُبُ الشمسَ إعتامُ الضَّباب ضحى

والفجرُ منبلجٌ من حالك الحُجُبِ

جيئي بليلٍ من الكُفرانِ مُحْتَشِدا

فسوف يُجلى بوهج من سنى شُهُبي

كما تشائين كوني غير ناكرة

فضلَ الضياء لحرفٍ للظلام أبي

غدا تريْنَ العلوم الغرَّ باسقة

في دارة (للبها) تسمو على السحب

وتفرشين خدود الذل خاسئة

تدوسها عاديات العلم والأدب

ـ[الباز]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 11:32 م]ـ

بوركت شاعرنا د. بهاء

قصيدة من أعذب الشعر و أغزره معاني و شاعرية ولغة ..

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

فكيف بمن يزيد إلى الكفر -الذي هو ضد الشكر- البغي و الطغيان و العدوان؟؟

وقفت عند كلمة محتشدا في هذا الشطر:

جيئي بليلٍ من الكُفرانِ مُحْتَشِدا

وأرى أن جرها أنسب و أقوى للمعنى ..

كذلك كلمة سنى في عجز ذاك الشطر

أعتقد أنها ترسم بالألف هكذا: السنا

يَكَادُ سَنَا بَرقِه يَذْهَبُ بالأبْصَار

و الله أعلم

وافر ودي و تقديري

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 01:38 ص]ـ

غدا تريْنَ العلوم الغرَّ باسقة ** في دارة (للبها) تسمو على السحب

سلمتَ للعلوم الغرّ أستاذنا

وإن شاء الله تسمو على الثريا

بهاءً وإشراقا

ـ[أحمد رامي]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 02:52 ص]ـ

بوركت شاعرنا د. بهاء

قصيدة من أعذب الشعر و أغزره معاني و شاعرية ولغة ..

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

فكيف بمن يزيد إلى الكفر -الذي هو ضد الشكر- البغي و الطغيان و العدوان؟؟

وقفت عند كلمة محتشدا في هذا الشطر:

[ quote] جيئي بليلٍ من الكُفرانِ مُحْتَشِدا

وأرى أن جرها أنسب و أقوى للمعنى ..

وقفت نفس وقفتك على ذات الكلمة ووجدت أن الحال أكثر حركية ونموا في هذا المقام من الصفة التي تتسم بالمحدودية

إقرأها (جيئي به محتشدا) وستراها على حقيقتها

أشكر الناقد والشاعر على حد سواء

وأشكر للدكتور بهاء هذه الشاعرية الفارهة

ـ[الباز]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 05:00 ص]ـ

وقفت نفس وقفتك على ذات الكلمة ووجدت أن الحال أكثر حركية ونموا في هذا المقام من الصفة التي تتسم بالمحدودية

إقرأها (جيئي به محتشدا) وستراها على حقيقتها

أشكر الناقد والشاعر على حد سواء

وأشكر للدكتور بهاء هذه الشاعرية الفارهة

هي الأذواق -ناقدنا رامي- لا تُناقَش

لكني نظرت إلى اللغة كما هي بألفاظها وكلماتها

وأنت لجأت للتأويل البعيد و شتان بين الأمرين ?

خصوصا وأنك حولت الليل الذي جاء نكرة في الجملة

إلى معرفة باستخدامك الضمير به ..

فكأنك تتحدث عن معلوم

و الله أعلم

ودي و تقديري

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 11:51 ص]ـ

السلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير