تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الحقيقة ... !!]

ـ[أحمد رامي]ــــــــ[27 - 08 - 2010, 05:36 ص]ـ

الحقيقة

قطعتُ حياتي وئيدَ الخطى

أشمُّ الزهورَ

وأجلو الثغورَ برشف الندى

تركتُ زماني

وحلوَ المكانِ أسيرَ المدى

ظمئتُ ظمئتُ

وشئتِ فصِرتُ أسيرَ الخطى

...

قطعتُ حياتي إليكِ إليكِ

أسطّرُ عمري

بريشة دهري بطاقةَ حبْ

وأنسجُ حُبي

بشريان قلبي على كل دربْ

وبعد ضياعي

وجدتُ شراعي يسير إليكِ

...

قطعتُ حياتي بفيضِ الأماني

أصيد البقايا

بقايا أسايَ من الذكرياتْ

وأُلقي شباكي

لعلِّي أراكِ ببحر الشتاتْ

وحين برزْتِ

ونوراً سطعْتِ بهرْتِ الثواني

...

قطعتُ حياتي ألوك الصّراعْ

وهِمتُ شريداً

وحيداً وحيداً بدون رفيقْ

ولمّا التقينا

صباحَ التقينا بوسْط الطريقْ

شددتِ الرحالَ

وصُغتِ المحالَ كلامَ الوداعْ.

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[27 - 08 - 2010, 07:40 ص]ـ

قطعتُ حياتي وئيدَ الخطى

هذه حياتك قبل مجيء المحبوبة إليها وهذه ملامحك قبل سطوع محياها في دنياك لقد كنت الرجل القوي ـ وئيد الخطى ـ فصوت الخطوات القوي الوقع على الأرض كناية عن رباطة الجأش التي تتمتع بها وعن استجماعك لقواك. ومن جماليات هذا المقطع أجراس الحروف التي تتناسب وعاطفة الفخر بالنفس فأجراس الفعل قطعتُ أجراس جهرية ومأخوذة من القطع الذي فيه من القوة والبأس ما فيه , وكلمة وئيد فيها صورة حسية ـ سمعيةـ تدل على الجلبة التي تنم عن القوة, والكلمة مستمدة من بيئة العربي القديمة فالوئيد صوت وقع أقدام الإبل على الأرض فمنحت لروحك شخصية العربي الأصيل صاحب الصفات الواضحة والذي يتمتع بالعزة والرجولة والشموخ.

أشمُّ الزهورَ

وتستمر في وصف حالك وشخصك قبل رؤيتك لها فأنت المتفائل الذي تتنقل بين ورود الحياة وأفانينها فتنتشي لحظات السعادة بينها. والصورة هنا ـ أشمُ الزهور ـ صورة حسية ـ الشم ـ مستمدة من الطبيعة وهي تدل على رومانسيتك فالشاعر حين يتعلق بمباهج الطبيعة ويبثها مشاعره يكون رومانسيا بلا شك.

وأجلو الثغورَ برشف الندى

إن كنت تقصد ثغر ـ فم ـ جمع الثغور فأنت هنا ترسم صورة بديعة للأزهار فأنت مِن يكسبها نداها بتذوقك لجمالها فتمنحها جمالا ـ ندى ـ على جمالها. وقد يكن للبيتين دلالة أخرى فيها صراحة الغزل!

تركتُ زماني

وحلوَ المكانِ أسيرَ المدى

ظمئتُ ظمئتُ

ثم انتقلت لحياة الوحدة فزمانك تبدل وحالك تحول وروحك تعاني الوحدة وتفتقر للصديق أو الحبيب وتكرار كلمة ـ ظمئتُ ـ أجدت عبره تصوير حالتك التي وصلتَ لها فأنت الإنسان الذي يتألم الآن! والذي يحتاج الحب ويريد الروي من نبعه

وشئتِ فصِرتُ أسيرَ الخطى

وظهرت الحبيبة في حياتك فأصبحت أسيرا لها وأنت القوي ولكنك لِنْتَ لها فملكت قلبك وأسرت لبك وعطّلت خطاك لها وحدها! وكلمة شئتِ كثيفة الدلالة فهي تشي بالمشيئة والقدرة والهيمنة التي صارت لها في قلبك!

...

قطعتُ حياتي إليكِ إليكِ

أسطّرُ عمري

بريشة دهري بطاقةَ حبْ

وأنسجُ حُبي

بشريان قلبي على كل دربْ

وبعد ضياعي

وجدتُ شراعي يسير إليكِ

في هذا المقطع الوصفي تصوير لحالك الجديدة معها فأنت الآن المتيم بها وأصبحت خطاك تسير نحوها وأصبح دهرك وديدنك هو السعي لرضاها ورسم الأحلام لها ـ ريشة ـ وكأن المداد واللون هو شريانك دلالة على أنك سخرت لأجلها كل ما فيك وأرخصت لها كل ما تملك.

وقفتُ عند جملة (أنسجُ حبي) ففيها معاني البذل والصناعة والتعب والعطاء للحبيبة.

وبثك لحرف الشين في هذا المقطع يمنح شعور سريان الحب وشيوعه في حياتك لأن جرس السين ينتشر في الفم لأن مخرجه أوسع المخارج (بريشة , شريان , شراعي)

...

قطعتُ حياتي بفيضِ الأماني

أصيد البقايا

بقايا أسايَ من الذكرياتْ

وأُلقي شباكي

لعلِّي أراكِ ببحر الشتاتْ

وحين برزْتِ

ونوراً سطعْتِ بهرْتِ الثواني

مازلت تصور حالتك معها وبدونها في آن واحد فأنت المعلق بها المحب لها فقد قطعت حياتك تصيد البقايا ـ لأنك لم تكن بعد التقيت بها فهي الآن الملكة وغيرها مجرد بقايا لا يُلتفت له فهي القيمة الحقيقية بين وجود البشر أو الأخريات!

كنت َ تتوهم ضوءها وتسعى لها دون أن تدري فكأن قدرك كان يدفعك لها ’’ ويُمهد الخطو لها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير