تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[صديق اليائسين]

ـ[أم زينب]ــــــــ[01 - 06 - 2010, 03:29 ص]ـ

حينما يصير اليأس رداء لكَ لا ترى لكَ غيرَه ...

وحينما تجعل حُليتَكَ الحزنَ فلا تصبغُ وجهكَ إلا بها ...

وحينما تزهقُ روحُك من الموسيقا التي تملأ أذنيك، موسيقا صخبٍ مبتذلٍ يحيطُ بالدنيا ...

وحينما تزيّنُ غرفتَكَ بالشؤم القاتل في زهريّةٍ غطاها غبارٌ أسود ...

وحينما تجوع، تجوع بعد أن سئمت أكل رذائل الكلم من حولك ...

وحينما تريد أن ترتويَ فلا تجد إلا الدموعَ الأجاجَ لتشربَها، فتزيدك عطشًا وصدًى ...

وحينما تبحث عن صديقك فتجده مشغولاً عنك بذات القوام الرشيق ... وتبحث عن أخيك فتجده غارقًا في دنيا الأرقام لحساب غذاء عائلته يوم غد ...

وحينما لا تتمنى إلا شيئًا واحدًا ينتشلك من دنياك التي سئمَتكَ وسئمَت شؤمكَ واسودادك، تتمنى الموت وتنتظره من الصباح حتى يغالبك أخوه النوم آخر الليل .. فحتى الموت نأى عنك وابتعد عن دموعك ويأسك ...

حينها ليس لك سواه ...

صديقك الوحيد ... أملك وأنيسك ... ضمّه إليك كل حين ... قبِّلْ وجتنيه ... والثمْ شفتيه ...

إنه الحبيب الوفي ... يرسل إليك الرسائل ... ويريدك أن تأتي إليه فلا تفارقه ...

إنه الأخ الوحيد .. عنده الحنان والأمل ... عنده الحل لكل أمر ... عنده العلاج لكل داء ....

كلامه كالماء الصافي .. حروفه كالعسل المصفّى ... حركاته أريج لا تدانيه عطور ورود العالم ... قصصه خير الشعر ... أخباره بيان ... حِكَمه بلاغة ... آياته سحر ..

إنه كلام الله .... إنه القرآن الكريم ...

13/ 3/2010م

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير