تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

??هبّتْ في معاندتي الرياحُ??

ـ[الباز]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 02:10 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هبّتْ في معاندتي الرياحُ

(والمعذرة على غرضها)

أأفراحٌ بقلبك أم جراحُ؟

وغمٌّ يعتريك أمِ انْشِراحُ؟

--

يكاد الشوق يحرقنا جميعا

لمعرفة الجواب فلا يُتَاح

--

أجبْ لا تترك الأشواق تخبو

فلا ندمٌ يفيد ولا سماح!!

--

يمرّ الليل مكتئبا ثقيلا

وأخشى أن يطارده الصباح

--

رماني الدهرُ بالأحداث تترى

وهبَّتْ في معاندتي الرّياحُ

--

ومِنْ غدرِ الزمانِ بنا: لئيمٌ

يعلّمني المروءةَ أو وَقَاحُ

--

يُطِلُّ لَظَى عداوتِه بوجْهٍ

يُقَبِّحُه التستُّرُ والطَّلاحُ

--

ويشفي حقدَ مهجته اغتيابي

ويخشى أنْ يحالفني النّجاحُ

--

ويسعى في مجاهرتي بسوءٍ

فيُعْيِيهِ التكلُّفُ والنباح

--

ومنْ كانت طبيعتُه حسودا

فلا يُرْجَى له أبدا صلاحُ

--

ومن زرعَ العداوةَ باحتيالٍ

سيجني الشوكَ فَهْوَ لهُ مُتاحُ

--

ومن جعلَ السِّبابَ له ملاذا

فإنَّ اللؤمَ معدنُه الصُّراحُ

--

ومنْ لمْ يتَّقِ الآسادَ خُرْقاً

يُمَزَّعْ ثُمَّ تَذْرُوهُ الرّياحُ

--

كمثلِ الأعورِ الكَلْبِيِّ (1) لَمَّا

أشادَ بِمَنْ أباحُوا ما أباحُوا

--

هجا زيداً (2) وآل البيتِ ظُلْماً

وظنَّ بأنَّ عِرضَهُمُ مُباحُ

--

فما زاد ابنُ جعفرَ (3) عنْ دعاءٍ

-بلا ظُلمٍ- وقدْ رُعِدَ الجَناحُ (4)

--

فأردى الأعورَ الكلبيَّ سَبْعٌ

فأصبحَ أهلُه ولَهُمْ نُواحُ

--

أغَرَّك (يا لئيمُ) وَقارُ نفسي

وأغراك التعفُّفُ والسَّماحُ

--

وأقصى ما تطيقُ ثُغاءُ جَدْيٍ

وأسْمَى ما تحاولُه ضُبَاحُ!!؟؟

--

فإني إنْ غضبتُ عليك فاعلمْ

بأنَّ العذلَ تَسبقُهُ الصِّفاحُ


(1) هو حكيم بن عياش: شاعر مجيد كان منقطعا إلى بني أمية وكان أكثر الشعراء هجاءً لآل البيت.
(2) هو الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب
استشهد وصُلِب فقال الأعور الكلبي في ذلك:
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ ... ولم نر مهدياً على الجذع يصلب
وقِسْتمْ بعثمانٍ عَلِيّاً سَفاهةً ... وعثمانُ خيرٌ من عَليٍّ وأطيبُ

(3) هو عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر لما بلغه ما قال
الأعور الكلبي رفع يديه وهما ينتفضان رعدةً وقال: "اللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك".
فخرج الأعور الكلبي من الكوفة وأدركه الظلام فافترسه الأسد.

(4) الجناح للإنسان يده

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 02:28 م]ـ
رويدك رويدك أيها السهل الممتنع ,, حسبت شاعرك من أهل الصنعة فإذا به يجيد الصنعة ويغلبه الطبع
أأفراحٌ بقلبك أم جراحُ؟
وغمٌّ يعتريك أمِ انْشِراحُ؟
--
يكاد الشوق يحرقنا جميعا
لمعرفة الجواب فلا يُتَاح
--
أجبْ لا تترك الأشواق تخبو
فلا ندمٌ يفيد ولا سماح!!
--
يمرّ الليل مكتئبا ثقيلا
وأخشى أن يطارده الصباح
فلترج يا شاعري ما دام كئيبا ليلك:)

ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 05:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

لله درك حكم منظومة، أحسنت أحسن الله إليك
ذكرتني بزهير بن أبي سلمى.

ومنْ كانت طبيعتُه حسودا
فلا يُرْجَى له أبدا صلاحُ
--
ومن زرعَ العداوةَ باحتيالٍ
سيجني الشوكَ فَهْوَ لهُ مُتاحُ
--
ومن جعلَ السِّبابَ له ملاذا
فإنَّ اللؤمَ معدنُه الصُّراحُ
--
ومنْ لمْ يتَّقِ الآسادَ خُرْقاً
يُمَزَّعْ ثُمَّ تَذْرُوهُ الرّياحُ
--
كان استطرادك هنا رائعا، وجاء مناسبا

كمثلِ الأعورِ الكَلْبِيِّ (1) لَمَّا
أشادَ بِمَنْ أباحُوا ما أباحُوا
--

لافض فوك.

ـ[الشّابّة المقدسيّة]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 05:19 م]ـ
أغَرَّك (يا لئيمُ) وَقارُ نفسي
وأغراك التعفُّفُ والسَّماحُ
--
وأقصى ما تطيقُ ثُغاءُ جَدْيٍ
وأسْمَى ما تحاولُه ضُبَاحُ!!؟؟
--
فإني إنْ غضبتُ عليك فاعلمْ
بأنَّ العذلَ تَسبقُهُ الصِّفاحُ
حقّاً، من أروع ما قرأت!
جزاك الله خيراً.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 06:02 م]ـ
أحسنت شاعرنا المجيد
لا فض فوك

قليلا ما يجد متذوق الشعر ما يرضي ذائقته ويرقى لمصاف الشعر، وبخاصة في زماننا هذا. وقصيدك هذا وعامة شعرك من هذا القليل

في شعرك خصلتان بهما يكون الشعر شعرا، وبغيرهما لا يكون:
الجزالة والأصالة.

أعجبتني التفاتتك التأريخية الممهورة بطريق التشبيه وبسط المعنى، وذلك قولك:

كمثلِ الأعورِ الكَلْبِيِّ (1) لَمَّا
أشادَ بِمَنْ أباحُوا ما أباحُوا
--
هجا زيداً (2) وآل البيتِ ظُلْماً
وظنَّ بأنَّ عِرضَهُمُ مُباحُ
--
فما زاد ابنُ جعفرَ (3) عنْ دعاءٍ
-بلا ظُلمٍ- وقدْ رُعِدَ الجَناحُ (4)
--
فأردى الأعورَ الكلبيَّ سَبْعٌ
فأصبحَ أهلُه ولَهُمْ نُواحُ

لا شك قد أدت وظيفتها الفنية والمعنوية على أكمل وجه.

أعجبني كذلك استثمارك إيقاع البحر الوافر ليحمل عنك كفلا من الغرض الذي قصدته. وبحر الوافر من البحور التي تخدم صاحبها؛ إذا شاء شدّده وإن شاء ألانه. وكذا القافية (الروي): الحاء المضمومة بعد مدّ.

هناك بعض الحشو؛ وبخاصة في أواخر الأبيات والقافية. وللشاعر عذره في ذلك؛ لأن ركوب الجزل الفخم من الكلام ليس كركوب السهل الذلول. وهو أمر يحتاج من الشاعر إلى التؤدة والتنقيح والمعاودة والمكابدة. وقد كان بعض الشعراء يثقف من قناة قصيدهه حولا كاملا. وما أحسب السبب إلا لهذه العلة.

الخلاصة: شعر بديع من شاعر مبدع عودنا نحن متذوقي شعره على هذا النمط من القوة والجزالة وسمو المقصد

بارك الله فيك شاعرنا الباز ومن حسن إلى أحسن إن شاء الله

تقبل تحياتي
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير