تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعوامُ الألم .. !

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 12:40 ص]ـ

أعوامُ الألم - قصة قصيرة

في أعوامٍ لم تخلُ من الهمّ والألم، كنتُ معه (الألم) على موعدٍ دائم والأحتضان بيننا كان، و لم يزل قائماً دون قيدٍ دون شرطٍ دون حدود.

كنت أستمع لنبض قلبه، وهو يحكي قصة فراقه التي اقتربت، كان يبثّ لنا رسالةً " الغربة ما عادت تحتملني" ذلك الطوق من الكبرياء لم يعد قادراً على إخفائه عن عيوننا، التي كانت تنظر إليه بوجلٍ، و خشيةٍ من رحيله فجأة دون أن يخبرنا، أو حتى نشعر به ..

في تلك الليلةِ المشؤومة، والتي رن فيها هاتف منزلي يخبرني فيها أخي أن والدي في الطوارئ، أضعتُ بصيرتي، أبحث عن أمتعة السفرِ لا أجد منها شيئاً يدلني على نفسي ..

موشومٌ أنت بروحي و دمي .. يا قطعة منك أنا، كيف غافلنا الزمن وحرمني من أن أحملك على أكتاف روحي، وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً، ومائةً من الفتيان الأبطال.

كنت متوجسة أن لا أجده سوى جثة هامدة، أوَ قد هان عليهِ تركي حتى دون وداعي؟! ها أنا ذي أصل إليه بخطىً،كأنني محمولة على نعشٍ يسرعُ بي إلى مجهولٍ، و فضاءٍ لا أدرك آخره ..

عند الباب أخي ينتظر وصولي ... كان وجهه منتفخاً من كثرة البكاء .. !

-هل مات أبي؟ أخبرني بربك .. قل لي أين أبي؟

-أبي في الإنعاش لم يغب اسمكِ عن صوتهِ، اذهبي إليه، لا تُشعريه بخطورة ما هو فيه حبيبتي

وصلتُ أخيراً إلى الغرفة البيضاء .. كلّ شيء فيها أبيض، كأنهم غلّفوه بكفنٍ قبل موتهِ .. جعلوني أحفر له قبراً بين أضلعي .. وقفت إلى جانبه وأمسكت بيده المشلولة .. لم يشعر بي، هممتُ بتقبيل جبينه الطاهر ..

سقطتْ من عينيّ دمعتان، صحى على أثرهما من الغيبوبة، ورآني على رأسه ..

خطفتُ خطوةً مسرعة رجوعاً إلى أخي:

-ما به أبي؟

-جلطة في الدماغ أدّت الى شلل نصفه الأيسر ..

-يا الله!

-قد لا يعيش الا لساعات، سنفقد أبانا الذي أتعبته الغربة معنا ..

على هوةٍ الفقد وقفتُ، ومساحة الوجعِ تمددت إلى أبعد حدّ، بكلّ جرأة تداخلت في أجزائي، وأشعلت في داخلي فوضَى من المشاعر المحمومة، وبدأت ينابيع البكاء تشاكس شط عينيّ، وكأنهما في عصر تحدٍ و أنا بينهما عنصر ذلك التحدي، أستسلمُ لهما بالوجيب.

كيف كنت تمنعني عنه وأنت تمارسه خلف أسوار الأبوةِ بعيداً عن عيوننا؟ أتَعْلمُ أبي أنك في كلّ رحلةِ بكاءٍ لك .. كنت تزرع في داخلي رجلاً جديداً بوجهٍ مختلفٍ عن سابقيه، ممن بكوا من الرجال!

مضى عامٌ كاملٌ و هو ما زال يبكي صمتاً، في كلّ زيارة لهُ يمسكُ بيدي رجاءَ أن لا أغادر غرفته، و أتركه وحيداً بين جدران أربعة في غرفة لا تحوي غير البياض، و كيساً من الطعام المطحون، موصولاً بأنبوب يخترقُ بقسوةٍ معدته، وكأنها رصاصةٌ في صدري أنا.

اِستسلمَ للمرضِ وتمكّن منه، بعد أن فشلتْ كل محاولاتنا في أن تعدلَهُ عن فكرة الرحيل عنّا، فاصطاده حتى بدأ يتمادى في أحتواء أجزائه .. فقدمه فساقه اليمنى حتى ... بُترتْ!

فجيعتي بساقه كانت أكبر من فجيعتي بالوطن، الذي كان يصارع الغرباء حينها .. ولا يحمل في أرضهِ درعاً غير اسم الله .. الغريبُ أنه كان صامتاً حتى بعدَ أن بتروها له .. فكتمَ الوجعَ في داخله، وودعني كما توجستُ دون وداعٍ.

منى الخالدي

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 05:06 ص]ـ

.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم

في أعوامٍ لم تخلُ من الهمّ والألم، كنتُ ومعه (الأخير) على موعدٍ دائم والأحتضان بيننا كان، و لم يزل قائماً دون قيدٍ دون شرطٍ دون حدود

أرى يا أختنا أن تنتبهي جيدا للألفاظ التي تدل على الإطلاق فهي فخ محكم للوقوع في أخطا لا نقصدها

بين الرجل وأمه وأخته وابنته وكل محارمه حدود حتى زوجه

والأحتضان خطأ والصواب الاحتضان بهمزة وصل

والأحتضان بيننا كان، و لم يزل قائماً دون قيدٍ دون شرطٍ دون حدود

لا يكون هذا إلا بين المرء وزوجه ?

?

في تلك الليلةِ المشؤومة،

لا أعلم هل يجوز أن نقول عن الأيام مشؤومة

والتي رن بها هاتف منزلي يخبرني فيها أخي أن والدي في الطوارئ، أضعتُ بصيرتي، أبحث عن أمتعة السفرِ لا أجد منها شيئاً يدلني

رن خطأ والصواب دق * بها خطأ والصواب فيها لأن الباء إما للاستعانة كتبت بالقلم ** كما سمعت أو قرأت

على نفسي .. ?

?

موشومٌ أنت بروحي و دمي ..

أعجبتني موشوم

يا قطعة منك أنا،

ترتيب جميل

كيف غافلنا الزمن وحرمني

وهل كنت ستغيرين شيئا لو انتبهت؟ أعتقد أن أن عليك تعديل العبارة

?

وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً، ومائةً من الفتيان الأبطال.

وصف جميل جدا ولكنه إذا قرئ جملا منفصلة وعبارات مستقطعة فلن تذوق حلاوة الاسترسال إذا قرأت

موشومٌ أنت بروحي و دمي .. يا قطعة منك أنا، كيف غافلنا الزمن وحرمني من أن أحملك على أكتاف روحي، وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً، ومائةً من الفتيان الأبطال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير