تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَيروزة .. !

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 03:24 ص]ـ

حين يتمكن البعدُ منّا .. نستحيل ركاماً ..

على أرصفةٍ من جليدٍ، مددتُ لكَ يديّ، حتى غرقتُ تحتَ ركامِ الأمنياتِ، تصفعني أشواكُ الزمنِ تارةً، وتمتزجُ خلايا روحي، بعصائرِ الشوقِ الملتهبِ حيناً آخر، أسبحُ في الظلماتِ، أبحثُ عنْ صوتكَ الحرير، عنْ ضحكاتنا التي كانتْ تمدّ القمَر بالضياءِ، عن عيوني التي ما فتئتْ تبكي أوجاعاً طغتْ على وحدتِها، وسحقتْ كلّ أركان فرحتِها ..

بخلتَ عليّ كما هُمْ بفرحةِ العيدِ .. جعلتني ألبسُ ثوباً من حزنٍ، وذئابُ الوجعِِ تكتمُ أنفاسي، حتى آخر مَسحةٍ في نبضي.

كنتُ أحتضنُ وهج ذكراكَ كل ليلةِ بُعدٍ، وأرسمُ لوحةَ اللقاءِ، أؤطرها بألواني الهادئةِ، وأغزلُ لكَ من حنانِ روحي، كنزةَ العيدِ، التي كنتُ قد وعدتكَ بها.

أغلقتُ كلّ نوافذي، كي لا تنفخَ الريحُ فيها أنفاسها، أبقيت لكَ بابَ القلبِ موصداً، وتركتُ المفتاحَ على عتباتِ قلبكَ النائي، أودعتكَ روحي أمانةً، وحين عَودٍ، وجدتُ فراشتي قد احترقت أجنحتها، وأغصانُ النوى تُراقصُ طلّ الغيابِ، فوق أبوابٍ مفتوحةٍ على مصراعيها، لكلّ الغربانِ التي تعشق النهشَ في النعوشِ .. وأنت هناك .. بعيدٌ .. بعيد ..

كمْ كنتَ قاسياً، حين بخلتَ أن تواري قبري، وكمْ كنتَ كريماً في نسيانِ زاوية، تعبقُ فيها فيروزةٌ غافية تحتَ جدرانِ التمنّي ..

فشكراً لكلّ هذا الكرم .... !

منى الخالدي

ـ[السراج]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 06:41 م]ـ

بوركَ قلمُكِ ...

ـ[معاني]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 08:39 م]ـ

ماشاء الله تبارك الله

يميّز نصك الصور المتتالية التي تدهش المتلقي وتغلف الرؤية تغليفاً جمالياً.

تقبلي مروري وإعجابي أختي العزيزة.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 04:25 ص]ـ

أنا لست من أنصار تراسل الحواس إلا أن النص أعجبني لقوته وغناه:)

فشكراً لكلّ هذا الكرم .... !

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:07 ص]ـ

حين يتمكن البعدُ منّا .. نستحيل ركاماً ..

أغلقتُ كلّ نوافذي، كي لا تنفخَ الريحُ فيها أنفاسها، أبقيت لكَ بابَ القلبِ موصداً، وتركتُ المفتاحَ على عتباتِ قلبكَ النائي، أودعتكَ روحي أمانةً، كمْ كنتَ قاسياً، حين بخلتَ أن تواري قبري، وكمْ كنتَ كريماً في نسيانِ زاوية، تعبقُ فيها فيروزةٌ غافية تحتَ جدرانِ التمنّي ..

فشكراً لكلّ هذا الكرم .... !

منى الخالدي

جميلة هذه القطعة في التعبير عن المشاعر، بورك في قلمك.

تقولين: أغلقتُ كلّ نوافذي ... ثم تقولين: أبقيت لك باب القلب موصدا.

كيف أبقيته وقد أغلقته كما أغلقت ما سبق؟؟

ويبدو لو أنك قلت: كمْ كنتَ رحيما حين بخلتَ أن تواري قبري، كما كنت كريما في نسيان زاوية ..

لكان أحسن لتجانس السخرية في الجملتين.

مجرد رأي، والله أعلم

دمت بخير وعافية.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 12:38 م]ـ

أنا لست من أنصار تراسل الحواس إلا أن النص أعجبني لقوته وغناه:)

فشكراً لكلّ هذا الكرم .... !

تعال هنا أيها الحسام السهيلي والوالي المويلي:

كيف عرفت أن في النص تراسلا للحواس؟

أمن وراء أخيك وزميلك؟

الشراكة تم حلها وسأعمل منفردا وسأفهم تراسل الحواس وتحاوس الرسائل قبل أن تقطع نصف شبر في هذا المضمار

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 12:45 م]ـ

أستاذة منى: السلام عليكم

على أرصفةٍ من جليدٍ، مددتُ لكَ يديّ، حتى غرقتُ تحتَ ركامِ الأمنياتِ، تصفعني أشواكُ الزمنِ تارةً، وتمتزجُ خلايا روحي، بعصائرِ الشوقِ الملتهبِ حيناً آخر، أسبحُ في الظلماتِ،

أعلم يقينا أن لديك تفسيرا لرصيف الجليد , محيط الركام الأمنياتي , أشواك الزمن التي تلطم وتصفع ,وعصائر التهاب الشوق الممزوج بخلاياك

لكن:هل يكفي أن يكون المعنى في نفسك وغير ظاهر في نصك؟

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 01:24 م]ـ

الأخت منى:

لمزيد من الشحنات العاطفية، طعّمت خاطرتك بالعديد من الصور التي أخذك بريقها، ولو تبصرت فيها قليلا لأعدت تركيبها دون تفكير، لأن بعضها عكس المعنى، ومن ذلك:

عن عيوني التي ما فتئتْ تبكي أوجاعاً طغتْ على وحدتِها، وسحقتْ كلّ أركان فرحتِها .. - بكاء الأوجاع يعني الحزن على فقدها، ومن يبكي زوال أوجاعه؟ ولو قلت (تبكي من أوجاع) لاستقام المعنى.

- يشترط في الاستعارة أن يكون هناك رابط قوي بين المستعار منه والمستعار له فأين الرابط في:

تصفعني أشواكُ الزمنِ

بعصائرِ الشوقِ الملتهبِ

لا يوجد رابط في تلك الاستعارات وغيرها، ولكي لا يتنطع أحد ويقول إن البعد البؤري للفضاء المنعكس يجيز مثل تلك الاستعارات، أقول: هل يجوز أن يقول أحدهم: شربني باب الكرسي المكتئب؟ فإن قال نعم، فقد كفيت الرد، وإن قال لا سأقول له: لم أجزتها هنا ولم تجزها هناك؟ (لقد خرجت عن الموضوع مكرها لحاجة في نفسي) سأكمل:

- عندك خطأ لغوي في تعدية الفعل (بخل) بذاته (بخلت أن) والصواب إضافة الباء.

أقترح عليك الموازنة بين عقلك وعاطفتك عند الكتابة، فلا يكفي في الأدب صدق العاطفة وحده.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير