تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[على باب السيدة (قصة قصيرة)]

ـ[جلمود]ــــــــ[21 - 07 - 2010, 03:32 ص]ـ

على باب السيدة

أرقت قبل انصداع الفجر من هموم لا تزال تظلني، فقلتُ لنفسي أصلي في جامع السيدة زينب، توضأت وأسبغت الوضوء ثم بكرت إلى المسجد، فوجدت نسمة لطيفة داعبت نفسي حتى زال همي وانقشع غمي، وصلت إلى المسجد مبكرا ولمّا تُفتحْ أبوابُه، التفت يمنة ويسرة علّي أجد مكانا أجلس إليه، فوجدت شيخا كبيرا أتت عليه الأيام، فقلتُ أستانس به، فسلمت عليه ثم جلست، وكان الرجل ودودا فبدأني بالحديث:

- من أين يا بني؟

- قلت: من الحسين.

- قال وكأنه يحفظ الحسين شبرا شبرا: من أين من الحسين؟

- قلت: من درب الأتراك.

- قال: خلف جامع الأزهر؟

- قلت: نعم.

- فتنهد في حسرة وقال: وأين أزهر اليوم من أزهر الأمس! بل أين أدباء اليوم من أدباء الأمس: طه حسين والعقاد وشوقي والمازني ومحمود شاكر والطناحي والمرصفي والرافعي والمنفلوطي! والله اشتاق قلبي لعطائهم ويدي لمصافحتهم!

- قلت: أوتعرفهم أيها الشيخ الجليل؟

- قال في ثقة: نعم، بل لم يكن يمر علي يوم دون أنْ أنهل من عطائهم الفياض.

- فقلت في نفسي: ما أجهلني! لا شك أنه أديب كبير طوى الزمان ذكره. فقلت له: أيها الشيخ الجليل ألا تعرفني بشخصك الكريم!

- قال أنا رجل على باب الله.

- قلت في نفسي: هذا تواضع العلماء! فقلت له أيها الشيخ الجليل: اعذر جهلي فلم أعرفك بعد.

- قال: والحمد لله لا يوجد أديب كبير ولا شاعر إلا وصافحته ودعوت له ودعا لي ونهلت من عطائه، بل وكان هو الذي يدعوني إليه، ولكن الحال تغير، وما عاد عطاء أدباء اليوم بمثل عشر الأمس، وما عاد يدعوني أحد، بل أنا الذي أذهب إليهم، ولكن الحمد لله على كل حال.

- فقلت في نفسي: لقد قابلتُ مثقفا مثلي يؤمن بقضاياي ويعرف لأدبائنا الكبار حقهم. ثم قلت له: أيها الشيخ الجليل اعذر جهلي مرة أخرى، كيف لا يعرفك مثفقو اليوم!

- قال: لأن عملي يتطلب الكتمان.

- قلت: وماذا تعمل أيها الشيخ الجليل.

- قال: شحاذ.

ـ[أحمد رامي]ــــــــ[25 - 07 - 2010, 02:07 ص]ـ

لله درك ودر نهاياتك اللاذعة

التوقيع: شحاذ

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[25 - 07 - 2010, 09:14 ص]ـ

هههه

حوارٌ ينمُ عن روح فكاهة جميل يسري في الروح جبرا

سلم قلمك

أشكرك

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[25 - 07 - 2010, 02:37 م]ـ

متواضع حتى آخر لحظة

هذا ما فهمته من قصتك الجميلة أخي الفاضل

رعاك ربي

وأحسن إليك ..

ـ[جلمود]ــــــــ[26 - 07 - 2010, 01:04 ص]ـ

لله درك ودر نهاياتك اللاذعة

التوقيع: شحاذ

جزاكم الله خيرا طبيبنا العزيز،

وكما يقول المصريون: "كلنا في الهوا سوى":)

ـ[جلمود]ــــــــ[26 - 07 - 2010, 01:06 ص]ـ

هههه

حوارٌ ينمُ عن روح فكاهة جميل يسري في الروح جبرا

سلم قلمك

أشكرك

أضحك الله سنك،

تمنياتي لك بالسعادة!

تحياتي الفكاهية:)!

ـ[جلمود]ــــــــ[26 - 07 - 2010, 01:31 ص]ـ

متواضع حتى آخر لحظة

هذا ما فهمته من قصتك الجميلة أخي الفاضل

رعاك ربي

وأحسن إليك ..

شكر الله لك أختي منى،

ولكن التواضع ليس مرادي في هذه القصة،

ففي القصة شخصان، أولاهما ذلك المثقف المهموم الذي يبحث عن صديق يشاركه رأيه ويؤنس وحدته الفكرية في ظل عصر طغى فيه الغثاء حتى غلب على الزبد، والآخر شحاذ لا يعرف من الأدباء إلا الدراهم والدنانير، والمفارقة تكمن في ظن المثقف أنه وجد بغيته، لاسيما والشحاذ يتكلم بكلام يُفهم على وجهين، الوجه الأول وهو أنه كان ينهل من عطائهم الأدبي، وهذا ما حاولت أن أوجه تفكير القارئ إليه من خلال بعض التوريات، أما الحقيقة ففي الوجه الثاني أنه كان ينهل من عطائهم المادي من خلال السؤال والإلحاح والشحاذة.

ربما كان تفسير القصة من قبل كاتبها فيه حد من التأمل والتفكير، ولولا ذلك لأفضت في الحديث عن فنيات القصة وتقنياتها، وإذا جاز لي أن أقول رأيي كقارئ فأقول إن القصة كناية عن غياب المثقف الحق حتى صار المثقف والشحاذ ليختلطان ببعض عند بعض.

ـ[كنوز الشرق]ــــــــ[26 - 07 - 2010, 05:36 ص]ـ

رائعة هادفة ارتدت ثوب ساخر

تقديري الكبير أخي الفاضل

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[26 - 07 - 2010, 02:25 م]ـ

قصتك أخي جلمود ذكرتني بقصة حصلت معي أثناء عملي بإحدى الصحف، إذ طلب مني مرافقة إحدى حملات مكافحة التسول وكتابة تقرير عن المتسولين، يومها داهمنا عجوزا تتسول وكانت الساعة الثانية عشرة ظهرا، وعندما فتشها مندوب الوزارة وجد بحوزتها 25 دينارا، وكانت هي قد صرحت أنها في مكانها منذ الثامنة صباحا، فحسبتها بشكل سريع لا إرادي فوجدتها تحصل مبلغ 70 دينارا يوميا في المتوسط، وكان راتبي 150 دينارا شهريا، فوجدتني أميل إليها وأقول: شغليني معك يا حجة، فضحك مندوب الوزارة والشرطي المرافق من كلامي، ولكني في حقيقة الأمر كنت أرثي لحالي وأقارن مرغما بين دخلي انا الصحفي المثقف ودخل تلك (الشحادة).

قصة جميلة أخي جلمود وأرى بأنها بحاجة إلى جرعة زيادة من التكثيف والتشويق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير