بُستانُ الألمِ وَالوَرد
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 01:57 م]ـ
بُسْتَانُ الألمِ وَالوَرْد
(أبطالُ قصتنا تلك من المُهاجرين روحاً لا جسداً وإن غربة الأرواح لأقسى من غربة الأجساد كما تعرفون)،،،،،،
وضع أصابع قدمه اليُمنى على أول درج في السفينة، خالعاً نعله أو ناسيّاً إياه؛
بعض المارة يُتمتم لرؤية هذا المشهد وبعضُ من الصفِّ الصاعد إلى ذات السفينة من ورائه بصوت يُشبه أصوات الأشباح حين تثرثر، هيَّا هيَّا أسرع أيُّها الرجل؛
مازال في حيرة من أمره يأخذه الحنين المادي الجسدي للعودة وتأخذه أمانيه وأحلامه للإقدامِ، وضع قدمه الثانية سمع صفيقاً عارماً فنظر إليهم نظرة استغراب فقال: مالكم غير عابئين بمشاعري تارة، وأخرى غير مُقدِّرين لما تحمله لكم الأيام رويداً رويداً يا قوم رويداً رويداً؛
أتى من أقصى السفينة أحد عُمّالها فقال له: وَيحك، فحملق فيه ورد عليه: أتقول لي ويحك، فردد على مسامعه مُجددا، بلى ويحك وويلك إذا كُنتَ غير راغب في السفر فدع غيرك يَمر وعُد أنت من حيثُ أتيت؛
دخلَ السفينة أخيراً وفي منتصف النهار بدرت منه حادثة جديدة، على معرفة هو بعلم الوقت والفلك كالعرب الأجداد، وقف في وسطها وهي في عرض البحر فنادى، يا قوم اسمعوا وعوا من كان منكم مُجيداً للغة الحوار ونظم الأشعار فليتقدم إليّ لنتهيأ لسهرة أدبية حين يُسدل الليل ستائره علينا وتؤرق النجوم أنظارنا؛
الجمعُ ما بين نائم ومتعب فالتفت إليه جميعاً ثمَّ تولوا بأنظارهم إلى شواغلهم التي كانوا فيها، إلا " إيَاس " جاءهُ على استحياء فرمقه مستغرباً بعض الشيء ومُعجباً البعض الآخر،
ثم قال: أنا إيَاس أحببتك من الوهلة الأولى التي وقفت فيها على حافة "السفية" متردداً وإني لأعلم أنك ما كنتَ إلا متردداً في أمرٍ يتعلق بروحك لا بجسدك، أسكته بصَهٍ وبإشارة يديه المرتعشتين،
ثمَّ قال: وما الذي أدراك يا إيَاس أني ما كُنتُ معكم بجسدي وكانت تشغلني روحي العالقة بين بين أمتحدثٌ للجنِّ أنتَ أم شغوفٌ بعلم الفراسة،
قهقه إيَاس وقال: يا رجل ليس عن طريق الأمر الأول عرفت وربما بالأمر الثاني لكن كلاهما ليس موضعه موضعك، كان جلياً جداً عليك ما تفكر فيه أو ما تتردد به " خيفتك - ريبتك - قدرتك على الصبر - قدرتك على إهمال كل من كان يُعنّفك حتّى تتخذ قرارك كاملاً " عن طريق هذا كلّه يجعل الإنسان يهتدي دون إهارق للعقل، أو تدخل لعوامل خارجيه تُمارس الضغط على الأشياء التي يتجه فكرك أو إليها أو فيما تُقيّيد روحك بها.
(وللحديث بقيّة إن شاء الله، دُمتم غير مُغتربين آمين)
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مررت ببستانك، ولا أدري أيهما جنيت الألم أو الورد
منتظرة لبقية الحديث.
اللهم لاتجعلنا من المغتربين ... آمين
ـ[الباز]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 09:23 م]ـ
أديبنا الكريم نور الدين
شوقتنا وتركتنا معلقين ?
أسلوبك القصصي في قمة الروعة
مشوق غاية التشويق
ننتظر بقية الحديث إن شاء الله
لعلك أسقطت سهوا في هنا:
وبعضُ من الصفِّ الصاعد
ودي و تقديري
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 11:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مررت ببستانك، ولا أدري أيهما جنيت الألم أو الورد
منتظرة لبقية الحديث.
اللهم لاتجعلنا من المغتربين ... آمين
قد تجني كليهما أخيّة وقد تجني بعضاً منهما، وقد تجني الفراغ،
فانتظري إني معك من المنتظرين، بوركت على المُتابعة.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 11:51 م]ـ
أديبنا الكريم نور الدين
شوقتنا وتركتنا معلقين ?
أسلوبك القصصي في قمة الروعة
مشوق غاية التشويق
ننتظر بقية الحديث إن شاء الله
لعلك أسقطت سهوا في هنا:
وبعضُ من الصفِّ الصاعد
ودي و تقديري
بعض ما عندكم أخي الحبيب، بعض ما عندكم أيها الشاعر الفحل، جزيتَ خيراً على طيّب القول، كُن في الانتظار، إني معك من المُنتظرين. ( ops
ـ[فتون]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 03:52 ص]ـ
نص جميل جذاب
يأسر الألباب
أسلوب مميز، راقي ...
ربما نكون أمام رواية شيقة ماتعة
وبالتأكيد هادفة ...
أو قد نفاجئ بنهاية سريعة غير متوقعة فنكون أمام أقصوصة ...
قد نكون أمام عمل لم ينتهي بعد
فلايمكننا توقع أي شيء ...
فمجريات القصة لازالت في علم الغيب كغدنا ...
همسة: إن كان كذلك فأنصحك ألا تقرأ التعليقات لئلا تؤثر على سير الأحداث ...
تحيتي
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 02:48 ص]ـ
نص جميل جذاب
يأسر الألباب
أسلوب مميز، راقي ...
ربما نكون أمام رواية شيقة ماتعة
وبالتأكيد هادفة ...
أو قد نفاجئ بنهاية سريعة غير متوقعة فنكون أمام أقصوصة ...
قد نكون أمام عمل لم ينتهي بعد
فلايمكننا توقع أي شيء ...
فمجريات القصة لازالت في علم الغيب كغدنا ...
همسة: إن كان كذلك فأنصحك ألا تقرأ التعليقات لئلا تؤثر على سير الأحداث ...
تحيتي
جزيتِ خيراً على طيّب الكلم،
بالمناسبة توقعتِ فأجدتِ وإن لتتمة بستان الورد والألم أو الألم والورد لواحدة ممَ ذكرتِ واقعة في أولى نقاطك الثلاث أو ثانيها أو ثالثتهما، (رُبّما) لكن كما قلتُ لكِ أحسنتِ توقعاً، ولننتظر مادام لا ضير في هذه التداعيات الجديدة لتلك النافذة في مقبل الأيام. شَرُفَتْ بك النافذة أيتها الناقدة.
¥