[ما رأيكم في هذه القصة؟]
ـ[المجادل الصغير]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 02:43 ص]ـ
لا للتدخين أو الغلام الذكي
في إحدى المدن الجميلة عاش غلام ظريف محب للخير و الصلاح للناس فكان يرشدهم إلى الصواب
و يرسم إشراقات الأمل في قلوبهم و يساعدهم في كل شيء.
و لسوء الحظ فقد كان أبوه يشرب الدخان بشراهة دون أن يعرف أحد من أسرته.
و في يوم من الأيام ذهب الغلام إلى السوق ليشتري بعض الحاجات للبيت فمر من أمام إحدى المقاهي فرأى والده مصادفة جالسا في المقهى مع أصدقائه يدخن.
فاندهش و لم يصدق ما رأته عيناه فصوب النظر جيدا و كرره إلى حيث يجلس والده حتى تأكد و شرع يردد عباراته: أبي يدخن و هو الذي يدعونا دائما بضرورة الحفاظ على الصحة، هذا غير ممكن!!!!!
فرجع إلى البيت مهموما متألما مما رآه حتى أنه نسي ما ذهب من أجله إلى السوق
و جلس يفكر مليا ماذا يفعل و كيف ينصح أباه الذي من المفترض أن يكون هو الناصح له
لم ينم في تلك الليلة إلا ساعات قليلة لشدة حزنه و كثرة تفكيره في طريقة مناسبة يبعد بها والده عن تلك الآفة القاتلة دون أن يشعره بعلمه به ...
و فجأة خطرت بباله فكرة لا بأس بها و هي أن ينصحه بطريقة غير مباشرة فعزم أن يطبقها عندما يستيقظ من النوم مباشرة.
و في الصباح الباكر استفاق الغلام مستعدا لتطبيق خطته
فتناول وجبة الفطور سريعا و خرج من المنزل كالريح قاصدا أحد جيرانه المقربين
و كان هذا الجار يشرب الدخان أيضا فطلب منه أن يزوره في بيته بعد صلاة العصر.
فوافق و لم يسأله عن سبب الزيارة ثم زاره في الوقت المحدد.
دخل الجار إلى بيت الغلام و كان الأب موجودا آنذاك فسلم عليه وسأله عن حاله و صحته ثم اتجه الغلام إلى المطبخ لإعداد صينية قهوة ..
و بعد لحظات أراد الجار التدخين فسأل قائلا دون خجل لأنه لا يرى في ذلك عيبا و لا ضررا:
يا صاحبي العزيز أريد التدخين فهل يمكنني ذلك؟
أجاب الغلام عوضا عن أبيه:
لا يمكنك ما عندنا في البيت " طفاية " لأنه لا أحد في أسرتي يدخن .. و لكن يمكن أن أجلب لك شيئا شبيها بها شريطة أن تخبرني عن فوائده لأني صراحة أريد أن أكون مثلك مدخنا إن علمت أن فيه فوائد نافعة
تمتم الجار و لم يدر كيف و بماذا يجيبه.
بينما الأب ظل صامتا و لم يتلفظ بأي كلمة ..
لكن الغلام لم يضيع الفرصة بل أصر على إعادة السؤال مرارا و تكرارا لعله يظفر بجواب مقنع
بكل تأكيد ليس هناك أي جواب مقنع عن سؤاله
فالتدخين ليس له أية فوائد و إنما له أضرار و مخاطر كثيرة
كان سكوت الجار و تمتمته فرصة ذهبية ليتكلم الغلام و ينصح و يرشد
فخاطبه قائلا:
يا جاري العزيز كيف تتناول شيئا و أنت لا تعرف فوائده؟؟ و أما الجواب عن سؤالي فسهل جدا و هو أن
التدخين ليس له أية فائدة تذكر و إنما له أضرار كثيرة
فهل تعلمها؟
بدأ العرق يتصبب من جبين الصديق
يا له من موقف محرج
فرد عليه بصوت متقطع: ربما أعلم بعض أضراره، لكن أخبرنا لو كان عندك المزيد ..
قال الغلام:
لو كان هذا ما تريده فأنا موافق، و قبل أن أخبرك عن أضراره أخبرك أولا عن حكمه في ديننا " الإسلام العظيم "
فاعلم يا عزيزي أن الإسلام يحرم كل شيء خبيث ثبت ضرره بجسم الإنسان.
فلنطرح السؤال الآتي:
هل الدخان شيء خبيث فيه ضرر أم شيء طيب فيه نفع؟
لا شك أن الدخان بجميع أنواعه من الخبائث التي لها مخاطر كثيرة لا تعد و لا تحصى و بالتالي فالتدخين حرام، قال الله في كتابه العزيز:
" .. و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث "
و قال رسوله صلى الله عليه و سلم
" لا ضرر و لا ضرار "
و إذا لم تقتنع بتحريمه فلماذا لا تتناوله في المساجد
و الأماكن المقدسة؟ بل تتناوله في الحمامات و أماكن اللهو و المحرمات؟
و لماذا لا تسمي الله قبل تناوله و لا تحمده بعد الانتهاء منه كما تفعل في أكل اللحوم و الخضروات؟
و هل تشكر شخصا إذا قدم لك سيجارة كما لو قدم لك زهرة طيبة الرائحة جميلة المنظر؟
وهل يمكنك التدخين أمام والديك كما يمكنك شرب العصائر أمامهما؟
بالطبع لا .. ! ولو كان التدخين حلالا مفيدا ... لما خجلت من التدخين أمامهم، أليس كذلك؟
و الآن بعدما عرفنا حكمه ننتقل إلى معرفة أضراره.
حقيقة يا حبيبي لا أظن أن أحدا من المدخنين لا يعرف أضرار التدخين.
و على أي حال أذكر لك شيئا يسيرا منها:
- التدخين يؤدي إلى أمراض شرايين القلب والجلطة
و يسبب السعال المزمن وإفراز المخاط والتهاب الصدر.
- التدخين يسوس الأسنان و يمرضها
- المدخن يؤذي برائحته الكريهة زوجته و أولاده
و جيرانه و الملائكة و المصلين في المسجد، قال الله تعالى: " و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما عظيما ".
- التدخين يتسبب في الأرق و التعب و فقدان شهية الطعام.
******
نجحت فكرة الغلام في كيفية نصح أبيه نصحا غير مباشر.
فاقتنع الصديق بما سمعه و نوى فورا أن يقلع نهائيا عن التدخين و شكر الله أن هداه و بين له الحق ثم شكر الغلام على ما قام به من نصح و وعظ
بينما لم يظهر الأب تأثره و حزنه لابنه فعزم أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً و عاهد نفسه أن لا يعود مرة ثانية إلى شرب الدخان بعد أن علم من تحريمه و أضراره.
و هكذا يا أحبابي فقد رأينا ما يتسبب به التدخين من أضرار دينية و صحية و لذلك حرمه ديننا الجميل لكي نعيش في أحسن حال و يعم الخير لأمتنا الغالية.
**********
نفس هذه القصة حدثت للشيخ محمد حسان مع والده
أخوكم فوزي
¥