تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المُعَلِّم المَسْؤول وَنقيضهُ الكَسول. جزء أول

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[12 - 06 - 2010, 06:34 ص]ـ

:::

والصلاة والسلام على أشرف المُرسلين .. خير مَن أقلته بيداء .. وأعظم من أظلته السماء .. فكان أول الأولين .. عند رب العالمين .. فكتب سبحانه وتعالى اسمه على عرشه .. فكان التوحيد مقروناً بالمُصطفى .. آخر المُرسلين .. ثم أمّا بعد ..

واقعيّات مُقلقة

دخل المعلم الفصل وهو متأففٌ .. على وجه ارتسمت صورة من عدة مُعتقدات .. انعزالية .. انكشارية .. تشاؤمية .. انهزامية .. الطلاب في حالة عفوية تامة .. فمنهم الآكل والشارب .. ومنهم النائم السابح في ملكوت الله .. ومنهم العابث ومنهم الباسم .. ومنهم مجموعة تُناقش آخر ما قد استجدَّ في حياة كل منهم ..

وفجأة أمام هذا الإعصار السريالي المتقوقع في غيابات همومه .. وقف الجميع .. خوفاً وليس تقديرا .. كرهاً وليسَ حبّا .. وضعَ علبة الطبشور على " التّخت " .. وعلبة " السجائر " .. والكشكول ذو الأوراق المزبرجة ظاهرياً فقط أمّا في الداخل فتجلس الكلمات " بلا نظام ولا ترتيب " تساوم بعضها البعض

يتعارك الحبر معها .. تساوم بعضها البعض .. للهروب من سجن الورق .. إلى حياة العقول وفصاحة اللسان .. فالمُعلم الذي خطّ تلك الكلمات العابثة .. في وجهة نظرهم .. " سجّان " .. أخرجَ سيجارة فأشعلها بلا أي تفكر ٍ أو ترددٍ في التحكم في سلوكه الغير منضبط .. سمع قرع طبول عم ذياب أقصد فناجين عم ذياب .. " الساعي القهوجي " .. فانتابته النوبة الصباحية لاحتساء الشاي أو القهوة مع السيجارة .. بعد جلوسه على الكرسي .. أمر بالعفوّ عن الطلاب فأشار إليهم بالجلوس .. كعسكري المرور في ميدان ٍ تملؤه السيّارات .. تمتم الطلاب بصوت مائل ٍ إلى الضجيج .. كالناس تماماً في الحياة العامة .. عندما لا يعجبهم قراراً سياسياً ما .. رشف من الفنجان رشفة تكاد تُشبه شربة المتضرر عطشاً في نهار صيف قاحط .. لا مطر فيه ولا نسمة برد .. أخيراً بدأ في التحرك .. بهامته التي تشبه هامة الحارس الشخصي .. فراح يتطلع في طلابه .. وكأنه يبحث عن مجرم أو يشتبه في أحد طلابه .. وبهذا وبذاك .. قد مرت ثلث السّاعة تقريباً .. وأخيراً قررّ للطبشور أن يعانق يديه معانقة .. الغني للفقير .. أخيراً كتب في منتصف اللوحة السبّورية بخط كبير عدة كلمات .. تشبه عدد أصابعه .. كأنه يوفر الطبشور .. ليزف لطلابه التباشير .. وينطق أخيراً .. بلسانه الجريح الخالي من الكلام الفصيح .. تلك حصة مناقشة وتعارف .. رغم أن

الموسم الدراسي قد قاربت شمسه على الأفول .. لكن وعلى ما يبدو .. أنَّ المُعلمَ في حاجة اليوم .. للراحة من عناء الشرح.

التتمة في جزء مستقل بإذن الله.

ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 03:17 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هدى الله معلمينا وهدى الله ولاة أمورنا، وشرح صدور طلابنا

هذه الصورة تتكرر أمام أعيننا وفي مدارسنا كثيرا، فلا ندري أنلوم المعلم أو نعذره

فخطى الحياة متسارعة إلا خطى المعلم والتعليم، رتيبة متأنية، لا احترام، لاتقدير،

لاترقية، لاعلاوات، لازيادة، بل إثقال لكاهل المعلم بفصول ممتلئة مكتظة، ونصاب

من الحصص يفوق مقدرة المعلم، الذي يشرد ذهنه كثيرا في محاولة بائسة منه للوصول

إلى حل في ميزانيته الشهرية واحتياجاته الضرورية التي تفوق تكلفتها ضعف راتبه الزهيد

مما جعل مخرجاتنا التعليمية لاتوصف إلا بأمية المتعلمين، ومن بين هؤلاء الأميين المعلمين

ولكنني رغم هذه المقدمة التي تصف حال المعلم لا أعفيه من المسؤولية، إما أن يملأ مكانه

وإما أن يدعه.

أصلح الله الأحوال وهدانا وإياكم سبيل الرشاد، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

ـ[أحمد رامي]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 04:40 ص]ـ

أغبطك على هذا القلم الساخر اللاذع

لقد نكأت جرحا مازال ينزف

دم راصدا موجها

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[13 - 06 - 2010, 10:53 م]ـ

كأن لسان حالك يقول , المعلم الذس يتدرب على يديه ويقرأ أبجدياته الأولى , الطبيب والمهندس والمزارع والعامل حتى لاعب الكره الذي يتقاضى الملايين , في ظل أن معلمه لا يحصل إلا على الملاليم , مقارنة غير عادلة , ولو عرفنا المشكلة جيداً لعلمنا كيف تحول تلك الشريحة ورثة الأنبياء إلى الذي هُم عليه , نسأل الله العفو والعافية , شكر الله لك إثراء هذا الموضوع , وأسعدك في الدارين.

بسم الله الرحمن الرحيم

هدى الله معلمينا وهدى الله ولاة أمورنا، وشرح صدور طلابنا

هذه الصورة تتكرر أمام أعيننا وفي مدارسنا كثيرا، فلا ندري أنلوم المعلم أو نعذره

فخطى الحياة متسارعة إلا خطى المعلم والتعليم، رتيبة متأنية، لا احترام، لاتقدير،

لاترقية، لاعلاوات، لازيادة، بل إثقال لكاهل المعلم بفصول ممتلئة مكتظة، ونصاب

من الحصص يفوق مقدرة المعلم، الذي يشرد ذهنه كثيرا في محاولة بائسة منه للوصول

إلى حل في ميزانيته الشهرية واحتياجاته الضرورية التي تفوق تكلفتها ضعف راتبه الزهيد

مما جعل مخرجاتنا التعليمية لاتوصف إلا بأمية المتعلمين، ومن بين هؤلاء الأميين المعلمين

ولكنني رغم هذه المقدمة التي تصف حال المعلم لا أعفيه من المسؤولية، إما أن يملأ مكانه

وإما أن يدعه.

أصلح الله الأحوال وهدانا وإياكم سبيل الرشاد، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير