زَعَماتُها .. ؟ ويحٌ لها ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 02:19 م]ـ
الزعم قد يكون حقا وقد يكون باطلا وكذبا، فهو مثل القول، وكثيرا ما يقول سيبويه: زعم الخليل، يعني: قال الخليل.
ولكنّ كثر استعمل الزعم فيما كان كذبا، حتى قيل: (زعموا) مطيّة الكذب، وقد لا يراد بالزعم الكذب المذموم، وإنما يراد به كذب الدلال الذي تلجأ إليه المرأة لاستخراج ما في نفس محبّها، كتلك التي قالت لمن أحبها: فؤادك ملّني، فقال:
إن التي زعمت فؤادَك ملّها
خُلِقَتْ هواك كما خُلِقْتَ هوى لها ..
وهذا الزعم مختلف عن الزعم للوصول إلى غاية في النفس، فإذا تحققت، نُسِيَتْ كل المزاعم، كالذي قال وقد أخلفت من أحبته وعودها:
إنّ التي زَعَمَتْ بأن فؤادها
ملكٌ لكَ
و جَمالَها وخيالَها ..
وسهولها وجبالها
وحصونها
وخيولها ..
فوهبْتَها
ما لم يَخَلْه خيالُها
ومضيْتَ في درب الهوى
تُدني لها
كلَّ الذي يحلو لها
وأنلْتَها
ما في السماء من النجوم مصوغة
عقدا لها ..
أدنيْتَها
حيث الجناحُ غدا لها سِرْبالَها
أدنيْتَها
حيث الفؤاد هتافه:
مرحى لها ..
حتّى غدتْ كظبية
وفؤادُك المرعى لها
ونقلتها لعوالمٍ
عذراءَ لم تشهدْ زيارةَ غيرها
وأذقْتَها
شهدَ العصورْ
مما جناه القلب من عذب الشعورْ
حبّاً لها ..
*****
إن التي زعمت وقالتْ وادّعتْ
واستعرضتْ
وعدَّدَت زَعَماتِها
قد أنكرتك اليوم لا كُرْمى لها
قد أنكرتْ زَعَماتِها
وأنكرتْ
عقد النجوم اللامعات بجيدها
فنانة
كانت تجيد الرسم في خيال منقاد لها
ألوانها تحسبها كثيرةً
لكنّها في الحقّ لا لون لها
ريشاتُها قد أتقنتْ لوحاتِها
ريشاتها مثل الأفاعي في التواء مسارها
إذا مشت تناسلت لَدَغاتُها
أو الحرابي في تفشّي الخُدَع الغرّاء في مُسوكها
ريشاتها .. زَعَماتُها ..
زعماتها الغراء يا .. ويحٌ لها ..
*****
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 02:37 م]ـ
وأنلْتَها
ما في السماء من النجوم مصوغة
عقدا لها ..
الله الله يا أبا محمد ما أجملها من صورة وما أروعه من خيال!
ولي وقفة مع القصيدة أستعرض فيها ما لها وهو كثير وما عليها وهو قليل.
بارك الله فيك يا دكتور دمت ودام مدادك.
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 02:55 م]ـ
تملكتني القصيدة بموسيقاها العذبه وألحانها الرقيقة فكانت أشبه ما تكون بمن يعزف على عود
فيها نغمة توقظ الأحاسيس ولا تترك لها فرصة للاسترخاء
ظلت القصيدة محافظة على هذا اللحن حتى قلت:
كانت تجيد الرسم في خيال منقاد لها
ألوانها تحسبها كثيرةً
عندها اضطربت الدلاء وتراجع المد
ولي وقفات أخرى
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 05:14 م]ـ
تملكتني القصيدة بموسيقاها العذبه وألحانها الرقيقة فكانت أشبه ما تكون بمن يعزف على عود
فيها نغمة توقظ الأحاسيس ولا تترك لها فرصة للاسترخاء
ظلت القصيدة محافظة على هذا اللحن حتى قلت:
عندها اضطربت الدلاء وتراجع المد
ولي وقفات أخرى
شكرا لك أبا همام، وفاتحة خير أن حظي هذا النص بتعليقك ..
صدقت في إحساسك الفني فقد وقفت في الموضع الذي ما زلت أحرره، وقد غيرته أكثر من مرة، ولكن لم أستقر بعد على صيغة مرضية.
مع التحية الطيبة.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 05:24 م]ـ
لا فض فوك
ـ[السراج]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 06:58 م]ـ
لكنني أخي زاهر أرى ألفاظها فراشات ملوّنة تتبعُ الأضواء التي تطايرتْ هٌنا وهُناك ..
دكتور بهاء، لا فضّ فوك ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 07:38 م]ـ
لا فض فوك
شكر الله لك أيها المفضال ..
أخي المكرّم .. أما آن لهذا الطوى أن يرحل، ولفارسه أن يترجل؟:)
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 07:41 م]ـ
لكنني أخي زاهر أرى ألفاظها فراشات ملوّنة تتبعُ الأضواء التي تطايرتْ هٌنا وهُناك ..
دكتور بهاء، لا فضّ فوك ..
ولا فض الله فاك أيها السراج .. لا زلت بالأدب وهاجا ..
شكرا لك وافرا جما على إحسان الظن هذا .. مع التحية الطيبة.
ـ[الحطيئة]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 07:58 م]ـ
ولكن ألا تخشى أن ترمى بالفسق وقد شبهت النص بالعزف على العود؟:)
ما كنت أظنها تصدر عن مثلك!
هداك الله و أذهب ما في قلبك
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 07 - 2010, 09:07 م]ـ
ولكن ألا تخشى أن ترمى بالفسق وقد شبهت النص بالعزف على العود؟:)
ما كنت أظنها تصدر عن مثلك!
هداك الله و أذهب ما في قلبك
عن الجملة الأولى أقول: لا تستبعد أن يقال ذلك في ظل غياب العقل، وتصديق أن مهرا أنزي على أمه فقطع ذكره بأسنانه ندما.:)
وعن الثانية أقول: اللهم آمين.
ودعنا في المجال الأدبي، فلكل شرعة ومنهاج.
ـ[زاهر الترتوري]ــــــــ[16 - 07 - 2010, 01:19 ص]ـ
لكنني أخي زاهر أرى ألفاظها فراشات ملوّنة تتبعُ الأضواء التي تطايرتْ هٌنا وهُناك ..
دكتور بهاء، لا فضّ فوك ..
رؤية خبير بالأدب
¥