عيون الأثافي الست، في البيت الثاني هل يقصد بها الشمعات الست في البيت السابع؟ إن كان كذلك، فالعلاقة غامضة أيضا لدي فالأثافي أحجار يوضع عليها القدر حتى يمكن إشعال النار تحته، وليست الأثافي هي التي تشتعل كالشمع. وإن كان المقصود الشمعدان الذي توضع فيه الشموع ففيه بعد أيضا.
كلمة سنابله في البيت الثالث فيها غموض أيضا، قد أفهم أن المراد تشبيه قطرات الشمع المنصهر بدموع العين المتحدرة، لكن وجود السنابل يحيرني، وكذلك اختلاف سرعة التحدر البطيئة، والوابل السريع.
كلمة عواذله في البيت الرابع، إلام يعود الضمير فيها؟ غصن الصمت، أم فؤادي في البيت الأول، أم الشاعر نفسه على التجريد أو التجرد؟
الانتقال من اهتزاز غصن الصمت وتطاير عصافيرالأشجان وبين العواذل، إلى التساؤل الحائر في البيت الخامس، انتقال شعوري مفاجئ من استبشار بالسعادة والاطمئنان، إلى حيرة وعدم استقرار، وشك
يغمض عليَّ سبر حلول جحافله في العيون.
أستشف في البيت السادس أن البلاد التي تسريلت جمان القصيد هي حبيبته التي يقابلها ربما على العشاء
على ضوء الشموع.
الحكمة الحماسية في شطر البيت السابع تبدو لي غريبة عن القصيدة من حيث المضمون والسبك، وما التقدم المقصود (أهو طلب الخطبة؟)
هنا بسمةُ الإغراءِ والخافقُ الذي = يراقبُ طيفاً في الخفاءِ يغازلُه
اختلف الشعور لدي في هذا البيت أيضا عما قبله، فمن تلامس أنامله أطياف الرحيل، يشغله انهماكه في الروح عن الإغراء والغزل.
فَأستمطرُ الماضي التليدَ وأجتني = محاسنَ مجدٍ تهتويني مناحلُه
تقلقني لفظة (التليد) و (مجد) في هذا الجو الشعوري، وكلمة (تهتويني) لا أظنها صحيحة عموديا وإن جازت حداثيا.
فما الجنحُ أن يبقى المتيمُ ساهراً = تداعبُ أطرافَ البنانِ رسائلُه
آلجنح هنا مراد به الجُناح؟ أظنه أيضا غير جائز.
وقوفاً على غيمِ الوفاء فهل لنا = بأبشرْ، إذا ما قبَّلَ البحرَ ساحلُه
أوقوفا هنا مثلها في (وقوفا بها صحبي)؟ وما علاقة الوفاء بالغيم؟ وما علاقة ذلك بتقبيل الساحل للبحر، وإن كان يبدو لي أن البحر هو الذي يقبل الساحل لتحركه وسكون الساحل.
أخي الكريم ما قلته هنا مجرد انطباع شخصي وليس نقدا، وقد يكون الغموض الذي أحسه لقصور عندي لا قصور في القصيدة، ولولا جمالها ما تكلفت عناء التعليق عليها.
مع كل ود وتقدير وتحية
ـ[أحمد رامي]ــــــــ[03 - 08 - 2010, 03:29 ص]ـ
من آخر القصائد أرجو أن تنال إعجابكم ..
من الوجدِ تستجدي فؤادي رواحلُه = وتهتزُّ في عمقِ الحنايا مشاعلُه
لاعجب أن تهتز المشاعل ما دامت على ظهور الرواحل
عيونُ الأثافي الست كالمشعلِ الذي = توارت عن الأنظارِ منا مناهلُه
أضم قصور فهمي عن إدراك المعنى الكيوبيدي إلى قاله أستاذ عويضه
ويقطرُ دمعُ الشمعِ من حرقةِ الجوى = كوابلِ حزنٍ في جفوني سنابلُه
تعليقي فقط أن الوابل يهطل من عل على حقل فيه سنابل ولا يكون الهطل والحقل في نفس المستوى .. فلو قلت في أكفي سنابله لاستقام المعنى
ويهتزُّ غصنُ الصمتِ حتى تطايرت = عصافيرُ أشجاني وبانت عواذلُه
أَغادرَ صوتي أم توالت قصائدي = أم الشكُّ حلَّت في عيوني جحافلُه
أرى الصورة جميلة، فالشك أول ما يُرى في العيون فإذا كان الشك عظيما وكبيرا فقد يصل إلى حجم الجحفل
أقلي عتاباً يا بلاداً تسربلت = جمانَ قصيدٍ فاخرٍ عزَّ قائلُه
هنا ستُّ شمعاتٍ أنارت وأسعدت = وما كلُّ من يهوى التقدمَ نائلُه
هنا الغادةُ الحسناءُ والعاشقُ الذي = تلامسُ أطيافَ الرحيلِ أناملُه
هنا بسمةُ الإغراءِ والخافقُ الذي = يراقبُ طيفاً في الخفاءِ يغازلُه
يهدهدُ أحلاماً لترقدَ .. والهوى = بكلِّ طريقٍ تحتويني منازلُه
فَطِرْ بالأغاني يا فؤادي مغرداً = فهل يُطرِبُ المشتاقَ إلا بلابلُه
وهل يُشعلُ الأشواقَ إلا تذكرٌ = له في سماءِ الحبِّ نجمٌ يخاتلُه
أأستمطرُ الماضي التليدَ وأجتني = محاسنَ مجدٍ تهتويني مناحلُه
فما الجنحُ أن يبقى المتيمُ ساهراً = تداعبُ أطرافَ البنانِ رسائلُه
ولكنه يبقى على عهده الذي = تضمُّ عبيرَ الوردِ فيهِ خمائلُه
وقوفاً على غيمِ الوفاء فهل لنا = بأبشرْ، إذا ما قبَّلَ البحرَ ساحلُه
وما قاله الأستاذ عويضه عن القصيدة فأنا أتبناه ووقعت في نفس الحيرة التي وقع فيها؛ فهل من منقذ لنا
أما المديح فيطول سجعه
بوركت أيها الشاعر