الكفران ضد الشكران، كما أن الإخفاء ضد الإظهار، فالكفر إخفاء للحق وتغطية له، والشكر إظهار للإحسان ونَشْرٌ لعَرْفه، وكل ساتر للحق أو ناكر للفضل والإحسان فهو كافر، وكل لاهج بحق المحسن أو ناشر لإحسانه فهو شاكر ..
مقدمة لو ترك أمر اكتشافها للقاريء لكان لمنزلة الشعر أحفظ
وإذا قصّر الإنسان فلم يشكر، فلا أقل من أن يبتعد عن الكفر، أما أن يَتجاوز الجحودَ والكفرانَ إلى الإساءة بالفعل واللسان، فذلك مستحقٌّ أن يدعى عليه بالثبور والخسران،
والدعاء له بالهداية أفضل
كيف لا وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أُرِيَ النار فرأى أكثر أهلها النساء، لكفرانهن العشير، وجحدهن الإحسان، فكيف يكون جزاءُ من تجاوز الكفران، فآذى المحسنَ إليه بالكذب والافتراء والبهتان؟
المعروف في الخطاب بكلمة إنسان هو التعميم (رجالا ونساء) فقد قلت إن الإنسان ...... يستحق الدعاء عليه ..............
ولتدعيم كلامك احتتجت بكون أكثر أهل النار نساء وهذه الحجة أقل شمولا من أن تشمل الإنسان
وبين الكفران والدخان أسباب وثيقة ووشائج عريقة، فالدخان ساتر فهو كافر، وهو يصدر عن النار وحطبها، وهي جزاء الجاحد الناكر، واللسان ناقل للكفر ناطق به ومناصر. ولا يعدم الإنسان في دار الابتلاء أن يبتلى بناكر مسيء أو ناكرة تجاوزت الكفر فطغت وبغت، ولمثلها يقول القائل:
على الشعراء القول وعلى النقاد وأهل اللغة التأويل , وهذا التقديم منع العقول من الإبحار مع المعنى المراد في الشعر
تقول ناكرتي والنكْرُ من فمها
دخانُ محرقةٍ من أجْزلِ الحَطبِ
جزل الحطب يعرف بجمره لا دخانه
إنَّ الحروف التي أرسلْتَها سُرُجا
تهفو بضوءٍ همى من ديمة الكُتُبِ
غَشّيتُها بضباب النُّكْرِ عامِدةً
كي لا تُرى أبدا للنّاظر الأرِبِ
ولن تَرى من بهيج الشعر غيرَ صُوًى
عَفَتْ ورانَ عليها النكرُ بالكَذِبِ
ولن تَرى غيرَ ليلٍ لا ضياء به
وتحته مَهْمَهٌ من ظُلمة الكُرَبِ
فقلت مهلا فإنَّ الليلَ منكشفٌ
عمّا قليلٍ وتبدو الشمسُ من كَثَبِ
لا يَحْجُبُ الشمسَ إعتامُ الضَّباب ضحى
والفجرُ منبلجٌ من حالك الحُجُبِ
العجز جملة اسمية سبقتها واو
إن عطفت أخلت بالترتيب الزمني
إن وصفت حالا أخلت أيضا بالترتيب
إن استأنفت باعدت إمكانية التقريب بين الشطرين
جيئي بليلٍ من الكُفرانِ مُحْتَشِدا
فسوف يُجلى بوهج من سنى شُهُبي
أيجوز جعلها حالا لنكرة؟
كما تشائين كوني غير ناكرة
فضلَ الضياء لحرفٍ للظلام أبي
غدا تريْنَ العلوم الغرَّ باسقة
في دارة (للبها) تسمو على السحب
وتفرشين خدود الذل خاسئة
تدوسها عاديات العلم والأدب
وليعذرني شيخنا على التطفل
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[07 - 08 - 2010, 12:21 م]ـ
أيهما الصواب: منكرتي أم ناكرتي؟ أم أن معناهما واحد؟
والمُناكَرَةُ المُحارَبَةُ.
وناكَرَهُ أَي قاتَلَهُ لأَن كل واحد من المتحاربين يُناكِرُ الآخر أَي يُداهِيه ويُخادِعُه. يقال: فلان يُناكِرُ فلاناً.
وبينهما مُناكَرَةٌ أَي مُعاداة وقِتالٌ.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:26 م]ـ
شكرا لك أخي الباز
(محتشدا) حال من الكفران، وليس من (ليل) أي: جيئي بليل مظلم، وهذا الليل كله من الكفران حالة كونه محتشدا ..
أما السنا فهو بالألف وليس بالياء كما ذكرت، وهو سهو مني بلا شك، فيصحح.
مع التحية الطيبة.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:28 م]ـ
سلمتَ للعلوم الغرّ أستاذنا
وإن شاء الله تسمو على الثريا
بهاءً وإشراقا
رفع الله ذكرك أخي الحبيب أبا عاصم وزادك شرفا وقدرا ..
مع التحية الطيبة
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:31 م]ـ
أشكر الناقد والشاعر على حد سواء
وأشكر للدكتور بهاء هذه الشاعرية الفارهة
شكرا جما جزيلا دكتور أحمد .. لا عدمنا نقدك البصير ..
مع التحية الطيبة
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:45 م]ـ
شكرا أخي محمدا على هذه التعليقات اللطيفة ..
العنوان والمقدمة اللغوية لشرح العنوان ومن ثم الانتقال للنص الأدبي منهج ارتأيته جامعا بين الفائدة اللغوية والمتعة الأدبية ولا أظنه حائلا بين القارئ وجمال النص الأدبي.
الكفران عاقبته الخسران للإنسان رجالا ونساء، وإن كان في النساء أكثر شيوعا.
الحطب الجزل إن غطي بما يعيق وصول الهواء الكافي من غثاء الكفران أخرج دخانا كثيفا.
(محتشدا) حال من الكفران.
الواو لمطلق الجمع لأدنى مناسبة، فكأنك قلت: الشمس تغلب الضباب، والفجر يغلب الليل. يعني الغلبة دائما للضياء.
مع التحية الطيبة.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 08 - 2010, 11:50 م]ـ
أيهما الصواب: منكرتي أم ناكرتي؟ أم أن معناهما واحد؟
أخي الكريم
نَكِر وأنكر واستنكر بمعنى جهل .. فكلاهما صواب.
مع التحية الطيبة.