تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم تأتي لحظة اللقاء ـ المشهد المؤثر في النص فكل ما سبق تمهيد وتعزيز لهذا البيت الآسر بقوة العاطفة فيه ـ وجاءت المفردات (برزتِ , بهرتِ ,نورا , سطعتِ) تؤجج هذا الشعور فينا كمتلقين للنص فهي مفردات حياة وبعث وتجدد ودفء لك أنت , لقد انتقيت القرائن التي تدل على جمال محبو بتك دون أن تدخل في وصف حسي لها فارتقيت بغزلك لها دون أن تخدش حياء الناظرين للنص بلباقة مفرداتك وبثت هذه المفردات صورتها في أذهاننا فهي النور والشمس الساطعة وهي البشر الجذاب الذي إنْ ظهر برز على الجميع بجاذبيتها وقوة حضورها والكاريزما التي تتمتع بها.

...

قطعتُ حياتي ألوك الصّراعْ

وهِمتُ شريداً

وحيداً وحيداً بدون رفيقْ

ولمّا التقينا

صباحَ التقينا بوسْط الطريقْ

شددتِ الرحالَ

وصُغتِ المحالَ كلامَ الوداعْ.

ولكي تؤكد لنا قبل نهاية القصيدة موقعها في مملكة حياتك وقدرها في قلبك وعظيم أثرها في نفسك عُدتَ تقارن بين حالك قبلها وبعدها , لقد عشت الصراع وما يتمخض عنها من آلام في روحك فكنت الشريد بما تبثه هذه الكلمة من معاني الفقد والشتات والغربة.

وجاء تكرارك لكلمة وحيدا وحيدا ـ المنونة ـ لتمنح وقعا في الآذان وصدى في الأنفس بما في أجراس الكلمة وموسيقية نغماتها مِن حس عالي ونبر حاد مع إيماننا بأن حرف الحاء صاحب المخرج الضعيف يوحي بانكسار روحك قبل لقائها!

وفي الصباح ـ وهو وقت الشروق والبكور وتجدد الأرواح بعد ليل بهيم وحزن شريد فسطعت في حياتك شمسا تشرق أشعتها في روحك.

ومن الملاحظ أنك تكرر في هذا المقطع ـ التقينا ـ وليس في هذا غرابة فلحظة اللقاء بين روحين منسجمين تكون لحظة لها أثر جميل وذكرى لا تُنسى بل كان هذا اللقاء وسط طريق مكتظ بالصراعات فأوحى لفظ وسط الطريق بأوج حاجتك لها مكانيا وزمانيا.

ولكن هل تكتمل السعادة!

لقد استطعت أن تُشرك القارئ بحزنك في نهاية القصيدة لأنك أتيت بحقيقة الحكاية بلا رتوش فأتى العنوان ـ المفتاح الذهبي للقصيدة ـ مجملا حكاية حب حلوة لم تكتمل وهكذا الحقائق تؤلم لوضوحها حين قلت:

شددتِ الرحالَ

وصُغتِ المحالَ كلامَ الوداعْ

لقد رحلتْ هي ولسبب ما لم تطلعنا عليه سافرتْ عن دُنياك فكانت كلمة مختصرة كثيفة الدلالة تشي برموز التعب والمكابدة بعد الفراق.

إنها رحلت ,, وكفى!

بما في معاني الرحيل من الفراق وتجدد الغربة وانقطاع الوصل وذهاب السعادة وعودة الألم والوحدة والإحساس بالفقد.

عبارة شددتِ الرحال صورة مأخوذة من البيئة العربية الأصيلة التي تستقي أنت منها أخيلتك دلالة عل اعتزازك بعروبتك, وفخرك الذي تشي به عبر بثك لقرائن عديدة هذا من جهة ومن جهة أخرى تدل على تأثرك بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم و ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)) .. من جهة ثالثة تدل العبارة على أبدية الفراق وطول النوى!

وكأنه القرار الأليم الذي لا رجعة فيه!

وما زاد إحساسنا بألم الشاعر أنه جعل السبب متخفيا غائبا في خفايا نص مفتوح يُشغل ذهن القارئ. وهنا تميز النصوص الحديثة التي كان هذا النص صورة من صورها بمعاصرة الشاعر ومسايرته للأدب الحديث.

وأتى آخر الكلام مخرسا للبوح والهيام!

لقد صاغت المحال الذي كان الشاعر لا يتوقعه بل لا يرى له وجودا معها فيجبرنا أن نشفق عليه ويستدر عطفنا!

وتبقى حالة الشاعر المستمرة بالألم في أذهاننا!

فينجح في نهاية قصيدته في التأثير علينا وإنْ لم يُكتب له النجاح في رحلة حبه.

ولكنها تناقضات الحياة فهل نملك أمامها إلا التسليم لزمامها.

أخي أحمد رامي أستميحك عذرا إن ُ كانت قراءتي العاجلة لم ترقى لمستوى فك جميع رموز قصيدتك الرااائعة

تقديري

ـ[منى الخالدي]ــــــــ[27 - 08 - 2010, 07:44 م]ـ

مررتُ من بين زهور هذه الغادة الحسناء

ولم تشبع ذائقتي من شمّ ضوعها الفاتن ..

لله درّك

كم كان رائعاً شعرك

رعاك الله أيها الفاضل ..

ـ[السراج]ــــــــ[27 - 08 - 2010, 10:50 م]ـ

أبا إبراهيم ..

راقَ لي سرب الحروف هذا، وخاصة مقطعه الأخير ...

ـ[سيف الدين]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 02:10 ص]ـ

تعجبني تلك الضربات المتتالية على القلب , فتهزه هزا وينقلب نشوان طربا رغم الشجن

بارك الله بك

ـ[محمد نجيب]ــــــــ[29 - 08 - 2010, 09:49 ص]ـ

الأخ الكريم / أحمد رامى

سلمت يدك. لحروفك رونق خاص

الفاضلة الكريمة / هداية ونور

تحليل رائع ينم على موهبة رائعة فى النقد والتحليل

كل الود والاحترام

ـ[أحمد رامي]ــــــــ[31 - 08 - 2010, 02:41 ص]ـ

قطعتُ حياتي وئيدَ الخطى

أخي أحمد رامي أستميحك عذرا إن ُ كانت قراءتي العاجلة لم ترقى لمستوى فك جميع رموز قصيدتك الرااائعة

تقديري

الأخت هدايه بارك الله فيك وزادك علما

لقد تناولت زاوية من زوايا قصد القصيدة وقد أبدعت وفُقْت القصيدة سحرا وبيانا

أبى العلم إلا أن يمد رأسه

شرُفتُ بمرورك

بوركت من عين ناقدة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير