ـ[أحمد رامي]ــــــــ[25 - 09 - 2010, 09:00 ص]ـ
نظريات: أميّة وحياة، الأولى
هُما صديقتان ينظران إلى الحياة بطريقة مختلفة، أميّة: مدرسة تاريخ، وحياة: مدرسة لغة عربية.
حياة: أُميّة يا أُميّة، ياللعجب لم أرَ فتاة مثلك أبدًا مطلقًا نهائيًا،
أميّة: وأنا لم أعرف صديقة تشبهك هكذا بلسانك الثرثار الذي يأتي بكلّ معاني الكلمة الواحدة أو أقاربها من السلالة المعجمية، ماذا تريدين منّي ألم أعهد إليك بهدية إن تركتيني في الشرفة وحدي؟،
حياة: نعم هذا صحيحٌ ولكن أنا لستُ إحدى جواريك الحسناوات أو مقتنياتك الصمّاء، أنادي عليك قرابة السّاعة، على الأقل جاوبيني على أقل تقدير وأقرب تقرير أريد ـالتفسير،
أميّة: يا الله منكِ! (عامية) لن تنسي أبدًا أنكِ معلمة للغة العربية في مدرسة بالقرب من المكتبة الظاهرية في جمهورية سوريا العربية؟!!
حياة: ماشاء الله ماشاء الله قد أسبغتُ عليكِ طريقتي وأسلوبي أخيرًا،
أميّة: لا وربك إنما أسخر منكِ بطريقتي،
تضحك حياة وتضرب أميّة ضربة مناوشة، فتقول لها أميّة،
ما رأيك أن تأتين بهذا الكرسي الخشبي، تقاطعها حياة: نعم أعرفه الكرسي الخشبي المصنوع في الدّكان الحلبي،
أميّة: نعم ماشاء الله عليكِ يا عزيزتي إنّي أخشى عليكِ كثيرًا من هذا التكرار والحفظ الآثمين،
حياة: آثمان لماذا التكرار والحفظ آثمان يا أستاذة أميّة يا مدرسة التاريخ الذي استبيح وضرب (بالدبابات والصواريخ)،
أميّة: وما بها مدرسة التاريخ تحفظ لكم أمجادكم من النسيان،
حياة: أنا لم أقل شيئًا على العكس تمامًا امرأة اسمها أميّة ماذا سيكون عملها أو امرأة عملها مدرسة تاريخ ماذا سيكون اسمها، صحيح يا أميّة أخبريني،!
أميّة: ماذا يا حياة؟،
حياة: كيف أسموك هذا الاسم ولماذا؟،
أميّة: واحسرتاه على معلمات اللغة العربية، أتجهلين اسمي أم تجهلين دمشق بأكملها؟،
حياة: لا هذه ولا ذاك وأعرف التاريخ أكثر منك ومن كل،،،،
أميّة: من كلّ ماذا ها،عودي إلى رشدك يا حياة أكم من مرة سألتني هذا السؤال، أكم من مرة جاوبت عليك، أكم من مرة أكم أكم،
حياة: ستأخذينني بعيدًا بـ (حبكتك) الدرامية المعتادة وسأنسى أمر الإثم والإفك والضلال والفجور والكفر الذي أوقعتيه عليّ عندما سألتك لماذا التكرار والحفظ آثمان؟،
حياة: لا عليك خذي هذا المنديل وقومي بمسح الكرسي الذي طلبتُ منكِ أن تأتي به من الزاوية مسبقًا وأنا على الرحب والسعة والسرور يا حبيبتي سوف أجيبك،
تغيبُ أميّة في الشرفة مجددًا ويشرد فكرها حيث هذا المشهد الأكثر من رائع، تفزعها حياة بصوت الكرسي الذي وضعته بطريقة عنيفة أمامها لتكونا متساويتين في الجلسة، وتقول لها يا أميّه بتلك الطريقة يا صديقتي سأرحل إلى بيتي فالأولاد ينتظرونني،
أميّة تتعجب وتقول: أولاد أية أولاد يا حياة هل أنتِ متزوجة ولديك صغار ولا أعرف ما هذا؟!
تضحك حياة وتضع يديها على في أميّة وتقول: إنما هذا الهرم من الكرّاسات على طاولتك هناك،
أميّة: أها نعم الآن فهمت تقصدين تصحيح الواجبات المدرسية،
حياة: نعم نعم سأرحل والله إن لم تنتبهيلي وتعيريني القليل من وقتك!
أميّة: سأقول لكِ قصة الإثم وأجيب على سؤالك حول اسمي مجددًا فابقيولا يكفهر وجهك هكذا وتتحول ملامحك النبيلة التي تشبه ياسمين الشام إلى البوم اللئام،
ثم تضحك أميّة ضحكة تُثير انتباه الكثيرين من أهل الحيّ هؤلاء الذين بين واقف في شرفته أو نائم في حجرته أو حتى هؤلاء المجتمعين تحت شجر الزيزفون، وما زاد الطين بلة أن حياة بالفعل كادت تغضب من قول أميّة فحياة لها ردة فعل سريعة جدًا، لكن سجيتها أيضًا بيضاء جدًا،
أميّة: انتهى الأمرُ يا حياة إني لمن المازحين هل يروق لكِ هذا أصواتنا العالية كفي عمّا تفعلين، واجلسي الكل يشاهدنا الآن وكأننا من مهرجات مسرح (البالون) المصري،
حياة تضحك وتقول: نعم أنتِ الزرافة وأنا النسناسة،
أميّة: حسنًا يا عزيزتي إن كان هذا يرضيك لتكفي عن هذا الهراء وصوتك العالي الذي يُشبه إذاعتنا وقت الحروب موافقة زارفة زرافة كي أفوز بصمتك،
حياة: لا تعتني بهؤلاء فلسنا دون غطاء رأس أو في ملابس خليعة، فدعي الناظرين ينظرون والمتطفلين يتطفلون، ألستِ زرافة وأنا نسناسة
أميّة: حسنًا لكِ هذا لكن اجلسي دعينا نكمل ما بدأناه فأنا عندي ما أقوله لكِ أهم ممّا حدثَ الآن بكثير،
حياة: أهم بكثير بكثير ما الأمر هل ستتزوجين هل سترحلين عن الديار وتتركين التاريخ إنه في حاجة إليك هل ستسافرين هل ستموتين،
أميّة: يا الله على ألفاظك السعيدة البهّية، اسمعي واهدئي الله يرضى عليك منذ بضع ساعات وقبل أن تشرفيني بطلتك التي تشبه شمس الخسوف،
حياة: شمس الخسوف وجلد الخروف وأرض الخوف، كل هذه تشبيهات سامحك الله،
أميّة: أنا قلتُ شمس الخسوف وليس بيدي أنّ صديقتي المبجلة التي هي أنتِ لغة عربية وتحضرها كل التشبيهات فتخرج عقدها عليّ أنا، اسمعي دعي الشجار الآن إلى بعد قراءة هذا المخطوط الرائع أريد أخذ رأيك إن كان لكِ رأي!!
تبتسمان ثمّ تبدأ أميّة في قراءة الرسالة لولا أن للأمطار الشديدة التي اجتاحت فجأة سماء نهر بردى كان لها رأيٌّ آخر، فدخلتا إلى الغرفة نحو الدفء،
حياة: هيّا يا أميّة أنا في انتظار سماع هذا الذي بين يديك ولن أتفوه بكلمة واحدة خارجة على النص، وها هو فمي مغلق للتحسينات.
النظرية الثانية: في مقبل الأيام إن شاء الله.
بارك الله فيك أيها الفيلسوف العتيد
تقبل مروري الرشيد
¥