تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد جاء Richard Hartmann في كتابه " Zu dem Kitab al-Fusul wa al Ghayat des Abul alaa al-Maarry ليتبع Fischer في رؤيته تجاه كتاب الفصول والغايات إلا أن أهمية كتابه فيما أرى ترجع إلى إشارته إلى أن كتاب المعري " الفصول والغايات " محاولة ضد الكتابات النثرية في عصره؛ إلا أن أبحاث Margoliouth حول أبي العلاء لا تكتسب أهمية لأنها ترديد لآراء بعض النقاد العرب القدامى وأحيانا دون فهم، وربما كانت محاولته في تحقيق رسائل أبى العلاء ونشرها أفضل ما قام به على الرغم مما ثبت من أخطاء وقع فيها في التحقيق إذ لا تخلو صفحة من تحقيقه من أخطاء.

وقد تناول Gabrieli F. و K.Brockelmann و A.Mez و Arthur wormhoudt في أبحاثهم أبا العلاء و ترجموا له نقلا عن تراجم العرب. وقد جاء مقال Nicholson في Enzyklopaedie des Islam مقالا مقتضبا حول المعرى وردد حوادث ثبت عدم حدوثها وقد أشار في مقاله إلى نقد المعري للتراث التقليدي في عصره. إلا أن مقال P.Smoor في Encyclopaedia of Islam حول المعري يترجم ما حكاه القفطى وياقوت الحموي، ورغم أنه كان مقالا abstract إلا أنه ساهم في عرض مؤلفات المعري بشكل واضح بُني عن فهمه لهذه المؤلفات. وقد تناولت Renata المعري في ثلاث صفحات وركزت على قضية الزمن عند المعري وأهمية التركيب اللغوي لديه. ولقد قامت عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بأفضل تحقيق لرسالتي أبى العلاء المعري: "رسالة الغفران" و "رسالة الصاهل والشاحج" ولا يستغنى عن تعليقاتها المصاحبة للتحقيق فقد كانت رسالة الغفران محققة تحقيقا سيئا من قبلها وقام باحث بسرقة تحقيقها ونسبه لنفسه فيما بعد.

ومن عجب أن معظم المستشرقين لم يتوقفوا أمام نصوص أبى العلاء بل كان معظم اهتمامهم هو محاولة إثبات أثر الفلسفة الهندية والإغريقية على حياة أبى العلاء وتراثه.

1 - 2

وأبو العلاء المعري هو أحمد بن عبدالله بن سليمان 363 - 449 هـ (=973 - 1057م) المولود في معرة النعمان بسورية وقد عميَ من الجدري في عامه الرابع ورحل إلى بغداد سنة 398 وأقام بها سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده معرة النعمان ولزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان سنة 449 هـ.

وقد خلف من المؤلفات الكثير والكثير وأحصى القفطي في مؤلفه " إنباه الرواة " أكثر من خمسة وخمسين مصنفا؛ ويعقب القفطي على ذلك بقوله: إن أكثر كتب أبى العلاء هذه عُدمت، وإنما يوجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار عليها، وقتل من قتل من أهلها ونهب ما وجد منها فأما الكتب الكبار التي لم تخرج من المعرة فعدمت وإن وجد شئ منها فإنما يوجد البعض من كل كتاب "

وأهم ما بقى من مؤلفاته ديوان "سقط الزند" وأبياته نحو ثلاثة آلاف بيت؛ وديوان "لزوم ما لا يلزم" الذي يشمل عشرة آلاف وسبعمائة وواحد وخمسين بيتا ورسالة "الصاهل والشاحج" و"رسالة الغفران" و"رسالة الملائكة" و"رسالة الهناء" و"رسالةالفصول والغايات".كما ألف شروحا لدواوين كل من الشعراء أبي تمام والبحتري والمتنبي؛ وقد حظي المعري بدراسات بعض النقاد والعرب أمثال طه حسين وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) وإحسان عباس وغيرهم.

1 - 3

إن الشك عند أبى العلاء المعري منهج معين يسير عليه نحو الوصول إلى الحقيقة، والتناقض الظاهري لديه لا يعنى إلا مرحلة التردد بين اليقين وعدم اليقين؛ بين المنقول والمعقول، بين المتعارف عليه والجديد، بين التقليد والتجديد، ويصطدم المعري في منهجية الشك لديه بكل ما هو متوارث، فالمعطيات لديه ليست مقدسة والفضل - ليس كما قال القدامى - للمتقدم بل إنه يستطيع كما قال عن نفسه:

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانه لآتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ

لكننا نتساءل ما الهدف الذي سعى إليه المعري من خلال الشك كمنهج لديه؟ أظن إن المعري قد استخدم الشك طريقا للوصول إلى قناعة داخلية، إنه في صراع أبدي مع نفسه، مع مجتمعه، مع السلطة، مع الأديان، إنه يشعر أن قوة داخلية تطارد فكره كي يرتقى إلى منزلة اليقين وفى خلال رحلته القلقة يصطدم مع كل المؤسسات القائمة ويسعى إلى تقويمها أو تحطيمها إن لم يجد إلى تقويمها سبيلا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير