تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من هذة الرؤية ندخل الي عالم الشك عند ابي العلاء المعري حيث نرى رؤيتة الشكية في كل مايجري من حولة

فلا جوامد ثابتة.

ولا يوجد شيء عندة غير قابل للنقد و التحليل و اللغة ليست مقدسة عند ابي العلاء بل هي قابلة للتأليف و النسخ و الحذف و الأضافة. ويقول المؤرخون انة ربما كان العمي عند ابي العلاء سبب في أن يري الأشياء مجردة.

من هو ابي العلاء:هو أحمد بن عبد الله ابن سليمان 363 - 449 هجريا (973 - 1057)

ولد في معرة النعمان بسوريا وقد اصابة الجدري صغيرا فكان سبب في اصابتة بالعمي ذهب الي بغداد عام 398 و استقر هناك حوالي سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده معرة النعمان ولزم منزله في عزلة لا يبرح بيته ولا يأكل اللحم ولم يتزوج أيضا وكان يصوم كل أيام السنة ما عدا عيد الفطر وعيد الأضحى وكان يلبس خشن الثياب وعاش زاهدا حتى وفاته بمعرة النعمان سنة 449 هو قد ترك خلفة الكثير من المؤلفات لم يصلنا منها الا اقل القليل للأسف الشديد.

والأن فلنتناول اشعارة الفلسفية التي تحمل الشك في الأيمان و في عدم الأيمان علي السواء الشك في الأديان عند المعري.

1 - العقل في مواجهة ماوراء العقل:

يرتجي الناسُ أن يقومَ إمامٌ ناطقٌ في الكتيبة الخرساء

كذب الظنُّ لا إمام سوى العقـ ...... ل مشيرا في صبحه والمساء

فإذا ما أطعته جلب الرحـ ....... مة عند المسير والإرساء

إنما هذه المذاهب أسباب ...... لجذب الدنيا إلى الرؤساء

جاءت أحاديثُ إن صحتْ فإن لها ....... شأنا ولكن فيها ضعف إسنادِ

فشاور العقل واترك غيره هدرا ....... فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي

العقل في مواجهة النص عند المعري:

قلتم لنا خالقٌ حكيم ....... قلنا صدقتم كذا نقولُ

زعمتموه بلا مكانٍ ....... ولا زمانٍ ألا فقولوا

هذا كلام له خبئٌ ....... معناه ليست لنا عقولُ

ويتعجب المعري لماذا لا يتألم الله لعذاب الناس:

رأيت سجايا الناس فيها تظالم ....... ولا ريب في عدل الذي خلق الظلما

أنهيتَ عن قتل النفوس تعمدا ....... وبعثت أنت لقبضها ملكين؟

وزعمت أن لنا معادا ثانيا ....... ما كان أغناها عن الحالين

ويخاطب الله متسائلا:

إن كان لا يحظى برزقك عاقل ....... وترزق مجنونا وترزق أحمقا

فلا ذنب يارب السماء على امرئ ....... رأى من ما يشتهي فتزندقا

لكن الشك يبقي حتي في الزندقة فيقول:

سأعبد الله لا أرجو مثوبته .......... لكن تعبد إعظام وإجلال

ويعلق علي تناقض بعض احكام الفقة مثل حكم دية اليد إذا قطعت بخمسمائة دينار ذهب وإذا سرق أحد من الناس ربع دينار تقطع يده فيعترض قائلا:

تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له .......... وإن نعوذ بمولانا من النار

يد بخمس مئين عسجد فُديت .......... ما بالها قُطعت في ربع دينار

ويفاجئنا المعري بأن العقل ينكر الأديان السابقة:

هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت ..... ويهود حارت والمجوس مضللهْ

اثنان أهل الأرض: ذو عقل ...... بلا دين وآخر ديِّن لا عقل لهْ

ويشكك المعري في تدين الناس من حوله ويرى أنه تدين متوارث:

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوه

وما دام الفتى بحجى ولكن .......... يعلمه التديّن أقربوه

الشك في الديانات و المذاهب:

ويرى أن الأديان قد فشلت في خلق عالم مثالي:

أمور تستخف بها حلوم وما يدرى الفتى لمن الثبور

كتاب محمد وكتاب موسى .......... وإنجيل ابن مريم والزبور

نهت أمما فما قبلت وبارت .......... نصيحتها فكل القوم بور

ويتساءل المعري وهو في قمة شكه أي الأديان هو الصحيح:

في اللاذقية ضجةٌ ما بين أحمد والمسيح

هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيح

كل يعظّم دينه ياليت شعري ما الصحيح؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير