تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

للهِ مُرْتَقِبٍ فِي اللهِ مُرْتَغِبِ

ومُطْعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ

يوْماً ولاَ حُجِبَتْ عَنْ رُوحِ مُحْتَجِبِ

لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ

إلاَّ تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ مِنَ الرعُبِ

لَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَوْمَ الْوَغَى، لَغَدا

مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، فِي جَحْفَلٍ لَجِبِ

رَمَى بِكَ اللهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها

ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْرُ اللهِ لَمْ يُصِبِ

مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا

واللَّهُ مِفْتاحُ بَابِ المَعقِل الأَشِبِ

وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ

للسَّارِحينَ وليْسَ الوِرْدُ مِنْ كَثَبِ

أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها

ظُبَى السُّيُوفِ وأَطْرَاف القنا السُّلُبِ

إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ

دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ

لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيًّا هَرَقْتَ لَهُ

كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

عَداكَ حَرُّ الثُّغُورِ المُسْتَضَامَةِ عَنْ

بَرْدِ الثُّغُور وعَنْ سَلْسَالِها الحَصِبِ

أَجَبْتَهُ مُعْلِناً بالسَّيْفِ مُنْصَلِتاً

وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً

ولَم تُعَرجْ عَلى الأَوتَادِ وَالطُّنُبِ

لَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ

والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ

غَدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها

فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ

هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ

عَن غَزْوِ مُحْتَسِبٍ لاغزْو مُكتسِبِ

لَمْ يُنفِق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ

على الحَصَى وبِهِ فَقْرٌ إلى الذَّهَبِ

إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها

يَومَ الكَرِيهَةِ فِي المَسْلوب لا السَّلبِ

وَلَّى، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ

بِسَكْتَةٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ فِي صخَبِ

أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى

يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ

مُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُهُ

مِنْ خِفّةِ الخَوْفِ لامِنْ خِفَّةِ الطرَبِ

إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ

أَوْسَعْتَ جاحِمَها مِنْ كَثْرَةِ الحَطَبِ

تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ

جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ

يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ

طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لَمْ تَطِبِ

ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ

حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيتَ الغَضَبِ

والحَرْبُ قائمَةٌ فِي مأْزِقٍ لَجِجٍ

تَجْثُو القِيَامُ بِه صُغْراً على الرُّكَبِ

كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ

وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ

كَمْ كَانَ فِي قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها

إلى المُخَدَّرَةِ العَذْرَاءِ مِنَ سَبَبِ

كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً

تَهْتَزُّ مِنْ قُضُبٍ تَهْتَزُّ فِي كُثُبِ

بيضٌ، إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا

رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُبِ

خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ

جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ

بَصُرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها

تُنَالُ إلاَّ على جسْرٍ مِنَ التَّعبِ

إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ

مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْرِ مُنْقَضِبِ

فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا

وبَيْنَ أيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَبِ

أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسْمِهمُ

صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 09:04 م]ـ

قام الشاعر الكبير البردوني بالرد على قصيدة ابو تمام

ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب** وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب

بيض الصفائح أهدى حين تحملها ** أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب

وأقبح النصر نصر الأقوياء بلا فهم** سوى فهم كم باعوا ... وكم كسبوا

أدهى من الجهل علم يطمئن إلى ** أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا ** شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا

ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني؟ ** عفواً سأروي ولا تسأل وما السبب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير